سندريلا الإخوان تنصرف من التحرير في السادسة وأنباء عن فقدان المرشد السيطرة على شباب الإخوان
الإخوان لم يفعلوا جديدا ، في البداية رفضوا النزول يوم الجمعة 8 يوليو قائلين أنها جمعة الوقيعة بين الشعب والجيش وكان لافتا للنظر أن يكون ذلك تاليا للقاء جمعهم هم وحزب الوفد وبعض الأحزاب التى لا يعرفها أحد مع سامي عنان ثم فجأة تبدل الموقف وأعلنت الجماعة البرجماتية أنها ستشارك على إستحياء، أي ستشارك في مظاهرة موقوتة تنتهى السادسة مساء ولم يكن ذلك قناعة من المرشد أو قيادات الجماعة بالإنحياز للشعب على حساب مصالح الإخوان الضيقة بقدر ما كان تعبيرا عن حالة من فقدان السيطرة يعاني منها مكتب الإرشاد على عناصر شباب الإخوان ممن لا يرون مبررا للبقاء داخل المنازل بينما الشعب المصري بالكامل في الشارع
مشاركة الإخوان جاءت على مستويين ، المستوى الأول وهو المشاركة التلقائية لشباب الإخوان أما المشاركة الثانية فقام بها أعضاء التنظيم الحديدي للإخوان المسلمين فتقدموا بدعم من البلتاجي إلى ميدان التحرير بأعلامهم والعربة التى تحمل منصتهم الخاصة لكن المجموعة واجهت حالة من حالات العداء والهتافات المعادية التى كادت تتحول لإشتباكات لولا إنصراف البلتاجي يجر أذيال الخيبة ومعه أعضاء التنظيم الحديدي ليتركوا لشباب الإخوان التفاهم مع باقي التيارات حول المنصة وشكل المشاركة
في الإسكندرية كانت الأمور أكثر وضوحا، حالة رفض كامل لوجود الجماعة تجلت في عربات نصف نقل تحمل فتيات وشباب تنادي جموع الحاضرين عدم الإنسياق لدعوات الإخوان ومع الهجوم المستمر على الإخوان انسحب الإخوان بعد الصلاة مباشرة ليقوموا بمظاهرة محدودة للغاية في حدود 100 شخص في منطقة الشاطبي
جامع إبراهيم شهد شكلا آخر من أشكال الإنقسام حول وجود الإخوان وتمسكا أكبر بالإعتصام وفي النهاية تحول إلى إعتصامين أحدهما بحديقة الخالدين وما جاورها والآخر بميدان سعد زغلول
التحرير بدوره كان حاضرا وشاهدا على ما يعانيه الإخوان من فقدان المصداقية فمعن إعلان إنسحاب الإخوان لم ينقص الميدان عددا ولا عديدا وبدأ التحرير يستقبل المزيد ممن حضروا بعد أن خفت درجة الحرارة ليبدأ إعتصام لا يمثل فيه الإخوان بينما هرع قادة الإخوان إلى فضائيات مدينة الإنتاج يتحدثون عن فرصة الوقيعة وتعطيل عجلة الإنتاج بينما كان قادة الجماعات الإسلامية يؤكدون على رفضهم للجمعة برمتها لأنها جمعة وقيعة
السويس لم تكن بعيدة عن كل ما حدث لكنها كانت مبكرة كالعادة فمن البداية رفض السوايسة محاولات السلفيين إثناءهم عن الإعتصام والتظاهر وطردوا وفدا من الإخوان خارج ميدان الأربعين مرددين هتافات معادية
المحافظات الزراعية التى يصر الإخوان على أنها مركز قوة لهم لم تكن أحسن حالا وإن كانت طنطا على سبيل المثال لم تشهد زخما في المظاهرات بينما كانت المحلة بحكم طبيعتها العمالية أكثر ثورة واكثر اصرارا على الإعتصام
مكتب الإرشاد من جانبه كان في غاية الحيرة فهو يفقد أرضية وحظوة لدى المجلس العسكري الذي ظن أن الإخوان هم القوة المنظمة الوحيدة والأكبر على أرض مصر وفقدان هذا الشكل يعرض الإخوان لشكل آخر من أشكال التعامل من قبل المجلس العسكري وهو ما لا يتمناه المرشد العام خاصة أن الإخوان قطعوا كثيرا من الخيوط مع الشعب بينما خيوطهم مع المجلس أصبحت بدورها مهددة مالم تكن هشة في الوقت الحالي
الوفد الذي عقد صفقة مكشوفة مع الإخوان لم يظهر في الصورة على الإطلاق واكتفي السيد بالبدوي بالإنزواء وهو يرى حزب الوفد يفقد كل حصونه على أرض الواقع بينما ينشق حزب الوفد بالإسكندرية على قيادته بشكل صامت وهو ما عبر عنه السيد البدوي قائل: هم أحرار
الأحزاب الكرتونية والورقية التى اجتمعت مع سامي عنان بدورها أدركت أنها وهي اللتى لم يكن لديها شيئا لتفقده ، أدركت أنها لم تستطع أن تقدم شيئا ولو نظريا حول إدعاء مردود عليه بأنها تملك السيطرة على بعض الشارع محتمية بأثر الوفد والإخوان لكنها بفقدان الإخوان والوفد لأي قدرة على الحركة إنكشفت هذه الأحزاب تماما لتظهر الخريطة السياسية لمصر كما عبرت عنها إحدى اللافتات في التحرير: لا أحزاب ولا إخوان
المشهد برمته يطرح تساؤل ملح : هل يمكن عقد الإنتخابات التى يصر عليها المجلس لو قرر شباب وشعب مصر مقاطعة هذه الإنتخابات أم أن المجلس سيقبل بإنتخابات شكلية تعيد للأذهان مجلس شعب 2010 هذا إذا وصلت مصر إلى مرحلة إجراء الإنتخابات من الأساس
يبقى أن نؤكد أن الأكثر شعبية بين مرشحي الرئاسة في التحرير هو بثينة كامل المعتصمة الوحيدة من بين كل مرشحي الرئاسة مع شعب مصر بينما فضل عمرو موسى القيام بزيارة خاطفة للميدان وفشل الصباحي في الظهور في الإسكندرية
24 ساعة على جمعة 8 يوليو والنتيجة حتى الآن : عصام شرف يتابع أجازته والجمل في السودان وصفحة المجلس العسكري دون جديد
الثورة تكتمل فصولا كما نرى وكل يوم يمر دون إستجابة يرفع سقف المطالب دون أن يدرك القائمون على الأمر أن الأهرام والأخبار وماسبيروا فقدوا كل ما لهم من مصداقية وأن تجربة 25 يناير لم يستفد منها أحد لكن يبدو أن الجميع يستمر في طريقه بقدرية تشبه التراجيديات اليونانية القديمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق