الاثنين، 25 يناير 2010

بعد صمت الرجال النساء في السعودية يقودون الانقلاب





إنه النظام الأسوأ بكثير من الأنظمة الظلامية في العصور الوسطى أما  الرضوخ والإذعان لسيطرة النفط السعودي فهو عملية دنيئة
هكذا بدأ الكاتب البريطاني المعروف برايان ريد هجومة العنيف على المملكة السعودية مستطردا إلى فساد القضاء فيها وموجها له المزيد من الانتقادات على خلفية قضية طفلة العنيزة ذات السنوات الثماني والتي زوجت رغماً عنها من رجل خمسيني في السعودية لغرض تسديد الديون المستحقة على أهلها.




ولم يتوقف هجومه عند هذا الحد فقد تطرق لأوضاع العمالة الأسيوية والعمالة الوافدة بالسعودية وهي كما نعلم أوضاع أقل ما توصف به أنها غير ادمية
ولعل من أكثر ما أبرزه الكاتب البريطاني هو وضع المرأة السعودية التى ذكر بكثير من السخرية اصرار السعودية على حرمانها من القيادة (لأسباب دينية)



وفي شئ من الحث لحكومته على اتخاذ مواقف اكثر خشونة في تعاملها مع السعودية قال أنه يجب على الغرب البحث عن حلول بديلة للطاقة حتى يمكن الابتعاد عن صداقة نظام من العصور الوسطى
من ناحية اخرى فقد ذكر القراء بواقعة تثير حزن البريطانيين جميعا وهي حادثة الصحفي البريطاني فرانك جاردنر اللذي اطلق عليه النار في السعودية لمنعه من متابعة احدى تحقيقاته وكان من نتيجة ذلك اصابته بالشلل
أما على الجانب الآخر من المحيط فقد رجحت جريدة غلوبال بوست الأمريكية حدوث تغيير قريب في السعودية قائلة:
 أن المجتمع السعودي يمر بعهد جديد وحالة من التغير السريع وهو ما سيؤدى حتماًًً إلى تغير في هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر حيث طالب بعض أعضاء مجلس الشورى بإعادة هيكلة الهيئة، وهدد قادة سيارات الأجر بمقاضاة رجال الهيئة لتدخلهم في عمل السائقين.
ومن المعروف أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية تمارس الكثير من الممارسات التى يمكن اعتبارها ببساطة –تعسفية- وهي احد اكثر الهيئات في السعودية اثارة لمخاوف السعوديين من النساء والرجال حيث يمتاز رجال الهيئة بتسلطهم وتعاملهم مع الناس بإعتبارهم مفوضون من السماء
" انتي يا مره غطّي وجهك وتستري زين" هذه العبارة تعتبر من العبارات الدارجة التى يقولها رجال الهيئة للنساء في الأسواق وقد تندهش لمعرفتك بأن نساء السعودية ليسوا حاسرات لكن رجال الهيئة لا يكتفون بذلك بل يريدون فرض اشكال محددة من غطاء الرأس على المرأة في السعودية والتى يعتبرونها أهم أعمالهم



لكن الملاحظ هو تقلص قبضة السلطة الدينية على مجتمع النساء، وهي التي كانت ترهبهن تماما خلال فترة الثمانينيات وحتى منتصف التسعينيات تقريباوذلك بعد دخول الفضائيات وشعور المرأة السعودية أنها مظلومة مقارنة بمثيلاتها في بلاد أفقر كثيرا من السعودية كبلاد الشام ومصر
ولعل اكبر دليل على ذلك أنه وفي سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الهيئة اعتذر عبد العزيز الحمين الرئيس الجديد لجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمواطن سعودي عما بدر من الهيئة تجاهه وتجاه زوجته التي ظن رجال الهيئة أنه يقبلها في مكان عام والعارف بالسعودية ونفوذ هذه الهيئة فيها يعلم ان ذلك لم يكن ممكنا قبل سنوات قليلة .
ولعل احد اسباب تراجع دور الهيئة حاليا هو فقدان البعض أرواحهم بسبب تدخل الهيئة أو بسبب محاولة البعض الهروب من رجالها، ففي عام 2002 تعرضت الهيئة للنقد الشديد بعد وفاة عدد من الفتيات في مدرسة بسبب منع رجال الهيئة لرجال الإطفاء من الدخول للمبنى.
ومنذ عام قتل شابان وفتاتان كانوا يحاولون الهرب بسيارة من رجال الهيئة خشية القبض عليهم لمخالفتهم قانون عدم الاختلاط


واكثر ما يلاحظ حاليا انه وبينما يكتفي الرجل السعودي بممالئة رجال الهيئة واتقاء شرهم فإن اكثر المواجهات عنفا والتى يتعرض فيها رجال الهيئة للإهانة وتصل الى الصحف في الداخل والخارج تكون من النساء السعوديات اللذين أثبتوا انهم اكثر جرأة من رجالهم سواء عبر مظاهرات سائقات السيارات أو عبر تصديهم الدائم لرجال الهيئة فهل تقود النساء في السعودية حركة الانقلاب والتحرر ضد النظام اللذي وصفه الكاتب البريطاني بأنه أسوأ الأنظمة الظلامية على الأرض ؟ أظن ويظن معي الكثيرين ذلك



ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا