الثلاثاء، 16 فبراير 2010

ملف التحرش الجنسي الحلقة الثانية




دراسة حديثة للمركز المصري لحقوق المرأة عن التحرش الجنسي تحت عنوان "غيوم في سماء مصر"، كشفت عن أن 64.1% من المصريات، يتعرضن للتحرش بصفة يومية، في حين أشارت 33.9% إلى أنهن تعرضن للتحرش أكثر من مرة وليس بصفة دائما، بينما أكدت 10.9% على أنهن يتعرضن للتحرش بصفة أسبوعية، وفي المقابل تتعرض 3.9% للتحرش بصفة شهرية .
وأكدت الدراسة، التي سبق الإشارة لها، أن الغالبية العظمي من النساء اللاتي يتعرضن للتحرش لم يبدين أي ردود فعل ايجابية خوفا من التأثير علي سمعتهن، أو خوفا من ردود فعل 

الآخرين وتوجيه اللوم لهن، كما قالت 74% من العينة إن الناس لا تساعدهن عندما تحدث واقعة التحرش في الأماكن العامة.
الدراسة أكدت أن الفتيات اللاتي ارتدين حجاب وبلوزة قصيرة وجيب هم الأكثر تعرضا للتحرش بنسبة 31.9%، تلتها العينة التي ترتدي «التونيك» وبنطلون وحجاب بنسبة 21%، ثم اللاتي يرتدين عباءة وحجاب بنسبة 20%.
وكشفت الدراسة التي ضمت ذكورا أيضا أن أكثر من 62% من الرجال مارسن التحرش، وقال 41% من العينة التي مارست التحرش إن هذا الفعل يشبع لديهم رغبة جنسية مكبوتة علي حد تعبير الدراسة، بينما يشعر 23% بذكورتهم وثقتهم في أنفسهم.

جدير بالذكر أن المركز المصري لحقوق المرأة كان قد تقدم خلال عام 2008 بمشروع قانون لتجريم التحرش الجنسى، بالإضافة إلي مشروع قانون آخر مقدم من المجلس القومي للمرأة ومشروع قانون مقترح من قبل محمد خليل قويطة عضو مجلس الشعب، إلا أنه لم يبت حتي الآن في هذه المقترحات


مجرد نموذج

رغم خفقات قلبها التي كانت تنبض خوفا وذعرا وشعورا بالإهانة لم تستطع (ن.أ) التي لم تتعد الخامسة والعشرين من عمرها، تجاوز حاجز الصمت والاستنجاد بمن حولها لوقف التحرش الجنسي الذي تعرضت له أمام عشرات الأشخاص من ركاب الميني باص.
ركبت الميني باص في طريق عودتها من العمل متجهة إلي الجيزة، كانت ترتدي حجابا يغطي شعرها ورقبتها وترتدي بلوفر فضفاضا وجيب جينز واسعا، وقفت بين الزحام تحاول أن تقف حتي بإحدي قدميها علي الأرض وتثبت يدها في مقبض حديد حتي لا تقع علي أحد الركاب أثناء تحرك الميني باص أو توقفه.
تقول «كل يوم باركب في هذا الزحام وماعنديش طريقة تانية أروح بيها». هدي وقفت في الميني باص تحاول أن تبتعد عن الشخص الذي يحاول ملاصقتها والاحتكاك بها دون جدوى، وتقول «ما كانش فيه مكان أروح أقف فيه تاني وكنت باحاول أبعد عنه لكن فعلا الدنيا كانت زحمة جدا وما فيش مكان لقدم
حسيت إن كل حته في جسمي بتتنفض وكنت عايزه أبكي وأصرخ لكن ما أقدرش أتكلم هفضح نفسي إزاى»؟
وتوضح وجهة نظرها في التزامها الصمت وعدم الاستنجاد بالآخرين لدفع الخطر والضرر عنها، وتقول «دايما المشكلة بتيجي علي البنت وبعدين أنا لو اتكلمت ممكن يشتمني ويقول إني بادعي عليه وممكن كمان يقول إني أنا اللي بعاكسه أو حتي عايزه أسرقه

وتتذكر نصائح أمها وزميلاتها وتقول: «البنت ما تتكلمش في الحاجات دي علشان ما تتفضحش، ماما دايما تقولي كده وكمان زمايلى، كلنا بنتصرف بنفس الأسلوب في الظروف دى
الهرب من التحرش دفعها للحرص في اختيار ملابسها، لكن دون جدوى، «أنا حريصة علي إن لبسي يكون محترم علشان ما لفتش نظر الآخرين وما تعرضش لمضايقات». صمتت هدي قليلا وتابعت حديثها قائلة: «لكن في الحقيقة ملابسي ما فرقتش كتير واتعرضت لحوادث تحرش كثيرة لكن أنا بحس إني عملت اللي عليه

بحس بالإهانة والخوف وأشعر أني مستباحة من ذئب ما بيرحمش» بهذه الكلمات عبرت عن الشعور الذي ينتابها أثناء وبعد التحرش بها، «لكن ما عنديش وسيلة أمنع بها اللي بيحصل لي ده واللي بيحصل لكل البنات و أي قانون لمكافحة التحرش الجنسي يعتمد علي تبليغ الفتيات لن يكون مجديا ولكن في حالة وجود شرطة نسائية قد يشجعها هذا علي الإبلاغ، وتقول: «لو فيه ضابط ست ممكن في الحالة دي أقدر أبلغ لكن برضه هنثبت إزاي وإحنا بنتعرض للحوادث دي في الأماكن العامة ومن ناس ما نعرفهمش

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا