اخر ابتكارات العطارين: قطعة صغيرة افضل من الفياجرا
موريتانيا تتحول لمول كبير لبيع كل غريب
نواكشط وأخر ابتكار العطارين هناك قطعة صغيرة من حنك قرد في شارع الخيصلة بنواكشوط تغني عن 20 علبة فياغرا بل وهناك مكان خاص لبيع هذه القطعة يقع في شارع شارع الخيصلة.. هكذا يسمونه والخيصلة لمن لا يعرفها هي تبييض البشرة الذي تحرص عليها النساء الافريقيات باستخدام مراهم منتهية الصلاحية وخلطات تستخدم لتنصيع البشرة وتحويلها من سمراء او داكنة الي بيضاء امازيغية او عربية فاتحة!
الشارع الرابط بين مستوصف البوليكنيلك في قلب العاصمة الموريتانية نواكشوط ومقر الحرس الوطني، شارع غريب، لعله أغرب شوارع العاصمة الفتية وأكثرها شهرة.
حركة دؤوبة لا تتوقف ومأكولات تفوح روائحتها ممتزجة بروائح العطور وأريج المانغو المتعفن وأبخرة السمك المشوي.
في هذا الشارع أمم متحدة مصغرة فالباعة والمتجولون من جميع القارات الإفريقية والآسيوية والأوروبية وحتي الأمريكية. هنا لن تفتقد جنسية ولن تجد من لا يتكلم لغتك، ولا تبحث عن شيء إلا وجدته.
يجزم الشيخ محمد سالم ولد الصدفي، وهو يدعي أن جده يملك الأرض التي تجثم عليها العاصمة نواكشوط، بأن من يزور هذا الشارع سيجد الفا من نوعه. انه أقدم شارع في العاصمة نواكشوط، بل وأكثرها بركة، يقول محمد سالم، الذي حاورته القدس العربي علي بوابه محله الصغير الذي يبيع فيه آلات بناء وخمرزات كهربية مستعملة وخليط من أسلاك شتي.
في هذا الشارع الذي يسمونه شارع الرزق أيضا، يتجاور الحابل بالنابل، ويتزاحم أصحاب المهن: فهاهنا أطباء أسنان تقليديون من سورية وتركيا، وهناك سحرة سنغاليون وماليون ونيجريون يعرضون جلود الأفاعي وأنياب الأسود وجماجم القردة، وغير بعيد مشعوذون وضربة رمل.
ومن حول هؤلاء وفيما بينهم باعة متجولون معظمهم من السنغال والصين ومالي.
اما اللصوص المحترفون فهذا شارعهم المفضل. لذا تجد الناس يبحثون نهارا عما سرق منهم ليلا في هذا الشارع. في هذا الشارع يقيم انصاف مجانين العقود الثلاثة الماضية، بعضهم جن بسبب حرب الصحراء، والبعض مسه جنون بسبب تقاعد فاجأه ذات صباح.
موسي جيري أشهر مجنون في شارع الرزق استحوذ علي زاوية من زوايا الشارع واستملك علي برميل فارغ يسند إليه ظهره في إباء وهو يلتحف بأسماله البالية.
ومحمد جالو المجنون الذي كان عامل مكوس، يقطن الشارع نفسه، ومن شهرة هذا المجنون أنه يمسك بقطع من الورق يرمي علي كل سيارة تمر من الشارع المزدحم قطعة من اوراقه.. انه عمله الذي فصل منه فأدي الي جنونه وبقي يمارسه كما كان ولو بدون راتب.
علي القارعة الجنوبية للطريق يعرض أطباء أسنان سوريون تقليديون في بيوتات صغيرة، خدماتهم وهي متنوعة وبسيطة الثمن أيضا: فإن يشأ الزبون قلع ضرس قلعت له بمهارة شامية نادرة بخمسمائة أوقية فقط (حوالي دولارين اثنين). وإن كان يفقد سنا من أسنانه سرعان ما ركبت له بأحسن ما يكون مقابل أربع دولارات فقط. لا تنس ان الضرس، في المشافي العصرية تقلع بستة دولارات وأن السن تركب بأكثر من الف دولار.
ولا يري سيدي ولد سالماني أي فرق بين هذه الخدمة البسيطة وتلك التي تقدمها المشافي، وسيدي هذا زبون صادف مروري هناك وجوده مع الطبيب السوري أبو طبنجة (من مواليد اللاذقية) المختص في كلما يتعلق بأمراض الفم ولو أن الحقيقة أنه مختص في امراض الفم (بكسر الهمزة) لأنه وسائل الوقاية الصحية معدومة عنده كما يلوح للرائي.
كان أبو طبنجة يقلع ضرسا لأحد زبنائه وكان الذباب الحاضر شاهدا علي هذه العملية، وكان الطبيب مرتبكا لا يدري أيهز الكلاب لقلع الضرس أم يطرد الذباب بمذبته التي لا تهدأ.
الحاج حدار جاخاتي أشهر المتعاطين للسحر والشعوذة في شارع الخيصلة هذا. يسند ظهره الذي أثقلته السنون علي حائط المستوصف الذي تحول إلي كعبة يطوف بها المتسوقون والباعة ويستظل بها المجانين والسحرة.
أما الكنز الكبير الذي يملكه الكمروني سيدينا سوخناشي بائع مستلزمات سحرية آخر في الشارع نفسه فهو حنك قرد. وحسب ما صرح به سوخناسي فإن قطعة صغيرة من هذا العظم تغني آكلها عن عشرين علبة فياغرا
إنه الدواء العجيب لكسب الفحولة وعلاج العنة والبرودة.
ويملك ساحر آخر علبة من أنياب الأفاعي التي تقي حاملها العين والنظرة والسحر.
أما النشاط الأكثر رواجا في هذا الشارع فهو بيع المراهم المستخدمة لتقشير البشرة وتنصيعها.
تتزاحم في المحلات المختصة في بيع هذه المراهم وغيرها من الخلطات، نساء سنغاليات وفتيات ماليات وغينيات جئن لتغيير ألوان بشرتهن. فالبياض، تقول أم اندور سه، وهي زنجية موريتانية مختصة في التقشير، هو نصف الجمال.. بل كل الجمال.
طوابير طويلة من الباحثات عن البياض والتبييض تنتظم أمام دكاكين التقشير وكلهن ساعية لتغيير جلدها بالكامل لجذب الانتباه.
هكذا بدا شارع الخيصلة أو شارع الرزق في العاصمة الموريتانية نواكشوط: مدارات يملؤها الدخان وتزدحم داخلها أكوام بشرية من آفاق شتي وثقافات غريبة جمعتها صروف الدهر واختصرتها خطوبه في موقع ناء وصغير جدا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق