هل هذا السؤال بمثابة السؤال الصدمة؟ أم أنه أحد الأسئلة غير المتوقعة في سياق الحياة السياسية المصرية؟
الحقيقة أنه ليس الإخوان وحدهم هم من يخافون من فوز جمال مبارك(الذي لم يترشح بعد) بالرئاسة لكن هناك كثيرون على نفس المنهج والخوف اللذي يغلفونه بعبارات إنشائية مثل (رفض التوريث) و (المطالبة بإنتخابات حرة ) و(دور الأحزاب)
نعود للإخوان
للذين يعلنون بصورة مبالغ فيها رفضهم تولي جمال مبارك على خلفية رغبتهم في تولي رئيس عبر الآليات الديمقراطية ..
هذه الديمقراطية التى يتشدق بها الإخوان هي ما دفعهم مثلا لرفض فكرة ترأس مسيحي لمسلم في العمل أو سيدة لرجل ، وهذه الديمقراطية ورفض التوريث هي ما يدفعهم دفعا لتأييد العربية السعودية ذات التاريخ الحافل في الممارسة الديمقراطية وتداول السلطة ، وهذه الديمقراطية هي ما عبروا عنه مرارا وتكرارا عبر استخدامهم للجهاز العسكري الخاص بهم على مر العصور لإرهاب كل من خالفهم الرأي ،وهذه الديمقراطية هي ما عبروا عنه وهم يقومون بما يمكن ان يقال عنه (الطغيان بالعامة) حيث يعرضون أي أمر على فئة المهمشين في المجتمع وهي فئة بحكم تكوينها لم تتلق الكثير من التعليم وتستعيض عنه بمحاولات المعرفة الدينية ، وهم يعرضون على هذه الفئة مواقف الاخوان المختلفة مقرونة بأنهم يمثلون السلطة الدينية على الأرض كما لو كانوا ظل الله وكلمته على الأرض ومن الطبيعي ان تتبنى هذه الفئات المهمشة رأي الاخوان بغوغائية قد تدفعها لمظاهرات الملتحين والمنقبات التى ازعجت الشارع المصري طويلا
رسالة تحريضية بخط مرشد الاخوان
وهم يرفضون أيضا بإسم حب مصر والخوف عليها
وحب مصر والخوف عليها هو ما دفعهم لتأييد حماس في حربها المعلنة والخفية ضد كل ما هو مصري، وحب مصر هو ما دفعهم لمد اليد لإيران المستهدفة لكل ما هو مصري ، وحب مصر هو ما جعل اثنان من افراد الاخوان يتعاونان مع مجموعة تخريبية تابعة لحزب الله للقيام بعمليات تخريبية داخل مصر،وحب مصر هو ما دفعهم لإستجداء لقاء الرئيس الامريكي أوباما اللذي يعلن مرشد الاخوان الجديد انه حيل بينهم وبين لقاءه عبر حركة اغتيالات واسعة طالت الاخوان وقت زيارة اوباما وهو أي المرشد العام يتحسر على الفرصة التاريخية هذه في لقائه مع جريدة الشروق
وحب مصر وولائهم لها هو ما دفعهم الى مهاجمة الولايات المتحدة في العلن والسير نحو سفارتها افرادا وجماعات بعيدا عن الانظار
وحب مصر وولائهم لها هو ما جعلهم يقتاتون على موائد دولة قطر وقناة الجزيرة مهاجمين كل ما هو مصري
وحب مصر وولائهم لها الظاهر منذ انشاء جماعة الاخوان المسلمين بتمويل انجليزي شأنهم في ذلك شأن ربيبتهم حماس المدعومة والمنشأة اسرائيليا عبر الشيخ احمد ياسين هو ما يجعلهم يرون في دول النفط واحة الديمقراطية وفي النظام الطالباني قلعة حقوق الانسان وفي تنظيمهم الدولي سبيل الخلاص
هل تقبل بأن يحكمك هؤلاء؟
لكن لماذا يخافون من جمال مبارك؟
ببساطة لأن جمال مبارك وعبر مؤسسة شبابية لم تهمش دور هذه الطبقة العمرية قادر على وضع هؤلاء الشباب في مواجهة مباشرة مع الاخوان المسلمين عوضا عن قوات الأمن المركزي ، ببساطة لأن الاخوان يسعون دائما للعب دور الشهيد برصاصات الأمن وعصيه بينما في دولة جمال القادمة سيكون عليهم تقديم نفسهم للشعب وفقا لبرنامج عمل حقيقي لا يقوم على (اقتصاد البركة ) وخطط رعاية صحية لا تقوم على ( بول البعير و التداوي بالأعشاب ) وسيكون عليهم حل مشاكل الشباب من الجنسين بعيدا عن (رقية الشيخ البدري ب400 جنيه) وسيكون عليهم تقديم رؤية للأمن القومي المصري بعيدا عن (كلها ارض الله وارض الله مشاع) وسيكون عليهم تقديم رؤية للتعليم بعيدا عن فتاوي بن باز بعدم جواز تدريس كروية الارض
الاخوان سيكونون في مأزق لأنه حتى الأن ولظروف مرت بها مصر على مدي ثلاث عقود من الزمن لم يكن هناك فرصة للتعامل معهم عبر اخراجهم من كهفهم العميق ليواجهوا الشعب بأفكارهم ولكن مصر الآن دولة مستقرة تستطيع ان تضعهم تحت الضوء دون خوف وفي إطار من تأييد يحظي به جمال مبارك من فئات عمرية تمثل نسبة جيدة من جداول الانتخاب فإنه يستطيع ان يواجههم بعيدا عن عصا الشرطة المنهكة
خالد مشعل وحسن نصر جمعتهم المؤامرة على مصر
نحن لا نتجنى عليهم لكننا لا نقبل أن يجنوا علينا عبر سلب جزء من أرضنا واعطائها طوعا للفلسطينيين بإعتبارهم (اشقاء في الدين) كما يحاولون الان عبر توطين الفلسطينيين في سيناء ورفضهم لبناء الجدار الفولاذي اللذي يقينا شر مخدرات حماس وسلاح حماس ارهابيين حماس وكل ما يأتي من حماس
نحن لا نتجنى عليهم لكننا لا نقبل أن يجنوا علينا عبر تحالفهم الوطيد مع حزب الله ودوره التخريبي داخل مصر
نحن لا نتجنى عليهم لكن عليه أن يبرروا لماذا يرون أنياب الليث مجرد ابتسامة في حماس ويرون في الحوثيين حليفا وفي ايران قبلة وفي ارهابيين الجزائر اخوة وفي متخلفي طالبان قدوة وفي هيئة الامر بالمعروف أسوة حسنة
والغريب أنك تجد تحالفا خفيا يرفض جمال مبارك رغم أن الأمر لا يعنيه تماما مثلما ترى مثلا رجالا من دول عربية يرفضون جمال مبارك بينما هم ليسوا بمصريين ولا مصلحة لهم هنا بينما بلادهم تأن تحت وطأة حكم ثيوقراطي أو ديكتاتوري أو بعثى أو غيره من أنظمة الحكم التى اصبحت تنتمى للعصور الوسطي
غريب أن تجد الجزائر تشن الحملة تلو الحملة على جمال مبارك رغم أنه لا ينازع بوتفليقة الحكم وتجد ليبيين يجادلون في الأمر رغم أن وريث عرش القذافي معلن في حماية اللجان الشعبية ، وتجد القطريين يجادلون في الأمر رغم اميرهم لم يستطع الانتظار نزولا على رأي الشيخة موزة وقبل بالإطاحة بوالده طلبا لعرش كان ينتظره ، و تجد النظام الايراني يتحدث في الأمر بينما يطلق أسماء الارهابيين من قتلة السادات على شوارعه و يقطع شفاه المتبرجات ويفرض الحجاب الاسلامي حتى على تماثيل عرض الثياب بعد ان انتهى من فرضه على الناس وعلى العقول
القرضاوي يستطيع المزاح مع الحاخامات
بينما يسفك دم الجندي المصري بفتواه للفلسطينيين
ولا يري شيئا في علاقات قطر بإسرائيل
شئ غريب وغير مستساغ أن يصبح لكل هؤلاء رأي في شأن مصري داخلي يتشاغلون به عن واقعهم الأسود وكأن بلادهم قد أنبتت الديمقراطية وابتكرت ميثاق حقوق الانسان بينما الانسان عندهم يتمنى الحصول على بعض حقوق الحيوان في اي دولة اخرى
أيها السادة نحن نعلم أن كل هجوم تشنونه يتحول الى دولارات وشيكلات ويوروهات في البنوك تمكنكم من مشاركة خالد مشعل في بناء الابراج في قطر وتمكنكم من زيادة الايداعات في بنوك سويسرا بعد ان فقدتم بنك البركة الاخواني بفضيحة يوسف ندا
نحن نعلم أنكم لا تملكون قراركم و أن صحفكم تسير حسب القول الموجز(سياسة التحرير تحددها جهة التمويل) ونحن نقبل بأن ترتزقوا من جيوب كل هؤلاء لكن لا داعي لأن يتحول الأمر من ارتزاق الى عملية بيع للجسد المصري على قارعة الطريق لمن يدفع
أيها السادة في الجماعة المحظوظة أبشروا و بشروا سادتكم في فلسطين حماس وفي قطر الجزيرة وفي مجالس الأمر بالمعروف وفي طهران ووهران وتل ابيب فهو قادم ليس بالتوريث ولكن بإرادتنا الرافضة لكم
شاهد فيديو احد رموز التشدد وهو يطلب 400 جنيه ثمن الرقية الشرعية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق