الكثير من أخبار السياسة في مصر تصلح للعرض في باب طرائف وعجائب أو حتى في باب صدق أو لا تصدق
وإن كان هذا أمرا اعتدناه طويلا خاصة من أحزابنا التى لا تمل من الحديث عن تبادل السلطة وكل منها يقسم بالطلاق أنه لو جرت انتخابات ديمقراطية حقيقية لفاز بها دون شك وبنسبة 99% فهو ليس أقل من الوطنى في شئ ثم أننا بإعتبارنا نسل فراعنة فلا يجوز الفوز بأقل من هذه النسبة
والمضحك في الأمر أننى لم أجد سائق تاكسي أو بائع فول أو مدرس ثانوي يحفظ عن ظهر قلب أسماء هذه الأحزاب فضلا برامجها لكن هذه الأحزاب تصر في كل لحظة على أن شهرتها طبقت الآفاق وإن (احنا اللي مش بنشوف)
ولأن هذه الأحزاب تنافس على رئاسة الجمهورية بضراوة والفارق حسب آخر استطلاعات الرأي نقاط قليلة بين هذه الأحزاب فإن المعركة الإنتخابية صعبة للغاية ....هكذا ينشرون في جرائدهم لكن على أرض الواقع لا نسمع شيئا عنهم إلا من خلال جرائدهم التى تصدر بإعانة حكومية وحصة ورق حكومية يجري بيعها والطباعة على ورق أقل جودة إلتماسا لبعض الربح لتمويل (نشاطات الحزب)
ولأنها أحزاب فإن كل منها اختار لنفسه شعار تجاري وعلامة أو (رمز جودة) خاص به فهناك من يطلق على رئيسه (المجاهد الأكبر) مثلا دون أن نعرف ماذا فعل هذا المجاهد الأكبر
وطالما اننا جئنا على سيرة المجاهد الأكبر فليس أقل من التوقف للحظة أمام ما فعل بقايا حزب هذا المجاهد الأكبر الذي كان يطلق عليه حزب العمل الذي بدأ اشتراكيا ثم عرض عليه الاخوان عقد عمل فإنضم اليهم وأصبح الحزب يستعمل نفس ادبيات الإشتراكية بعد ترجمة مفرداتها الى مفردات اخوانية ...خلينا في المهم
الخبر بصورته الاخبارية يقول:
اختيرت أسمهان إبراهيم شكرى، ابنة زعيم ومؤسس حزب العمل الراحل، رئيسة للحزب، تمهيدا لإعادة إحياء واستئناف نشاط الحزب المجمد منذ عام ٢٠٠٠
كانت اللجنة العليا للحزب عقدت اجتماعا تحضيريا، مساء أمس الأول «الخميس»، فى منزل الراحل إبراهيم شكرى، بحضور قيادات الحزب، ومنهم خالد الزعفرانى وصلاح القفص نقيب المحامين بالغربية واللواء طلعت مسلم، والدكاترة الأحمدى عبدالفتاح، عميد كلية أصول الدين، وأحمد زايد نقيب أطباء القليوبية، والحسينى ريحان وإبراهيم الجعفرى ومصطفى هيكل، وأبناء إبراهيم شكرى الثلاثة «أسمهان وأحمد وإسماعيل»، وعطية شعلان نقيب المحامين السابق بالبحيرة
هذا كان نص الخبر وآخر تجليات الحزب لكن لاحظوا عدة أشياء أولها ما خططته بالأحمر حول (أبناء إبراهيم شكرى الثلاثة) دون أن يذكر أحد أن هناك توريث...حزب أبوهم يعملوا فيه اللي عايزينه
أيضا لاحظوا أننا نسمع عن الأخت أسمهان للمرة الأولى ولن تجدوا لها صورا كثيرة بإعتبار أن التصوير كفر تقريبا
أيضا لاحظوا أن تشكيل الحزب مازال هو نفسه نفس التشكيل والمفروض أن تقوم هذه المجموعة بإحياء الحزب...كيف وقد قامت هذه المجموعة نفسها بقتله من قبل عبر انحرافها الفكرى واصرارها على التربح من خطوط الطيران السودانية الحصول على الإعلانات من مصادر عجيبة وادعاء البطولة في كل لحظة واختلاق الصدامات مع الدولة وتنظيم المظاهرات التى لا يزيد عدد افراده عن عشرة افراد ثم الخروج في اليوم التالي مصرحين على طريقتهم : مظاهرة حاشدة في انتظار المجاهد الاكبر لأنه فعل كذا وكذا..
عموما لو كانت الأخت أسمهان لديها برنامج لتحرير المرأة بإعتبارها سيدة كما ورد في بطاقتها الشخصية فربما كان هناك بارقة من أمل لكن يجب أن نسألها أولا عن فهمها لفكرة حقوق المرأة هل هي إبراز الكفين أم السماح لها بغناء التواشيح أم ماذا
لكن بإعتبارها ستصبح رئيسا للحزب فلماذا كان يقف والدها ورجاله دائما ضد تولي المرأة مثلا لمنصب القضاء لأنها (عطلانة سبعة أيام كل شهر) ، من المفترض أن رئيس الحزب أولى مهامه أن يسوق نفسه وحزبه لقيادة الدولة فهل لو نفخ الله في صورتها وتولت الرئاسة ستصبح دولتنا (عطلانة سبعة أيام كل شهر)
لكن يبقى أن نذكر للإخوة في حزب العمل أنهم أتوا بسبق سيحسب لهم وهو وجود مرأة على رأس حزب سياسي ...اخوانكم في باكستان وبانجلاديش سبقوكم بس ماشي
عموما مرحبا بحزب العمل مرة أخرى ومرحبا بجريدته الزرقاء ذات العناوين الملتهبة والصدامات المفتعلة وسنتعامل معكم بإعتباركم ...إحياء للتراث مثلكم مثل ترام اسكندرية القديم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق