بثينة كامل الرجل الوحيد المرشح للرئاسة والباقي ماسحي أحذية عسكرية
سؤال نطرحه على كل من داعب مقعد الرئاسة خياله المريض بداية من أنصار الدولة المدنية وإنتهاء بأتباع قريش اللذين خرجوا إلينا من العصور السحيقة مطالبين بتسليمهم الحكم نظرا لما يملكون من مؤهلات تتمثل في لحية وشبشب وصكوك غفران مكية: هل أنتم رجال؟
مرشح الرئاسة الذي يستحق أن يحكم بلدا لابد أن يعاني ما تعانيه وأن يكون إلى جوار نساءها ورجالها وقت الضيق والشدة لكن ما نشاهده على مر الشهور السابقة هو حالة من حالات الإنتهازية والجري واللهاث وراء التمويلات الخارجية بداية من رأس الفتنة محمد سليم العوا الذي فصل جنوب السودان عن شماله بدستوره المعيب ثم زرع الفتنة على أرض مصر بحديثه عن الأسلحة في الأديرة بينما كان ينهل من ريالات آل ثان مقابل حلقات عنصرية بغيضة على قناة الجزيرة الفضائية التى لا تجد حرجا في إستضافة رجل من مخلفات الماضي للحديث عن تطلعات المستقبل
أما إذا أردت أن تصيبك الدهشة أكثر فأكثر فيكفي أن تعلم أن أحد مقبلي الأيادي سرا وعلانية وهو الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل الذي ينحنى حتى تصل جبهته إلى الأرض ليقبل يد صفوت حجازي أو أي مندوب يأتيه من الخليج يريد هو الآخر أن يصبح رئيسا لمصر يهرع لميدان التحرير ليورط شباب السلفيين في المبيت ثم يعود لينام إلى جوار زوجته تحت أثقل الأغطية تاركا أتباعه في العراء وتحت رحمة قنابل الغاز وطلقات الخرطوش بينما تداعبة أحلام أن يصبح رئيسا قادما لمصر بمواهبه الفذة التى لا نعرف من أين أتى بها هذا القادم من كهوف قريش وظلمات التاريخ
وبين هذا وذاك يكفينا عزفا على تنوعات مرشحي الرئاسة من إسلاميين أن يقدم لنا الإخوان بديلا جاهزا لم يخرج عن عباءة المرشد إلا طلبا لتوزيع الأدوار فيأتي دكتور عبد المنعم أبو الفتوح لا يحمل جديدا سوى إسمه وطريقة عرضه لنفس أفكار التيار الدينى لكن عندما تنطلق أولى رصاصات العسكر في التحرير يصبح مريضا غير قادر على النزول لحماية الشباب في الميدان
وإذا تركنا هؤلاء نجد أمامنا عمرو موسى الذي يظن نفسه شابا بقدر كاف ليتصدى لقيادة ثورة لا يربطه بها سوى النفور مدعيا أنه من معارضي مبارك بينما لم يطح به من مقعد الوزارة سوى أغاني شعبان عبد الرحيم وبينما يحاول الرجل إدعاء الجهاد والتضحية والثورية نجده حريصا دائما على أن ينأى بنفسه تماما عن شباب التحرير وحتى عن الميدان محافظا على مسافة تقربه من المجلس العسكري لا يرفض في أي لحظة أن ينضم للمجلس الإستشاري ليضيف مزيدا من أوراق التوت التى تداري عورات العسكري ولا يحرك ساكنا سوى عبر بيانات يصدرها أثناء إستقلاله سيارته ومن بين أنفاس السيجار الفاخر تخرج تصريحاته التى يظن أنها ثورية لكنها تخرج محملة برائحة السيجار الكوبي الفاخر الذي يكفي ثمنه لإطعام عائلة من أطفال الشوارع لأيام
وبين هذا وهذا يخرج لنا حمدين صباحي المجاهد العظيم والثوري القديم لكنه في النهاية بالفعل قديم لا يجد ما يقدمه سوى التحالف مع التيار الدينى طمعا في مكسب في إنتخابات هزلية أمسك الإسلاميون بها تماما يوزعون منها ما يشاءون على من ينتظر أن يقدم خدماته مقابل مقعد تحت قبة برلمان مطعون في شرعيته قبل إنعقاده فيأتي حمدين صباحي بخطاب لا يحمل جديد سوى أنه أصبح نسخة مشوهة من تجربة ناصرية تلبس مسوح الدين وتخشى من معارضة الإسلاميين فيأتي الرجل بكل ما يمثله عبء على الثورة وليس إضافة لها
وإذا كنا نقول أن المستشار البسطويسي قد يمثل مرشحا توافقيا فيجب أن نتذكر أن الرجل كان أول من دعا إلى منح جيش طنطاوي وضعا خاصا بالدستور وكان أول من فطن لما يريده المجلس العسكري فجاءت وثيقته التى اقترحها للدستور حاملة لما يريد العسكري تطوعا ثم انشغل البسطويسي بأعماله وارتباطاته الخليجية لا نسمع له صوتا ولا نراه في التحرير بينما الدم يسال على أرض محمد محمود والقصر العينى والشيخ ريحان
البرادعي أظنه سيكتفي بلقب أبو الثورة المصرية وهو لقب يستحقه عن جدارة لكن الرجل أصبح منفصلا عن الشارع بفعل فاعل فلم يتفق مبارك والمجلس العسكري على شئ كما اتفقا على أن يشوها الرجل ويبعثا له البلطجية كلما نزل إلى الشارع فعزلا الرجل تماما عن الشارع ولكن بفعل فاعل وإن كنا نلوم عليه حفاظه على نغمة معتدلة في تعامله مع العسكر
وسط كل هؤلاء لا نجد أكثر إلتصاقا بالتحرير من السيدة الوحيدة التى ترشحت للرئاسة بثينة كامل التى تركت مقعدها الإعلامي منذ البداية وضحت بدولارات أوربت التى أطاحت برشد عمرو أديب مثلما ضحت بجنة تليفزيون صفوت الشريف من قبل لتلتصق بالتحرير منذ يوم 25 يناير تتلقى ضربات العسكر وعصيهم الغليظة هاتفة ضد مبارك ثم ضد طنطاوي وعسكره لا يرهبها إستدعاء من اللواء عتمان ولا قضية في النيابة العسكرية فتخرج كل مرة أقوى وأكثر إصرارا على المواصلة والإلتصاق بشباب التحرير دون أن تتمسح في الدين فتضع خرقة بالية على رأسها طلبا لتعاطف آل قريش أو تمتنع عن التدخين طلبا لود مرشد الإخوان النصابين
بثينة كامل لم يرهبها الإعتداء الذي تعرضت له وهي تدخل التحرير منذ أسبوعين على يد بلطجية الداخلية ولم يرهبها التهديدات التى تأتيها كل لحظة وكانت أول من نشر على حسابها في تويتر أخبار وجبة الحوواشي المسمومة وكانت أول من رفض حكم العسكر والآن هي الوحيدة من أشباه الرجال اللذين يحلمون بالرئاسة التى تقف في التحرير والقصر العينى ومحمد محمود وعلى أطراف الشيخ ريحان تحت ثقل ضربات العسكر والأمن المركزي توجه لهم سيلا من الشتائم التى تليق بهم وتناشد المصريين الإنضمام للثوار دون أن تداعبها للحظة فكرة الحصول على مكسب ملطخ بالدم من مكاسب مسرحية إنتخابات البرلمان غير الشرعي الذي سعى له الجميع على دم شهداء التحرير ومحمد محمود
بثينة كامل هي الرجل الوحيد الذي ظل صامدا في التحرير بينما أنصاف الرجال وأرباع الرجال اختاروا الإحتماء بهبات العسكري وذهب الإخوان ولو باعوا مصر كلها وليس شهداء الثورة فقط
بثينة كامل اليوم تقاتل إلى جانب الثوار في التحرير وعندما نزلت فجر اليوم إلى التحرير فور علمها بهجوم الأمن المركزي والجيش المشترك عليهم إحتفي بها الثوار قائلين:
"إنتى أرجل من أى مرشح "
بثينة كامل التى تأثرت من تصريحات أحمد زويل الذي أخذ يصرح أمس بأن هناك بلطجية يبيبعون كتب المجمع العلمي وكتاب وصف مصر على أرصفة التحرير لم تجد ما ترد به على الرجل الذي يخطب ود العسكر سوى قولها أن زويل كاذب وحرامي وسرق فلوس الجامعة التى تنشأ بإسمه
بثينة كامل التى تمثل الرجولة الحقيقية في عصر غاب فيه الرجال هي من تستحق مقعد رئاسة مصر في عهد الثورة إذا نجحت الثورة وعندما نضع إمرأة على قمة هرم السلطة في مصر فإعلم أن من دونها كانوا أكثر منها أنوثة حتى لو كانت وجوههم تحمل شوارب كثة أو ذقون مشعثة أو صلعة قبيحة فهم في النهاية نساء يرتدون ملابس الرجال
اقرأ أيضا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق