أربعة خيارات لبشار الأسد ليس من بينها البقاء في الحكم
درعا ، القامشلي، حلب، حمص، حماة وحتى دمشق العاصمة تدخل على إستحياء دائرة العصيان بينما نظام الأسد مازال مصرا على عمليات تجميل حاولها من قبل سابقيه بن على في تونس ومبارك في مصر
في البداية حاول الأسد على غرار السابقين التظاهر بالاستجابة لمطالب المتظاهرين عبر الغاء الطوارىء لكن الممارسة العملية على الأرض كانت تقول أن قانونا ذهب ليسود قانون العصا و(الشبيحة) كما يسميهم السوريون أو البلطجية كما سماهم المصريون
جاء بعد ذلك دور القوة والقوة المفرطة في مزيج من عناصر قوة النظام السوري عبر خلط كل الأسلحة المتاحة: رصاص الأمن والبلطجية مدعومين بعناصر الأمن المدنية في حماية دبابات الجيش
المثير أن بعض أركان النظام السوري سواء بسبب رفضهم لشكل التعامل أو بسبب أنهم أدركوا أن ساعة النهاية قد حانت قرروا الخروج على النظام فبدأ مفتى سوريا بالمعارضة بينما إنضمت الفرقة الخامسة من الجيش السوري للمتظاهرين بل وقاتلت ضد قوات الشرطة والجيش في درعا
هنا أصبحت الدولة السورية مجبرة لا مخيرة على أربعة خيارات لا خامس لها
الخيار الأول: إنتاج النظام بوجه آخر
وذلك عبر قيادة عسكرية كبيرة أو مخابراتية بخطوة تجاه إنقاذ النظام ولو عبر التضحية برأس هذا النظام فيقوم بإعتقال الأسد وعائلته مع تقديمهم للمحاكمة وسط تهليلات الشارع وهنا نعود إلى شكل من أشكال إنتاج نفس النظام بوجوه جديدة أو مجددة
في حالة ما إذا كانت القيادة التى تقوم بذلك علوية (وهو الإحتمال الأكبر بسبب أن المناصب المخابراتية والعسكرية العليا لا يتولاها في سوريا إلا العلويين) فإن الشعب سيعتبر الأمر إنقلاب قصر ويواصل المظاهرات
الخيار الثاني:إنشقاقات تعتري صفوف النظم نفسه
اذا ما نشبت خلافات في الأجهزة الأمنية وتحول بعضها في إتجاه الولاء للدولة لا للنظام وهو ما نشهد مثالا له عبر إنشقاق الفرقة الخامسة بكامل عتادها فإننا قد نكون أمام تكرارا للسيناريو الليبي إذا ما استطاع باقي النظام التماسك وقرر محاربة الخارجين عليه لتبدأ حربا تتوزع فيها المناطق بين ثوار مدعومين بأجزاء من الجيش ونظام يملك باقي الجيش وكل قوات الشرطة لكنه لا يستطيع فرض إرادته على مدن معينة سواء بحكم الطبيعة الجغرافية أو بسبب عناد سكانها وفي أفضل الأحوال لن يحدث تحارب بين أجنحة الجيش لكن ببساطة يخرج الجيش السوري من المعادلة بالكامل مع رفض وحداته محاربة بعضها بعضا
الخيار الثالث: انهيار الدولة
أن تفقد القلة العلوية السيطرة على أجهزة الحكم في لحظة ما لسبب أو لآخر فتسود الفوضي ويصبح السائد هو تصفية الحسابات المتراكمة لعقود من الزمن بين السنة والشيعة يغذيه تمايز دينى وفي هذه الحالة ستشهد سورية حالة من حالات الفرار الجماعي للأقلية العلوية نحو جبال الساحل حيث يتحصنون هناك مستعينين بما بقى لديهم من قوة مع وجود إحتقان ناتج عن قتلى سيسقطون في مدن عدة
في هذه الحالة ستكون الفرصة قد أصبحت سانحة للأكرد في ظل تهاوي سلطة الدولة المركزية لتظهر على الفور دولة كردية في الشمال بينما يستعيد الدروز في الجنوب الحكم الذاتي فيما سيكون من الصعب على البدو في الشرق مقاومة التفكير في صياغة دولة لهم أما حلب فإنها ستشعر أنها تحررت مرة واحدة وللأبد من سيطرة دمشق ودباباتها لنجد أنفسنا أمام ستة دول طائفية ومذهبية بينما سيكون ما بقى من الدولة في دمشق مضطرا بصورة أو بأخري لإقامة سلام مع إسرائيل
الخيار الرابع: الإستعانة بإسرائيل لبقاء الحكم والدولة
بالطبع ليس عبر طلب معونات عسكرية إسرائيلية كما يفعل الأسد حاليا مع إيران ولكن عبر جر إسرائيل إلى حرب بأي شكل كي تظهر إسرائيل بصفتها خطرا داهما يجمع شتات المتناحرين في سوريا الأسد حتى لو كان ذلك قد يؤدي إلى خسارة مدمرة وضربات تتعرض لها دمشق لكنه في نفس الوقت سيجعل الجميع في موقف توحد خلف القيادة أو هكذا يتصور بشار الأسد
التصور الأخير بالطبع لن يقدم عليه الأسد إلا بعد أن يخسر تماما معركته على الساحة السورية فهو لن يقدم على جر إسرائيل لحرب طالما لديه بعض أسباب القوة ففي هذه الحالة يكون كمن يطلب من إسرائيل أن تجرده عبر ضربات جوية سريعة السيطرة على باقي دولته لذلك هو لن يلجأ لهذا الحل إلا عندما يدرك أن الإنشقاقات قد سادت الجيش وأصبح السيطرة على الوضع مستحيلة ويمكن هنا أن يلجأ إلى أخلص قواته من الحرس الجمهوري لممارسة أي عملية من شأنها أن تدفع إسرائيل إلى دخول حرب مع سوريا وفقا لسيناريو يجده الأسد قادرا على إحياء تماسك الدولة
الأمر المثير هو أن إسرائيل قد تقرر أن تمارس شيئا لم تعتد عليه من قبل وهو ضبط النفس أمام أي تجاوزات يقوم بها نظام الأسد لأنها قبل غيرها تدرك أن أي تحرك منها نحو الحدود السورية ولو بغارة طيران واحدة قد تمثل للأسد طوق النجاة وهو بكل تأكيد آخر ما تفكر إسرائيل ف أن تمنحه له
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق