فضيحة جديدة تعصف بعرش قطر
فواز العطية-المتحدث السابق باسم الخارجية القطرية- هذه هي الصفة الرسمية, لكن قصته تتعدى منصباً أو عائلة لأنها قصة تضاف إلى السجل الأسود لحاكم قطر حمد بن خليفة آل ثاني وزوجته موزة, وفضيحة جديدة تعصف ببلاط الرجل وزوجته.
العطية رجل مغمور للعالم وبقي تحت الظل فترة طويلة إلى أن ذاع سيطه فجأة لوقوعه تحت ظلم الثنائي السابق, لأنه استفاق على ظلم تاريخي تعرضت له أسرته على يد سلالة آل ثاني وتحديداً حمد, فحاول استرجاع القليل من ثروة عائلته المستولى عليها من قبل الأخير, فوقع فواز ضحية للظلم والتشهير والاعتقال التعسفي, وبات جزءاً من مقايضة رخيصة بعد نفيه إلى السعودية بين مشيختي آل ثاني وآل سعود.
خرجت قصة فواز إلى العلن عام 2008 على أنها خلاف بسيط جهد حمد لإبقائه سراً داخل أسوار قصره, لكن الأول كان قد فضح المسألة لأنها لا تمسه شخصياً بقدر ما تمس عائلته وقبيلته «العطية» بأسرها. ثم تحولت إلى قضية إنسانية لرجل هدر حمد حقوقه الإنسانية كاملة وتعرض للتعذيب والتنكيل مع عائلته لأنه طالب بحقوقهم الشرعية المسلوبة من قبل حمد.
العطية الذي تقلد عدة مناصب في الدوحة وأهمها مستشار لحمد خلال الفترة من عام 1989 إلى 1997 هو أيضاً مالك قناة الواحة التي تهتم بالتقاليد الخليجية ومعروفة على نطاق الخليج العربي أصدر عام 2008 كتاباً تحدث فيه عن عائلته و صلتها بآل ثاني مستشهداً بوقائع تاريخية مسجلة وهنا كانت نهاية الرجل سياسياً وعائلياً والسبب أن بعض فصول الكتاب لم ترق لحمد فمارس وزوجته اضطهاداً واسعاً بحق العطية وعائلته. والفصل الأكثر فضيحة في الكتاب بالنسبة لحمد هو أن جد حمد مارس سطواً مالياً على عائلة العطية تم جاء حمد ليمارس سطواً عسكرياً على العائلة بتوجيه من موزة التي استولت بدورها تحت غطاء مؤسستها العمرانية على أملاك عائلة العطية كاملة.
يقول كتاب العطية: إن جد فواز من ناحية والده كان متزوجاً من روضة بنت حمد آل ثاني وعندما توفي الجد تزوجت روضة بآخر, وهنا مارس جدُّ حمد وصاية من نوع غريب على عائلة فواز بحكم القرابة وتشتهر عائلة العطية الموجودة في منطقة الريان بالثراء الفاحش وتمتلك أراضي وأملاكاً واسعة. وأوكل جدّ حمد والمعروف باسم جبر بن محمد آل ثاني إدارة شؤون العائلة إلى نفسه ثم استولى على ثروتهم بالكامل.
هذه المعلومات وثقها فواز بكتابه واعتبرها دليلاً تاريخياً على فساد عائلة حمد, ما أثار ضجة واسعة داخل قطر وخارجها وخاصة في دول الخليج التي وزع فواز نسخاً من الكتاب فيها.
استشاط حمد وموزة غضباً من فواز وطالباه بالاعتذار, لكنه رفض واعتبر كتابه دليلاً تاريخياً لا لبس فيه, وألمح إلى نيته رفع دعاوى ضدّ حمد لاسترجاع إرث العائلة فتعرض للتشهير والملاحقة وفضل الذهاب إلى بريطانيا التي يحمل جنسيتها هرباً ثم انتقل منها بطريقة غريبة إلى الرياض بعد استمالته من قبل آل سعود الذين أعطوه الأمان والحماية.
ظن فواز نفسه بمأمن من بطش حمد وأقام في مدينة الرياض عاماً كاملاً بعد أن أوحى له آل سعود بأنه في حمايتهم, لكن الواقع كان مختلفاً ليجد الرجل نفسه في شرك جديد بدأ يتخبط به.
خلال العام الذي قضاه فواز بالسعودية تعرضت عائلته للملاحقة وصدر أمر من وزارة الكهرباء والمياه بإيعاز من موزة وحمد بقطع الماء والكهرباء عن العائلة وخاصة عن المعترضين على بيع منازلهم لمؤسسة موزة حتى جاء أمر مباشر من الزوجين بإخراج العائلة من بيوتهم بالقوة وإزالة منازلهم وأخرج الأطفال والعجائز والنساء من المنطقة وتركوا بالعراء في حادثة توثق المآسي الإنسانية للعائلة ولبطش آل ثاني وطبعاً بقيت هذه الحادثة طي الكتمان نظراً للقمع الذي مارسه حمد وزوجته على العائلة لمنعهم من التحدث إلى وسائل الإعلام والتعبير عن الظلم الذي لحق بهم.
في هذه الأثناء كان فواز يمارس حياته بشكل طبيعي في السعودية, بينما استمرت الملاحقات بحق أفراد أسرته وخاصة ابن عمه ويدعى نايف العطية الذي كان يسكن منطقة الخريطيات وفجأة اختفى وزج به بإحدى سجون الدوحة السرية لاشتباه سلطات حمد بأنه أحد الذين يوزعون كتاب فواز وتعرض للتعذيب والإذلال بشكل يومي.
اضطرت أغلب عائلة العطية إلى عدم المطالبة بأملاكهم وانقسموا قسمين, قسم تعرض للتهديد في حال فتح الموضوع مجدداً, وقسم فضل السكوت طواعية نظراً لتداخل النسب بين العائلتين.
في هذه الفترة استمر آل سعود بإيهام فواز بأنه في عهدتهم وكانت السعودية وقطر تشنان حملة شرسة سرية ضدّ بعضهما بعضاً بعد أن وصلت خلافاتهما السياسية والحدودية إلى ذروتها. ووجد حكام السعودية في فواز ورقة ضغط يمارسونها ضد حمد الذي أفلت قناة «الجزيرة» الفضائية ضدهم ولفترة طويلة, وهنا طعنوا فواز بظهره وذرّ
آل سعود عهود الحماية التي قطعوها لفواز بالهواء, وبات الرجل المستجير بهم ضحية من جديد لظلم جديد.
وجرت مباحثات سرية بين الدوحة وجدة وبعد مد وجزر توصل الجانبان إلى اتفاق يتضمن تسليم العطية لحكام قطر مقابل توقف قناة «الجزيرة» عن إزعاج آل سعود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق