الخميس، 6 ديسمبر 2012

رسالة من مواطن كافر إلى نيرون مصر مرسي العياط


رسالة من مواطن كافر إلى نيرون مصر مرسي العياط

مبروك سيدي الرئيس، أنك قسّمت الوطن، بين فسطاطين، فسطاط للإيمان والجنة، هم جماعتك، وأهلك وعشيرتك. وفسطاط للكفر والنار، هم أنا وغيري، الذين انهالت عليهم تهم الباطل، وسواطير التخويف والتخوين.
الآن بكل راحة ضمير... أقول لفخامة الرئيس محمد مرسي، ألف مبروك.
أهنئك سيدي الرئيس بشدة، وأهنئ جماعتك وأهلك وعشيرتك، الذين رأيتهم ينهالون على معارضيك بالضرب، واقتلاع خيام اعتصامهم، وهم يهتفون:"الله أكبر" و"حي على الجهاد"... تحت سمعك وبصرك، ولن أقول أيضاً ربما بعلمك.



مبروك سيدي الرئيس، حرق مصر..

نيرون قبل قرون، وقف عند أطلال روما، وهو يضحك بهستيريا، عند رؤية النيران وهي تحترق العاصمة الجميلة.. لم يغفرها له التاريخ!

ما يحدث الآن أمام قصر الاتحادية، يعيدني لما سبق أن كتبته، قبل أشهر، بعنوان:"فخامة الرئيس محمد مرسي مبارك".. كنت أتمنى أن يخذلني فخامة الرئيس، ويؤكد أنه رئيس لكل المصريين، من انتخبوه، أو أمثالي الذين لم ينتخبوه.

***

مبروك سيدي الرئيس، أنك قسّمت الوطن، بين فسطاطين، فسطاط للإيمان والجنة، هم جماعتك، وأهلك وعشيرتك. وفسطاط للكفر والنار، هم أنا وغيري، الذين انهالت عليهم تهم الباطل، وسواطير التخويف والتخوين.

كمواطن، ما عليّ وأنا أسمع أحد "مشايخك" المزعومين، وهو يسب بأقذع الألفاظ، في معارضيه أو مخالفيه، ينتهك الأعراض، ولا يخشى إثم الظن، ولا يعتبر من رسولنا الكريم، الذي قدّم درساً لم يفهمه أولئك المتشدقون بالإسلام.

وأنا أكتب الآن.. سقط شهيدان، أما قصر الاتحادية، ضحيتان لهجوم التتار الإخواني، الذين نصبوا الأسلاك الشائكة، وقاموا بدور أمن حبيب العادلي فيما قبل الثورة.

مبروك سيدي الرئيس..

فقد نجحت في أن يصفني بعض أنصارك بـ"الكافر" لاختلافي في الرأي معهم، وها هم وجوه حزبك على الفضائيات يمارسون أبشع أنواء التزييف، والتمهيد لعبادة إله آخر، هو أنت سيدي الرئيس.

مبروك سيدي الرئيس..

لا شك أنك الآن، تتفرج مثل ملايين المصريين على التليفزيون، وتشاهد ما يفعله أنصارك ومريدوك، وحاملو بخورك، على بعد خطوات من قصرك الرئاسي.. وللأسف، يبدو أن لا جفن يهتز منك، وربما أتخيلك تضحك الآن..

اضحك سيدي الرئيس..

اضحك سيدي، نائبك يدعو لمؤتمر صحفي للتمويه، فيما حشود جماعتك وأهلك وعشيرتك، تأتي عبر حافلات، من جميع المحافظات، لممارسة الإرهاب باسم الدين، والتخويف باسم الشريعة، والتخوين باسم المصالح الضيقة، والقبض على كرسي الحكم.

***

أهنئك فخامة الرئيس، أهنئك بشدة.

أبارك لك، ولحزبك، ولجماعتك، ولأهلك وعشيرتك وأحبابك.. الذين يستحقون الآن أن تنزل إليهم، و"تبوسهم" و"تحضنهم".. بمثل ما سحبت عناصر شرطتك، ليستفردوا بالمتظاهرين السلميين، الذين لو أرادوا اقتحام قصرك الثلاثاء لفعلوا واحتلوا جنباته.

فخامة الرئيس..

كنت أرجو أن تخذلني، أنا الذي أكتب إليك الآن من فسطاط الكفر، حيث يرى مريدوك، وتؤكد لي ولو لمرة واحدة، أنك رئيس بلدي الذي كان اسمه محمد مرسي العياط، قبل أن يصبح محمد مرسي مبارك.

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا