الكلمات لم تعد كافية وأصبح التحرش باليد والأصابع
عندما كبرت أدركت أن ما فعله خالها بها كان تحرش جنسي
وزارة الخارجية الأمريكية تحذر الأمريكيين في مصر من التحرش الجنسي
المطربة مروة مثال صارخ لما يمكن أن يصل إليه التحرش الجنسي
باسنت موسى
التحرش الجنسي مشكلة تعاني منها الكثير من النساء، وفي الماضي الغير بعيد كان هذا التحرش يدور في فلك الكلمات الجارحة لمعالم أنوثة المرأة، أما الآن فأصبحت تلك الكلمات غير كافية بالنسبة للمتحرش بحيث أصبح يتطاول بعنف بدني واضح، وهذا معناه أن خروج المرأة من منزلها للعمل أو لقضاء أبسط المهام الحياتية أصبح تهديداً حقيقياً خاصة وأن المجتمع أصبح يُلقي بعبء أسباب التحرش إلى طبيعة ملابس المرأة وليس إلى سوء أخلاق الرجل المتحرش، تجولت بين عدد من النساء والشابات وسألتهن عن المواقف التي تعرضهن خلالها لتحرش جنسي وكيف تعاملن مع المتحرش؟ فإلى المزيد...
"سعاد" 22 عام: تعيش بإحدى قرى بمحافظة المنيا ولتنتقل لجامعاتها تستقل ميكروباص من قريتها لمكان الجامعة وداخل هذا الميكروباص تتعرض سعاد كما تقول لسلوكيات شتى من التحرش كأن يقوم الراكب الذي بجانبها بالالتصاق بها ليجلس ركاب آخرين وبالطبع هى لا تستطيع منعه لأن السائق يريد أكبر عدد من الركاب حتى يجمع مال كثير!!
سعاد في سنتها الثالثة بالجامعة وعندما كانت طالبة في السنة الأولى كانت خجولة وغير قادرة على الصراخ في وجه رجل يتحرش بها داخل الميكروباص -وسيلة نقلها الوحيدة للجامعة- لكنها الآن وكما تقول أصبحت أكثر شراسة وتصرخ وتركل بقدمها وبحقيبة يدها أي رجل يلتصق بها بشكل لا يرضيها ويؤكد لها أنه يريد مضايقتها، كما أنها لا ترتاد ميكروباص يكون ركابه من الذكور فقط وذلك لأنها تسمع عن حوادث الاغتصاب والخطف بتلك الطريقة لذلك إذا وجدت ميكروباص خالي تنتظر حتى يمتلىء بالنساء والرجال ثم تبحث لها عن مكان شاغر بينهم.
ميادة لا تتذكر حادثة بعينها تعرضت فيها للتحرش في الشارع وذلك لأنها وكما تقول معتادة أن تسمع كلمات بذيئة من الرجال تعليقاً على ملابسها أو ماكياج وجهها لكنها تتذكر جيداً تحرش خالها بها وهي صغيرة حيث كانت تتركها والدتها في بيت جدتها طوال ساعات عملها بالخارج، وهي كطفلة لم تكن تدرك ما معنى أن يقوم خالها بنزع ملابسها عنها؟ لكن عندما كبرت تذكرت كل تلك المشاهد وأدركت أن ما فعله خالها بها كان تحرش جنسي وظلت طوال سنوات تعيش في اكتئاب وخوف من أن يكون خالها وتحرشه بها هذا أفقدها عذريتها ولكن -هذا ترجعه ميادة إلى محبة الله لها– عندما تزوجت وجدت ذاتها عذراء مما أشعرها براحة كبيرة وجعلها لا تترك أبنتها الصغيرة لساعات طويلة بين يدي أي رجل مهما كانت صلة قرابته بها
"سامية" 28 عام تقول: تخرجت من كلية التجارة ولم أجد عمل مناسب لي غير سكرتيرة بمكتب للمحاسبة وصاحب المكتب رجل يتحرش جنسياً بالعاملات لديه لكن بطريقة مبتكرة جداً وذلك بما يناسب وضعه الاجتماعي، فهو لا يلقي كلمات جارحة أو يمارس عنف بدني واضح وإنما يغرق الفتاة التي يريدها أن تسقط بين يديه بكلمات الإعجاب المبالغ فيها وأقصد كلمات جنسية حيث يعجب بمعالم أنوثها ولا يجد مشكلة في إيصال هذا الإعجاب لها هذا بالإضافة إلى سعيه الدائم لأن ينفرد بالمكتب بالفتاة التي تعجبه ويتحرش بها كيفما شاء وبالنهاية لا يصنف سلوكه على كونه تحرش لأن الفتاة تتفاعل مع تحرشه هذا ولضغوط نفسية وعاطفية بالقبول.
"داليا" 21 عام تعيش بمنطقة شعبية فقيرة بالقاهرة وعلى الرغم من أن منزل والدها مساحته ليست بالكبيرة إلا أنهم يستقبلون القادمين من الصعيد في منزلهم البسيط هذا لأيام، ومن ضمن الأفراد الذين تستقبلهم أسرتها أبن عمها الشاب الذي تخطى الثلاثين ولم يتزوج وهو يتحرش بها جنسياً بأشكال مختلفة كما تقول حيث يروى لها نكات جنسية تجعلها تشعر بالإثارة نحوه هذا بالإضافة لملامسته لجسدها بشكل يبدو غير مقصود لكنها تدرك أنه مقصود وذلك لتكرار تلك الملامسات، مشكلة داليا كما تحددها أنها غير قادرة على البوح لأسرتها بما يفعله ابن عمها الشاب وذلك لأن والديها لن يتفهموا شكواها وربما يؤذونها هى بالضرب والاتهام بالفجور
"دينا" 24 عام: عندما توجهنا لها بالسؤال ضحكت جداً وقالت لنا أنها ترتدي ملابس تراها مناسبة لعمرها ومنطقة سكنها الراقية لكنها وللأسف لا تملك سيارة خاصة بها لذلك تضطر لارتياد المواصلات العامة وكثيراً ما تتعرض لتحرشات جنسية لكنها لا تتذكر منهم كلهم سوى موقف واحد حدث لها حيث كانت تتعارك مع سيدة ترتدي النقاب بالمترو وذلك لكون الأخيرة سبتها لطبيعة ملابس دينا التي تعد عارية بالنسبة لها كمنتقبة، العراك تطور ليصبح اشتباك بالأيدي بين الاثنتين وتدخل الركاب وبالطبع لم يستطع أي رجل أن يلمس السيدة المنتقبة لكن دينا الكل لمس جسدها والبعض من تلك الملامس كانت غير مهذبة وشعرت دينا بأن هناك من يتحرش بها إضافة لمعركتها مع السيدة المنتقبة مما جعلها تتخلى عن كل هذا وتصرخ في الجميع ببكاء حارق كما وصفته وغادرت المترو سريعاً.
"أراء متخصصين"
السيدة "ماري خوري" المختصة بمجال التربية الجنسية في تعليق لها على ظاهرة التحرش الجنسي بالمرأة تقول: التحرش الجنسي هو عمل واعي ومقصود يقوم به إنسان يعاني من هوس النزعة الجنسية والشهوة وهناك أساليب مختلفة سماعية وبصرية ورمزية وأحياناً جسدية لتحقيق ذلك التحرش، حيث يقتحم المتحرش حميمية الآخر من خلال اختراق المسافة التي تحمي الآخر كأن يقتحم الرجل جسد المرأة ويقترب من جسدها لما هو أقل من 45 سم وبدون رضاها بحيث يتحول اقتحامه لمساحة خصوصيتها إلى فرض وليس عرض قد ينال القبول أو الرفض
وبالتالي استراتيجية المعتدي هي استراتيجية إضعاف إرادة الضحية وإرغامها على القبول بمشروعة ومن تبوح عن طبيعة ما تعرضت له من انتهاك جسدي تتعرض للنبذ والقهر الاجتماعي لأن المجتمع يعفي الرجل من المسئولية ويؤكد دائماً على أنه فعل ذلك التحرش لأنه لم يتحكم في غريزته وكأن الغريزة هي عملية حيوانية تلغي الإرادة.
وفي متابعة لموضوع التحرش الجنسي الذي أوردته باسنت موسي سابقا نقول أن سمعتنا بعافية شوية في الموضوع ده فقد وصل الأمر الى أن تصدر وزارة الخارجية الأمريكية تقريرا تحذر فيه المواطنين الأمريكيين في مصر من التحرش الجنسي وسيارات الميكروباص وخدمات الإسعاف وقال التقرير إن "النساء اللاتي ليس في صحبتهن أحد معرضات للتحرش الجنسي والإساءة اللفظية"، مؤكدا أن السفارة الأمريكية "تلقت تقارير متزايدة خلال الشهور الستة الأخيرة عن تعرض أجنبيات للمسات جنسية في سيارات الأجرة والأماكن العامة"
ولعل موضوع التحرش الجنسي قد ظهر على السطح بصورة غير مسبوقة في حادثة شهيرة عندما حدثت عملية تحرش جماعي في أحد الاعياد بوسط البلد بالقاهرة بشكل شبه هستيري لكن ذلك لم يتوقف رغم أن الأمن وعد بتكثيف وجوده للقضاء على الظاهرة التى طالت ضمن ما طالت المطربة مروة التى تعرضت لحادث تحرش جنسي خلال أدائها لفقرة غنائية على احد المسارح
تحديدا موضوع التحرش الجنسي أصبح لا يطاق خاصة أنه أصبح يمارس بصورة علنية وبكثير من الجرأة والتبجح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق