الأربعاء، 20 يناير 2010

سلسلة صراع السلطة في الخليج : السعودية صراع المسنين للفوز بالسلطة




ان الصراع داخل الاسرة الحاكمة في السعودية ليس جديدا بل هو قديم ويمتد لعقود، حيث كان الملك سعود قد اقصي عن الحكم فيما اغتيل الملك فيصل من قبل احد افراد الاسرة الحاكمة، معتبرا ان هناك شقين في الاسرة الحاكمة حيث ان الملك عبد الله هو مع ما اسماه بـ "جناح السديري".




وأشارت صحيفة " اندبندنت اون صنداي" البريطانية إلى تأزم الخلافات المتصاعدة في العائلة حول مسألةالوراثة خاصة في ظل الحالة الصحية المُتردية لولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز.
ففي الوقت الذي تتكتم فيه العائلة على خلافاتها خاصة فيما يتعلقب الحكم، فالحديث عن الخلافات والتنافس بين الأجنحة عاد وانفجر من جديد هذه المرة وعلى العلن.
وقالت الصحيفة أن الصراع قد ظهر على السطح يوم السبت.
حيث لم يظهر الأمير بندر منذ أسابيع في العلن، ويعتبر الأمير بندر من أكثر الوجوه المعروفة بين الأمراء السعوديين في الخارج فقد شغل منصب سفير السعودية في واشنطن لأكثر من عشرين سنة وكان رقماً مهماً في العلاقة مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة وعلاقتها بقضايا المنطقة من حرب أفغانستان الى حرب الخليج إلى احتلال العراق، ويعتبر من وقف وراء صفقة اليمامة مع بريطانيا التي تعتبر من أغلى صفقات الأسلحة.
ويقول معلقون إن عدم ظهور الأمير بندر جاء في وقت حرج خاصة إن والده الأمير سلطان يُعاني من مرض السرطان وحالته الصحية حرجة، مما وضع قضية الوريث للعرش السعودي في مركز النقاش.
ومن النظريات التي تنتشر في السعودية هي إن الأمير بندر يعمل على الإطاحة بعرش الملك عبد الله وتنصيب والده قبل أن يتوفى،فيما تقول نظرية أخرى إن الأمير بندر نفسه مريض.
وتقول روايات أخرى انه اغضب عمه الملك عبد الله لتدخله في السياسة السورية دون أن يحصل على تفويض.
ولم تحصل الصحيفة على معلومات من السفارةالسعودية في لندن الأسبوع الماضي للتأكد من الروايات حيث قالت انه لم يتمكن من الاتصال بها.
لكن تداعي الأحداث يشير إلى توتر داخل العائلة، ففي يوم الجمعة الماضي أعلن الملك عبد الله عن تعيين الأمير نايف (76 عاما) وزير الداخلية في منصب النائب الثاني لرئيس الوزراء وهو التعيين الذي اخذ على انه إشارة وضعت الأمير نايف في مركزقوي لولاية العهد.
وأدى هذا التعيين من الأمير طلال بن عبد العزيز للطلب من الملك عبد الله توضيح بأن هذا التعيين لا يعني أن الأمير نايف سيصبح أوتوماتيكياً وليا ًللعهد حالة شغر المنصب.
وقالت الصحيفة إن خلافاً من هذا النوع ليس معروفاً داخل العائلة الحاكمة التي تحاول الاحتفاظ بأسرارها لنفسها.
ويشير المراقبون إلى مظهر آخر من مظاهر النزاع داخل العائلة الحاكمة وهو نشر تقرير الجمعية الوطنيةالسعودية لحقوق الإنسان الأسبوع الماضي والذي انتقد قرارات الأمير نايف القاسية فيوزارة الداخلية والذي لم يكن لينشر لولا لم يوافق عليه أعضاء في العائلة.
ويعتبر كل من الأمير سلطان ونايف من "السديريين الستة" وهم أبناء حصة بنت احمد السديري زوجة الملك عبد العزيز بن سعود المفضلة وكانوا سبعة قبل أن يتوفى الملك فهد عام 2005.
ويبدو أن الصراع على السلطة تزايد بسبب اعتلال صحة الأمير سلطان (85 عاما) الذي يعاني بدوره من سرطان القولون وتلقى العلاج في الولايات المتحدة وجنيف وقضى وقتاً للنقاهة في المغرب.
وظل الأخوة نايف والأمير سلمان أمير الرياض والأمراء الآخرون إلى جانب الأمير سلطان طوال فترة مرضه.
وكان الأمير نايف قد أثار دهشة المشاهدين السعوديين عندما اتصل بالمحطة الرئيسية للتلفزيون السعودي مخبراً إياهم أن الأميرسلطان يتعافى من مرضه وسيعود إلى البلاد قريباً.
إلا أن المعلومات المستقلة حول وضع الأمير الصحي لم يتم السماح بنشرها.
فقد أمرت السلطات السعودية مدير مكتب "رويترزفي الرياض، اندرو هاموند بمغادرة البلاد مع انه خدم هناك طويلاً لأنه تحدث في تقريرله أن الأمير سلطان مريض بالسرطان.
وبحسب الصحافي السعودي عبد العزيز الخميس فالأميرنايف سيكون ولي العهد القادم ويحظى بدعم من اللاعبين المهمين في العائلة.
لكنه أشارإلى أن اللعبة هي مثل لعبة الورق كل واحد من الأمراء يرمي ورقته وهي عن المالوالأمن والسلطة وتظل لعبة صعبة حسبما نقلت عنه الصحيفة.
وجاء تعيين الأمير نايف في اتجاه يعارض ما رشح عن الملك الذي كان يفكر بتعيين نائب له من جيل غير جيل الكبار، لكن إعلان الجمعة جاءليقتل إمكانية تعيين دماء جديدة في العائلة لتولي مناصب بارزة مثل ولاية العهد.
فمنذ عام 2007 تم العهدة بمسألة الولاية إلى مجلس العهد المكون من 35 عضواً من أبناءمؤسس الدولة الثالثة وأحفاده للتأكد من انتقال السلطة وبدون مشاكل.
ومع أن الغرب أثنى على الفكرة إلا أن الملك عبد الله قد يواجه مصاعب كبيرة في التأثير على قراراته لان الجناح السديري له سلطة كبيرة فيه.
ويرى المعلقون انه من أجل تخفيض إمكانية حدوث انقلاب عسكري فقد تم إنشاء عدد من القوى العسكرية التي تتراوح قوة وضعفاً وضعت تحت جناح عدد من الأمراء؟
فالحرس الوطني تحت قيادة الملك عبد الله، والأمير نايف يترأس قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية المدعوم من الأمير خالد بن سلطان الذي يديرالجيش منذ فترة بسبب مرض والده حسب الصحيفة.
ولا يتوقع المراقبون حدوث مشاكل في مسألة انتقال السلطة، التي تمت بسلام منذ الدولة الثالثة التي أنشئت عام 1932 حتى بعد اغتيال الملك فيصل.
وفي الظرف الحالي الذي تواجه فيه السعودية تهديد الجهاديين من القاعدة واضطرابات داخل المناطق الشيعية فانتقال السلطة سيكون هادئا، حيث يرى السفيرالبريطاني السابق في السعودية سير الان مورنو "في عائلة قوية كهذه توجد هناك دائماًمساحة للتفاوض حول تعيين الخليفة، ولكن أتوقع أن تتم بهدوء ".

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا