خيرت الشاطر يبيع قناة السويس لقطر والشعب المصري مطالب بالقضاء على الخديوي الجديد
الزيارة التى قام بها خيرت الشاطر لدولة قطر، على ما يبدو أن الزيارة تمت فى سرية تامة، ولما تم الإعلان عنها وتسريب تفاصيلها اضطر خيرت إلى أن يقول إنه أخبر قيادات فى المجلس العسكرى، مؤكداً أنها كانت زيارة شخصية وليست رسمية.
ما قاله خيرت الشاطر لم يكن صحيحاً كله، فزيارته إلى قطر لم تكن الأولى، ولكنها كانت الزيارة الرابعة خلال الشهور التى تلت خروجه من السجن بعفو من المجلس العسكرى فى مارس الماضى، وكلها كانت زيارات رسمية، حيث قابل فيها مسئولين كبار فى قطر.
عبدالرحيم على الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، ينحاز إلى أن الزيارة الأخيرة من خيرت الشاطر لدولة قطر كانت بوساطة من خالد مشعل، القيادى بحركة حماس، والذى يحظى بدعم ورعاية كبيرة من أمير قطر.
وتأسيسا على هذه الوساطة يرى عبدالرحيم على، أن زيارة الشاطر لقطر كانت تهدف إلى مناقشة عدد من الملفات المهمة، فى مقدمتها كيفية مساعدة حكومة الإخوان المحتملة ماديا للمساهمة فى إنجاحها حتى يستمر مشروع الإخوان فى تحقيق مكاسب على الأرض فى مصر وغيرها من الدول.
الشاطر حمل إلى الشيخ حمد ضمانات محددة وواضحة، تقوم قطر بالوساطة فى تقديمها للطرفين الأمريكى والإسرائيلى، وبذلك تظهر قطر على أنها الطرف الذى أنجز الاتفاق، وهو الاتفاق الذى يقضى بضمان تعاون كامل مع الإدارة الأمريكية وضمان تنفيذ جميع بنود معاهدة السلام مع إسرائيل.
خلال اللقاء وكما يرى عبدالرحيم أيضا فإن قطر تعهدت بتسويق الإخوان خليجيا وأوروبيا وأمريكيا، مقابل التفاهم الكامل فيما يتعلق بالقرارات الاستراتيجية التى تخص المنطقة العربية والشرق الأوسط، كما تعهدت بتقديم أى دعم مالى مطلوب، بعضه على هيئة قروض حسنة والبعض الآخر على هيئة قروض طويلة الأجل، حتى تربط النظام فى مصر بالإخوان من جهة واستمرار حكمهم، وتربط الإخوان بقطر من جهة أخرى.
وفى المقابل تعهد خيرت الشاطر بمنح قطر وحلفائها أو من تحددهم من شخصيات طبيعية أو اعتبارية امتيازات خاصة فى تنفيذ واستغلال المشروعات الكبرى فى مصر، وهى المشروعات التى سيتم تنفيذها تحت إشراف ورعاية حكومة الإخوان المحتملة.
الاجتماع الذى جمع بين الشاطر وحمد شهد مناقشات مطولة حول جميع خطط الإخوان الاقتصادية فى مصر مع اقتصاديين قطريين، إضافة إلى الدعم غير المشروط من الإخوان لقطر فى جميع المحافل الإقليمية والدولية، ونقل ملف فلسطين للجانب القطرى دون أدنى تدخلات من الجانب المصرى مستقبلاً.
ما قاله عبدالرحيم فى مجمله صحيح لكن تنقصه التفاصيل، فخيرت الشاطر ليس فى حاجة لوساطة من خالد مشعل ليدخل قطر أو يجلس مع أميرها وزوجته ووزير خارجيته ومحللها الشرعى الشيخ يوسف القرضاوى، وهم تحديدا الشخصيات الأربع التى قابلها الشاطر خلال الزيارة، فلخيرت لدى القطريين مكان ومكانة، يعرفها متابعو ملف الإخوان تحديداً بعد الثورة.
ثم وهذا هو المهم فالعلاقة بين قطر والإخوان المسلمين متصلة من خلال أعضاء الجماعة والذين قاموا بحل أنفسهم فى العام 1999 واندمجوا فى الحكومة القطرية، ويقومون هم بجميع الاتصالات مع الإخوان خارج قطر، وليس صعبا أن يصل خيرت الشاطر إلى قصر الإمارة فى قطر.. فهم يريدونه كما يريدهم، يريده حمد وزوجته من أجل إتمام سيطرتهما على القاهرة.. ويريدهم الشاطر من أجل المساعدة والدعم والمباركة وتحسين العلاقات مع دول الخليج التى تأخذ موقفاً من كل ما هو مصرى بسبب ما يجرى لمبارك وأسرته.
المفزع فيما جرى هناك بالدوحة كان أكثر من مجرد التفاهمات حول المساعدات والاتفاقات، فنحن أمام صفقة هى بالحرام بعينه، وطبقاً لمصدر مقرب من الدوائر القطرية، فإن قطر عرضت مشروعاً ضخماً تتراوح تكلفته من 80 إلى 100 مليار دولار، وهى إقامة مناطق حرة على جانبى قناة السويس، وأهم شروط تنفيذ المشروع هو أن يكون هناك امتياز لقطر تصل مدته إلى 99 عاماً.
الشاطر وافق.. لكن المشكلة ليست فى الموافقة أو عدمها، فهو على الأقل الآن لا يملك الموافقة أو عدمها، لكن المصيبة فى الذهنية التى يتصرف ويتفاوض بها خيرت الشاطر.
إن مشروع قطر ليس إلا محاولة احتلال جديدة، يذكر شرط الامتياز الذى يصل إلى 99 عاما إلى الامتياز الذى حصلت عليه بريطانيا فى قناة السويس، امتياز احتلال ليس أكثر، وتخيل أن من ستحتل مصر هى دولة قطر، التى رغم كل ما تدعيه عن قوتها وتأثيرها ودورها إلا أنها فى النهاية ليست إلا دولة قزم.
الأمير حمد أكد لخيرت الشاطر – طبقاً للمصادر القطرية – أن قطر لن تدفع تكلفة المشروع كلها، لكنها ستعتمد على تمويل من عدة دول أخرى، وكشف له عن أن الإمارات ترفض أن تدخل فى أى مشروعات مع الإخوان.
الشاطر أبدى استعداده لأن يقدم للإماراتيين ما يطمئنهم للجماعة ومشروعها، فاقترح عليه الشيخ حمد بأنه يمكن أن يدبر له لقاء مع المسئولين الإماراتيين تمهيداً لعقد مصالحة معهم.
ما طرحه الأمير حمد يبدو أنه لم يكن مجرد فكرة عابرة نبتت فى ذهنه أثناء لقائه مع الشاطر، فقد أخبره بأن المصالحة مع الإماراتيين لها شروط، أولها إجراء مصالحة بين الشركات الإماراتية خاصة داماك وإعمار وتسوية كل المشاكل القانونية المتعلقة بها، والتى صدر فيها أحكام (شركتا داماك وإعمار حصلتا على 60 مليون متر مربع من أجود أراضى مصر).
كانت رسالة الإماراتيين واضحة، فقد رفضوا مقابلة خيرت الشاطر، قالوا: قبل ما يأتى يحل كل المشاكل التى يدخل إماراتيون فيها، وقد يكون تسليط محمود غزلان على الإماراتيين والهجوم عليهم بحجة هجومهم على الشيخ يوسف القرضاوى، مجرد تصعيد فى معركة طويلة بين الجماعة والإمارات.. يرى خيرت أن التصعيد فيها يمكن أن يكون أول خطوات التفاوض، لكن ما جرى أن التصعيد انقلب على الإخوان، واضطر محمود غزلان إلى الاعتذار واللجوء إلى الحجة الإخوانية البليدة بأن هناك من نفخ فى كلامه.. وكأنه لا يعى ما يقوله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق