من حق بسمة أن تفخر بجدها اليهودي
ثورة 19 كانت ثورة كل المصريين مسلمين ومسيحين ويهود
سيد درويش غنى لثورة 19 وذكر اليهود ضمن الثوار
اليهود كانوا جزء من الحركة الوطنية وجزء من تاريخ هذا البلد
كعادة من يجري الى الشهرة مستفيدا من أي شئ وكل شئ دون أن يكلف نفسه عناء وجدت احدى الصحفيات بالأهرام فرصتها للشهرة على مذبح الفنانة بسمة
وتبدأ الحكاية بحديث صحفي دار بين بسمة وأحد الصحفيين الذي يعرف تاريخ جدها جيدا كثورى يساري قديم ولكن عندما نشر الحديث واطلع عليه جيل الصحفيين الجدد الذين لا يعرفون عن تاريخ الحركة المصرية شيئا انساقوا كعادتهم وراء العناوين المثيرة ومحاولات الحصول على ظهور اعلامي مخصوما من رصيد فنانة نحترمها جميعا
احدى الصحفيات بجريدة الاهرام وجدت في الأمر فرصتها فوجهت سهامها من خلال مقال كامل على صفحات الأهرام التى لا ندري كيف سمحت بنشر كل هذا القدر من العنصرية والتخلف على صفحاتها للدرجة التى قالت فيها الصحفية :إذا بليتى بجد يهودي فلتستري نفسك.
منتهى التخلف ومنتهى الإنتهازية فالرجل كان من رموز الحركة الوطنية المصرية وتعرض للإعتقال مرات بسبب مواقفه السياسية وتأسيسه لحزب العمال والفلاحين الشيوعي المصري ولكن دعاة الصحافة الجدد بطبيعة الحال لا يفهمون الفرق بين اليهودية كدين وجواز السفر الإسرائيلي
يوسف درويش وهو اسم جد الفنانة بسمة كان يهودي الديانة مصري الجنسية قضي حياته يدافع عن مبادئه السياسية ولم ينظر لمصر نظرة دينية كما يفعل كثيرون الآن والرجل لم يهاجر لإسرائيل التى هاجر لها كثير من يهود مصر سواء بإرادتهم أو فارين رغما عنهم مهما قيل عن اسباب طردهم فقد كان طردا متعسفا لأناس يحملون الجنسية المصرية من وطنهم وصدرت الصحف الناصرية تحمل صور القبض عليهم وتهجيرهم كما لو كان الانتصار على مدنيين عزل يقيمون داخل الدولة يعوض ما لاقاه النظام الناصري من مهانة في سيناء
اليهود كانوا مواطنين مصريين كاملي المواطنة وكثيرين منهم كان لهم دور في السياسة والاقتصاد والفن ، ويهود مصر خرجوا مع باقي اخوانهم المصريين في ثورة 19 ضد الاحتلال الانجليزي وجاء ذكر الواقعة في اغاني سيد درويش عن ثورة 19 ، وسيد درويش نفسه غنى من ألحان ملحنين يهود
من حق بسمة أن تفخر بجدها اليهودي تماما كما هو حق لكل مصري أن يفخر بمواطن مصري وقف ضد الإستعمار وضد الإنتهازية وتعرض للإعتقال من أجل مبادئه ولم يفكر في الهجرة من وطن كان يدفع قسما من أبناءه للرحيل عنه طواعية وكرها
أما حملة مباخر القومية العربية ودعاة العروبة و منتسبي الصحافة فلم أجد نفسي قادرا على ذكر اسم واحد منهم حتى لا أحقق ولو جزء من أهدافهم في ترديد اسمهم كأشخاص موجودين تحت دائرة الضوء فمكانهم الوحيد البقاء كمحررين لصحفات الوفيات وحظك اليوم ومراسلة جرائد عربية تبيع نسختين على اكثر تقدير يبيعون لها كل مثير عن مصرنا لقاء حفنة من الدولارات تذهب بعقول البعض هذه الأيام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق