مستندين لخبرات انهيار برجي التجارة في أمريكا
وحدة أبحاث خاصة تعمل على مدار الساعة والهدف لا حياد عنه
بدأت التحركات علي أشدها داخل وحدة الهندسة والكيمياء الموجودة داخل حركة حماس والتي بدأ تفعيلها مؤخرا مع الإعلان عن بناء السور الفولاذي.. وبدأ المهندسون الموجودون داخل الحركة في عرض تجارب صهر الفولاذ التي وقعت في عدد من بلدان العالم، وكانت تجربة صهر الفولاذ التي وقعت مع أحداث انهيار برجي التجارة العالمي من أهم المحطات التي تم التوقف عندها. ففي انهيار البرج رقم 7 الذي سقط ككومة من التراب بطريقة لم ينسها العالم، أرجع العلماء السبب وراء هذا الانهيار إلي ذوبان الفولاذ نتيجة احتراق وقود الطائرات بدرجة مئوية كبيرة.
هذه التجارب تعتمد علي استخدام مواد كيميائية تسمي " مواد الثيرميت " وهي عبارة عن مساحيق ذات حرارة عالية مثل الألومنيوم والماغنسيوم والتي يصنفها العلماء ضمن المواد المتفجرة نظرا لارتفاع درجة حرارة الاحتراق للثيرميت عالية جداً وتصل لدرجات انصهار كثيرة من المعادن إذ تبلغ 2500 درجة مئوية و تشتعل علي شكل دفقات شديدة ومركزة علي مناطق محددة وبالإضافة إلي هذه المادة الكيمائية التي يسهل الحصول عليها من خلال بعض التفاعلات الكيمائية المعملية، وهذا ما كان يحاول الفريق البحثي داخل الجامعة الإسلامية في غزة الوصول إليه وعلي الرغم من عدم وجود معلومة مؤكدة في هذا السياق، إلا أن الأبحاث التي يجريها بعض الباحثين والمتخصصين تدور كلها حول نفس الهدف تقريبا وكان من المثير أن تظهر علي شبكات الانترنت والمنتديات الفلسطينية الخاصة بالهندسة والكيمياء استجابات واسعة حول تحدي صهر الحديد الفولاذي.
في الوقت ذاته، تدور الأبحاث حول إمكانية حفر وإنشاء أنفاق جديدة ذات مواصفات خاصة بعد غرس الحديد الفولاذي بين مصر وغزة حيث تنقسم منطقة الأنفاق إلي مربعات صغيرة، كل نفق منها يبدأ داخل منزل أو داخل محل كبير وتنتهي عند الطرف الثاني داخل رفح الفلسطينية داخل منزل يضا.. فمع فكرة إنشاء الأنفاق في السابق، كان الأمر يعتمد علي وجود طرفين يقبلان المهمة الخطرة دون تردد وبعدها يبدأ الحفر بسرية تامة وقد تستغرق مدة حفر النفق شهرين أو ثلاثة علي الأكثر ومن بعدها يتم إدراج النفق ضمن سلسلة الأنفاق الموجودة علي الحدود لاعتماده في توزيع المهام والبضائع.. كانت التكوينة الرئيسية لحفر النفق في هذه المناطق تستلزم وجود آلة لشفط التراب في البدية ثم يتم الحفر بعد ذلك علي عمق أكبر من المتاح، وبعد ذلك تم تدعيم مدخل النفق بخرسانة مسلحة ثم تثبيتها بأخشاب ذات قطر عريض، ومن بعدها يتم حفر النفق طبقا لاستعماله.. فهناك أنفاق يطلقون عليها ي الخاصة بكبار الزائرين والعابرين، وتكون هذه الأنفاق علي عمق قد يصل إلي متر ونصف المتر، لأن الشخصيات المهمة التي قد تعبر منه، تسير بداخله واقفة، أما الأنفاق التي تحفر علي أعماق أقل فتستخدم لتهريب البضائع المختلفة. وكان السبب المباشر في انهيار بعض الأنفاق بين مصر وغزة هو هشاشة التربة في بعض المناطق وكذلك استعجال أهالي المناطق الحدودية في حفر الأنفاق بطريقة بدائية للحصول علي الربح السريع الذي تجنيه، لكن الطريقة الجديدة التي سوف يعتمدها التجار المحترفون لمواجهة أزمة غرس الحديدي الفولاذي، تعتمد علي استراتيجية جديدة تماما.. فالدراسة المبدئية لوضع الحديد الفولاذي في الأرض تعتمد علي الحفر والغرس بالاهتزاز، وتؤكد المعلومات أن طول الحديد الذي وصل إلي الحدود المصرية لا يساوي العمق الذي تم الإعلان عنه في وسائل الإعلام المختلفة وهو 30 مترا تحت الأرض، علي الرغم من أن طول الحديد يصل إلي 5 أمتار في أكثر تقدير.. وبناء علي هذه المعلومات، حدد تجار الأنفاق بين مصر وغزة المناطق الضعيفة "كما يطقون عليها" وهي التي لم تغطها الستائر الحديدية الفولاذية بشكل كامل.. علي أن يتم الحفر في مناطق تتحمل فيها التربة الاهتزاز علي عمق يصل إلي 20 مترا تحت الأرض، علي أن يمتد طول النفق إلي 500 متر علي أقصي تقدير.. وتشير المعلومات التي حصلت عليها «الفجر» أن تجار الأنفاق سيضطرون إلي كشف عدد هائل من الأنفاق علي أن يتم الاحتفاظ بعدد قليل جدا منها، علي أن يكون هذا العدد القليل هو النواة الاستراتيجية للأنفاق الجديدة التي ستلعب دورا محوريا في عمليات التهريب المقبلة. من بين الأنفاق التي سيتم الكشف عنها سواء بإرادة التجار أو رغما عنهم هي مجموعة الأنفاق الموجودة في منطقة صلاح الدين والبوابة القديمة، بحيث يتبقي مجموعة الأنفاق الموجودة علي الأطراف والقريبة من ساحل البحر المتوسط.
وبالنسبة للأنفاق التي كشفتها السلطات المصرية مؤخرا مع بدية غرس الستائر الحديدية في باطن الأرض.. فتم التأكد من أن غالبيتها مهجور منذ فترة أو لم يتم استكمال حفره لأسباب تتعلق بانهيار أجزاء من التربة، ولم يتم ضبط سوي نفقين أو ثلاثة علي الأكثر طوال تنفيذ ما يزيد علي 60 بالمئة من طول الشريط الحدودي.
والمنطقة الأكثر استهدافا من بناء السور هي الأكثر قوة وانتشارا في حفر الأنفاق وهي الموجودة علي بعد كيلو مترات محدودة من معبر رفح.. وتشير جميع المعلومات التي حصلنا عليها من رفح ارتفاع درجة التوتر علي الحدود بسبب الغضب والقلق الذي ينتاب جميع سكان هذه المنطقة، فالجميع علي يقين من أن العمل الرئيسي لكل من يعيش هناك هو تجارة الانفاق سواء علي مستوي التجارة المباشرة في حفر الأنفاق وتأجيرها أو الأنشطة المتعلقة به، مثل التهريب أو النقل، ومعني أن يتم البدء في غرس الستائر الحديدية في هذه المنطقة، أن غالبية الأنفاق الموجودة علي هذا الشريط ستتعرض للانهيار الحتمي بالإضافة إلي انكشاف مصدر حفرها، مما يعرض غالبية السكان وأصحاب المنازل إلي مواجهة وشيكة من الأجهزة الامنية قد تتحول إلي مذبحة كبيرة، ليس فقط لأن ابواب الثراء سوف تغلق في وجوههم، ولكن لأن تكلفة حفر النفق نفسها تبدأ من 100 ألف إلي 150 ألف جنيه، ولان بعض المنازل المشيدة حديثا علي مداخل الأنفاق ستتعرض لأخطار الانهيار بسبب غرس الحديد.. فالجميع في سيناء يعرف أن البيزنس هو الكلمة العليا علي الحدود بين مصر وغزة.. مافيا الأنفاق علي الجانبين، لا تعرف معني كلمة فقر وتجويع وحصار.. المهم هو ما يحصل عليه صاحب النفق من يجار لمرور " الجن الأحمر" من باطن الأرض.. ولا غرابة أن ترتفع أسعار السلع الرئيسية في غزة بشكل ملحوظ منذ أعلنت مصر عن بناء السور الفولاذي، وذلك بسبب أن تجار الأنفاق قرروا رفع يجارات الأنفاق، وبالتالي يضاف ثمن اليجار إلي ثمن السلعة التي تدخل إلي أسواق غزة.. ولا غرابة أن يقول لنا أحد تجار الأنفاق أن قضية السور الفولاذي ستضاعف من ثمن الأنفاق عشرات المرات، وستزيد من ثرواتهم.. من هنا يقنت حقيقة واحدة بدت ملامحها الأولي خلال زيارتي الأولي لغزة عام 2008 مع انهيار السور الحدودي وهي تؤكد أن لعنة الحصار المفروضة علي الفلسطينيين، تديرها شبكة واسعة النفوذ تبدأ من إسرائيل مرورا بالحكومات العربية والنظام المصري علي رأسهم ووصولا إلي رجال التنفيذية في حماس ومسئولي فتح البهوات والأفندية الذين يعيشون في شقق فاخرة في المهندسين ومدينة نصر، وبما أن حماس تسيطر علي كامل الأوضاع في غزة، وتعين أحد قيادتها برتبة وزير لإدارة شئون كل الأنفاق الموجودة في رفح الفلسطينية، مما يعني أنها تشرف علي تجويع الفلسطينيين عندما توافق علي رفع أسعار السلع الرئيسية في غزة بشكل جنوني، وعندما تترك مجموعة من التجار يتحكمون في حياة آلاف من البشر داخل هذا القطاع السجين.
الفجر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق