صورة توضح الفارق بين الأمازيغ والعرب وقت الاحتلال العربي
القارئ للتاريخ كما دونه العرب يتخيل أن الشعوب التى احتلها العرب كانت راغبة بمسحة ماسوشية الى تكبد الإحتلال تلذذا وهياما بكل ما هو عربي فتركوا دياناتهم الأولى وحضاراتهم طواعية مقابل كتاب رفعه العرب في أيديهم زاعمين أنه يمنحهم الولاية على الأراضي المنظورة من خارطة العالم
ولعل القارئ يكون له كثير من العذر في ذلك فقد عززت مناهج التعليم في البلاد التى وقعت تحت سطوة الإحتلال العربي قديما ثم تحت سطوة العروبيين
حديثا – عززت مناهج التعليم في تلك البلاد ذلك الاعتقاد عبر مناهجها التعليمية فلا تجد كتابا او اقصوصة تدل على ان المصرييين او الشمال افريقيين كان بهم شغف نحو الاستقلال بل جل ما يعرضون هو الأناشيد التى كان يهرع بها اهالي البلاد المحتلة ينشدونها طواعية للعرب ، والفادح في هذا الامر أن من يتغذى عقله على تلك الاكاذيب هم اطفال صغار وفي افضل الاحوال غلمان في سن المراهقة يقبلون حسب ما دأب النظام التعليمي في هذه الدول على تلقي المعلومة بصورة نقلية لا تقبل المعارضة فيصبح واجبهم وجل همهم هو حفظ المعلومة لإعادة كتابتها على أوراق الامتحانات ومع الوقت يتبنون فكرة ان اهاليهم كانوا خانعين فرحين بهذا الغزو
ولكن وكما وضحت من قبل في مقالي حول ثورات المصريين على المحتل العربي أحب ان اوضح ان باقي الشعوب لم تكن اقل من مصر رغبة في الحفاظ على هويتها وهذا هو المسلك الطبيعي للشعوب حديثا وقديما وسيكون مقالنا اليوم عن ثورات الأماريغ ضد الحكم العربي وبهذا نكون قد استكملنا محو صفة الخنوعة والرضا عن الاحتلال من شعوب افريقيا الشمالية بداية من مصر ونهاية بالطرف الاخر للمحيط الاطلنطي وسأفعل ذلك مع إلحاح على ان يشاركنا الرأي ويجادلنا اي كاتب عروبي يثبت عكس ما اتينا به من كراهية عميقة لصور الاحتلال العربي لهذه الشعوب
في عهد ولاية عبيد الله بن الحبحاب ثارت جموع الامازيغ على حكمه ثورة عارمة رغم أن أمازيغ هذه الثورة كانوا من المسلمين حيث عاملهم الوالي العربي من قبل الحبحاب المدعو عبد الله المرادي نفس المعاملة التى درج عليها الولاة العرب مع الشعوب المستعمرة فيستخدمونهم في جيوشهم دون حق في الغنائم ولما اعترضوا اراد ان يقسم اموالهم (على المسلمين ) بإعتبارهم متمردين
والاكثر من ذلك انه وعماله بدأوا في شن حرب جنسية على الأمازيغ فبما عرف من جشع وشهوانية العرب وتلهفهم الى كل ذات حسن مع افتقاد ذلك في بنات العرب قديما ( لا يخدعك المواصفات الجسدية التى تظهر عليها نسائهم هذه الأيام فكثير من نسائهم نتاج توالد وتزاوج عبر القرون مع الفرس والشعوب الشمال افريقية وبعض الروم فلم يعرف عن العرب مثلا طول الشعر ونعومته واللون الأبيض سواء بين الرجل او النساء ،اضف الى ذلك تأثير العنصر الهندي تدك من اين اتى الاختلاف بين نساء العرب قديما وحديثا) فأصبحت نساء وبنات الأمازيغ بما لهن من مواصفات شكلية تخلب لب البلاط العربي حديث العهد بأشكال البلاط الملكي النهم الى كل ما حرم منه بسبب قحالة اراضيه وفقر موارده
وعليه فقد وجهوا أوامر صريحة لولاتهم على المناطق الامازيغية بجلب فاتنات الامازيغ بكل طريقة سبايا الى بلاط الحاكم العربي
وفي ذلك الوقت كانت دعوة جديدة قد بدأت تظهر في الامبراطورية العربية وهي أنه اذا كان لابد من الخلافة فلتكن للاصلح طالما ان الجميع سواسية امام الله اللذي لم يشترط كون الخليفة من نسل قحطان ولا حدد كونه عربيا كشرط لخلافته ، وكان يطلق على اصحاب الدعوة الجديدة (الخوارج) وكما يتضح كان ذلك يلائم الامازيغ اللذين عانوا كثيرا من صفاقة التعامل فانضموا الى الفكرة و استحسنوها لكن اصحاب الدعوة الاصليين جبنوا عن الفعل وتمسكوا بالقول والاخذ بأسباب التقية وكان ذلك مغايرا لطبيعة شعوب البحر المتوسط ومنهم الامازيغ اللذين كانوا يرون ان الفعل يلى الكلمة مباشرة فبعثوا اولا الى الخليفة وفدا يطلعه على ما يحدث من عماله على اراضيهم وكان ذلك منهم ابراء لذمتهم قبل الانتفاض على الخليفة نفسه
في النهاية سار الوفد المنتخب من الامازيغ لمقابلة الخليفة امير المؤمنين وكان الوفد بقيادة ميسرة المدغري لكن الوفد فشل في لقاء الخليفة اللذي لم يهتم لأمرهم
عاد الوفد الامازيغي الى بلاده وقد استقر في يقينه انه لا خلاص عبر الخليفة الراضي تماما بملا يلاقيه الامازيغ واصبح يقينا لديهم انه لا سبيل للخلاص الا عبر اللغة الوحيدة التى يفهمها العرب وهي القوة
ووافق موعد عودة الوفد مع وجود جزء كبير من قوات العرب خارج البلاد منشغلة بفتح سرديينة وصقلية بينما كانت الخلافة الاموية منشغلة في اخماد ثورة زيد بن علي بن الحسين حيث كانت الخلافات بين العرب نفسهم تثور كل لحظة وكل حين
في ظل هذه الظروف ومع تدافع الامازيغ الى التضحية بكل شئ في سبيل التحرر من الاحتلال العربي استطاع ميسرة ان يجمع جيشا كبيرا زحف به نحو طنجة واشترك مع عامل طنجة (مثل محافظها او واليها في هذه الايام) فهزمه وقتله ودخل المدينة
كانت المعركة اولى معارك العرب مع الامازيغ وكانت تؤسس لفكرة جديدة وهي استطاعة الامازيغ هزيمة جيش العرب لذلك سارعت قبائل الامازيغ من كل صوب منضمة الى ميسرة اللذي عقد العزم على تطهير الشمال الافريقي من الآفة العربية فزحف نحو اقليم السوس لقتال اسماعيل بن عبيد الله بن الحبحاب فهزمة وقتله
هنا تنبه بن الحبحاب الوالي الى خطورة الامر فعهد بجيش كبير الى خالد بن حبيب اللذي قصد من فوره نحو طنجة ودارت بين الجيشين معركة كبيرة انسحب على اثرها خالد نحو تلمسان وتحصن بها في انتظار المدد من الجيش العربي الموجود بصقلية
هنا انسحب ميسرة بجيشه عائدا الى طنجة بقصد التحصن لكن الحماسة التى دبت في نفوس الامازيغ جعلتهم يأخذون عليه الانسحاب فخلعوه وولوا بدلا منه خالد بن حميد الزناتي اللذي لم يخيب ظنهم وانتصر على الجيش العربي عندما التقى خالد في معركة (غزوة الأشراف)
كنتيجة مباشرة لنجاح ثورة الأمازيغ ثار باقيهم في الأندلس ضد عقبة بن الحجاج السلولي وكان ان اجتمع العرب وقرروا عزل الحبحاب
إلا أن الأمازيغ كانوا قد التقوا جيوشا بينما الخليفة الأموي لديه من الجيوش الكثير بعد ان كبرت الامبراطورية العربية وزادت مواردها فكان ان انتهى الأمر الى خاتمته الطبيعية من اخماد الثورة واعمال كثيرة من القتل التنكيل وسبي النساء التى واكبت اخماد الثورة وتشدد اكثر في معاملة الامازيغ وعمل العرب بعد ذلك على تشتيت التواجد الامازيغى خوفا من اجتماعهم على ثورة جديدة
هكذا نكون أكون قد ذكرت ما يخص ثورات الشعوب المحتلة من العرب على الحكم العربي وهي كما ترون بعكس الفكرة التى روج لها العرب الاقدمون وروج لها بعد ذلك العروبيون ودعاة القومية العربية من أنها كانت بلاد فتحت طوعا أو ان شعوب البلاد كانت مشتاقة للخير اللذي أتاها به العرب وأنا في انتظار المناظرة والرد من كتاب العروبة علهم يردون مرة عبر الدليل القاطع دون استخدام عبارات فخيمة وآيات حمالة اوجه من القرآن فما نطلبه أن يردوا الحجة بالحجة فتكلموا اليوم أو فلتصمتون الى الأبد
مجموعة من الصور يظهر فيها بعض من اثار الحضارة الأمازيغية
الأبجدية الأمازيغية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق