القاهرة تلك الساحرة الشريرة
مغامرات مصورة في قلب القاهرة
الحياة في عاصمة مصابة بإنسداد الشرايين ليست كالحياة في عاصمة هادئة تزعجها أصوات خرير الماء على الشبابيك الموصدة
عندما أتكلم لا أقصد مدينة جنيف ولا باريس لكن أقصد القاهرة التى كانت ساحرة فتحولت ساحرة عجوز شمطاء تستقل مكنسة قديمة وتطلق شعرها شعثا غجريا تصدر من الضجيج أثناء سيرها البطئ ما يكفي لكي تهجرها للأبد
القاهرة هي بالفعل عاصمة مصابة بإنسداد الشرايين لكنها مع مرضها تمارس سحرا خاصا على سكانها فهي تثبت ألف مرة في اليوم أن الإنسان أصله قرد وهي تمارس هذا الإثبات على الهواء مباشرة ويكفي أن تراقب نفسك أو أي مصري يحاول عبور الشارع أو ركوب أتوبيس النقل العام لتعرف أن الإنسان بالفعل أصله يعود للقرد الأفريقي خفيف الحركة مرهف الحس
حادث عبور شارع
القاهرة لا تكتفي فقط بتقديم خدمة إثبات مجانية لنظرية دارون عن النشوء والإرتقاء لكنها أيضا أثبتت أنه حتى صدمات السيارات قد لا تؤثر في المواطن المصري
بصورة أو بأخري تصر القاهرة على تمسك بتلابيب أبنائها ولا تتركهم إلا حين يستسلمون لسلطان النوم بعد يوم طويل مرهق ملئ بالعرق والصداع ورائحة عوادم السيارات والبنى أدمين
المرور فى مصر
الطريف أنك عندما تصل الى عملك أو تعود الى منزلك تصبح مشكلتك الحقيقية هي التخلص من سيارتك في أي مكان ، البعض بسبب رغبته في ترك سيارته يصبح ضيفا على إدارة المرور لكن البعض وجد حلا جذريا لمشكلة الإنتظار
Traffic in Cairo
حقيقة يجب أن نعترف أن القاهرة تحولت الى ما يشبه إحدي ألعاب الأتاري الصعبة الحركة فيها حكرا على أصحاب المهارات الخاصة أما من يجازف بالتورط في هذه اللعبة المجنونة فمصيره معروف
في القاهرة فقط يمكنك أن تصطدم بكرنفال ألوان لوحات السيارات الجديدة التى لا أفهم منها شيئا ولا أظن أن هناك من يفهم منها شئ كما أنها تستعصي على الحفظ والذاكرة في حالات الحوادث
وفي القاهرة فقط يمكنك أن تجد رسائل ودية للغاية من أدارة المرور تدعوك لقضاء وقت لطيف معها ، دعوة موجهة على ورق حكومي بصيغة مناسبة لا تستعصي على الفهم ورغم ذلك نشكوا من بخل الحكومة
في مصر والقاهرة تحديدا يمكن أن تجد شركة تستورد شيئا مثل هذا الموجود في الصورة مجالا للمكسب
وفي القاهرة فقط يمكن أن يختلط رغيف الخبز بعادم الأتوبيس ورغم ذلك لا يهجرها أهلها
القاهرة مدينة مميزة جدا للدرجة التى تدفع الجميع في التفكير جدية في الهجرة لكن الكارثة أن باب الهجرة أصبح شبه موصد في وجوه المصريين ...إبتسم أنت في القاهرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق