الجمعة، 22 يناير 2010

مصر والسعودية ..قرن من المؤامرات




يؤكد التاريخ أن هناك حالة من العداء بين مصر والسعودية تطفوالى السطح ظاهرة أحيانا أو تختفي تحت الرماد أحيانا أخرى لكنها في كل الأحيان موجودة ومحسوسة ومعترف بها إن لم يكن بين الدوائر السياسية بحكم ضرورات السياسة فمعترف بها صراحة بين الدوائر الشعبية ممن لا تربطهم مصالح مباشرة مع السعودية.



هناك عقدة تاريخية لا تختلف عن عقدة الجيتو المسيطرة على اليهود تكتنف عقول آل سعود منذ أن قام محمد على باشا بهدم الدرعية مقر حكم الدولة السعودية الأولى ، ويبدو أن ما قام به محمد على كان مفاجئا وحاسما بقدر ما كان قاسيا للدرجة التى رسخ بها عقدة نفسية داخل نفسية آل سعود تجعلهم طيلة الوقت ينظرون الى مصر بإعتبارها هي من سيهدم المعبد الجديد.
تأسيسا على ذلك ورغم أن عبد الناصر قد ألقى بمصر في بحر لم تخضه من قبل بتبنيه فكرة القومية العربية إلا ان النظام السعودي نظر للأمر بعين الشك منذ اللحظة الأولى خاصة بعد العدوان الثلاثي سنة 1965 والتى ظهرت مصر بعده قوية بما يكفي لكي تزلزل عروش آل سعود فبدأت المؤامرات على الدولة المصرية
في البداية اعتمدت الخطة التى وضعت بمعرفة الولايات المتحدة الامريكية على الحصار الاقتصادي لخنق مصر وتصفية الثورة الناصرية ثم أدخلت عليها التحسينات اللازمة عبر دفع مصر الى الذوبان في كيان فضفاض هو الحلف الاسلامي –رابطة العالم الاسلامي- بديلا عن الكيان الوهميى الاخر المسمي بالجامعة العربية والقومية العربية لكن الفارق أن ملك السعودية سعود كان مقتنعا تماما بفكرة وزير الخارجية الامريكي دالاس الذي سوق له أنه سيكون –بابا الاسلام- وان مكة ستصبح بمكانة فاتيكان الاسلام وهو ما كان يلقى قبولا لدي الملك السعودي.
دالاس كان يهدف من ذلك الى هدف محدد وذكي للغاية وهو ان يضع امام ناصر خصما لم يواجهه من قبل ويستحيل النصر عليه بمعطيات العروبة التى دعا اليها ناصر نفسه ،هذا الخصم هو الدين الاسلامي متجسدا في الملك سعود اللذي وافق الامريكان على رأيهم بأن قناة السويس ما هي الا انبوب ينقل البترول وان بقائها خاضعة لسيطرة ناصر سيضطر الدول الغربية لتنمية قدراتها النووية كبديل لطاقة البترول وهو ما يهدد بكارثة اقتصادية للملكة السعودية وقد اجاب الملك سعود اثناء حفل عشاء في واشنطن على ذلك في 8 فبراير عام 1957 قائلا:
إنني ممنون لفخامة الرئيس أن شرح لي
طبعا بحكم كونه بدوي النشئة فقد كان في حاجة لمن يشرح له وقد كان متحمسا جدا للمساعدة فدفع الملك مبلغ 3 ملايين جنيه استرلينى في نهاية عام 1957 للسيد مرتضى المراغي وزير داخلية الملك فاروق السابق والمقيم في لبنان ليدبر لإنقلاب ضد عبد الناصر بقيادة العقيد طيار عصام الدين خليل اللذي كشف عن المؤامرة كاملة بعد ان تسلم مبلغ 160 الف جنيه كدفعة أولى.
لم تتوقف محاولات السعودية لحظة لدرجة انها مولت عملية انفصال مصر وسورية بمبلغ 12 مليون جنيه استرلينى لتحقيق الانفصال ثم اغراق مصر في اليمن .
واذا كان يوم 9 يونيو 1967 يوم حزين لدي الكثيرين وهو يوم تنحى ناصر بعد الهزيمة المدوية للجيش المصري إلا ان الاسرة السعودية لم تستطع مداراة فرحتها فأخذوا يتبادلون التهاني ويذبحون الخراف على عادة البدو احتفالا بالهزيمة المصرية
المملكة السعودية كانت دائما تحت ضغط العقدة التاريخية من مصر ورأت في وجود مصر في اليمن تهديدا للعرش السعودي بعد ان اصبحت مصر تسيطر على كامل البحر الاحمر وقد طلبت الى الادارة الامريكية كثيرا اختلاق معركة اسرائيلية مع مصر حتى تضطر مصر لسحب جيشها الموجود في اليمن فلما قامت المعركة كان لابد من ذبح الخراف
مازالت العقدة التاريخية موجودة حتى اليوم وان لم يصرح بها الساسة اثناء تبادلهم القبلات لكن مع الوقت ستظهر من جديد وستظهر المخاوف السعودية فورا اذا ما ظهرت على مصر معالم القوة وهو ما يتطلب من القائمين على الأمر في مصر ان ينحوا جانبا مجموعة الشعارات الموروثة عن الأشقاء والاخوة وهم يضعون خططهم الاستراتيجية لصيانة الامن المصري فما لا تأخذه السعودية بالمعارك تأخذه بإشاعة الاسلام الوهابي وما لا تأخذه بذلك تأخذه عبر اشاعة ثقافة البداوة والحجاب ولذلك حديث آخر

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا