الفلوطة ومظاهرة الألف شبشب
يبدو أن إحترافه للأسلوب المتردي في الحوار قد أخذ يستدعي ردا من جنس العمل عملا بالقاعدة الشهيرة : الجزاء من جنس العمل ، فالرجل الذي لم يدخر جهدا في عرض أراء الجماعة التى ينتمى لها والتى أدمنت الإنتهازية السياسية على مدار تاريخها تماما كما إحترفت فن بيع المواقع لمن يدفع منذ نشأتها الأولي ، الرجل كما قلنا لم يدخر جهدا في عرض أراء جماعته وهو لم يرتكب ما يستحق التحقيق معه مالم يكن وهو الأرجح والأكيد مجرد تحقيق في محاولة لإنقاذ سمعة الجماعة على طريقة : أنا لا أحقق ولكن أتجمل
الجماعة نفسها لها نفس الأفكار لكن الرجل يعرض الأمر فقط بعفوية وبصراحة تامة دون مواربة فهو بالطبع ومثله باقي منتسبي الجماعة بداية من مرشدها مرورا بطاقم الأطباء الذي يشكل مجلسها وصولا إلى قواعدها في العشوائيات والنجوع المنسية يتفقون على ما جاء به فهم (جماعة الإسلام) وهم أيضا يرون أن المرأة مكانها الوحيد ليس المنزل لكنه الفراش بمعنى أدق ولعل ذلك هو ما يجعلهم يستشيطون غضبا من السافرات سواء كان هذا الرأي مرده قناعة فقهية جاءت مع الإسلام الأصفر أو ناتجة عن عقدة جنسية متأصلة في سلوك نخبة الجماعة وجسدها منشأها يعود إلى نشأة الجماعة نفسها التى إهتمت على الدوام بالنزول والدعوة بين أوساط المهمشين وهم بطبيعتهم ينظرون للفتيات السافرات نظرة جائعة لا تشبع وأيضا غير قادرة على الشبع بسبب ظروفهم المادية والإجتماعية التى لا تجعل هناك توافقا بين رغباتهم وقدراتهم وحالة القبول الإجتماعي بهم وكان ان قدمت لهم الجماعة الحل:
ما ترونه هو الحرام ومن أجل ذلك وحتى لا تثور ثائرة جوعهم قررت الجماعة إخفاء كل ما يثير جوعهم وبالتالي غضبهم فنقبت النساء ثم جاء ما هو أهم على لسان الفلوطة المفوه من فن صناعة (فتياتهم الخاصة) والتى وجد فيها وفيها فقط من تستحق الإرتباط أما الباقيات فهن بالطبع أقل مستوى من فتاته المصنعة محليا
ويبدو أن حالة من حالات فرط الإنتاج قد أصابت مصانع الجماعة أو أن الإنتاج قد زاد عن حد الإستهلاك أو جاء معيبا لا يرضي ما يحتاجه مهاويس الجماعة لذلك حاول الفلوطة المفوه أن يعيد الأمور لنصابها في محاضرة له مع منتسبي جماعته لكن يبدو أيضا أن هناك من بين مريديه من سأم من كل ذلك الفكر وقرر تسريب أقاويل وأحاديث الفلوطة الخاصة ليجري فضحه أمام الجميع
أما الفلوطة فشخصيا لا أجد مبررا للإنتقاص منه فهو من بدأ حياته صولا في سلاح البحرية وإستطاع عبر مساعدات الجماعة أن يكمل تعليمه إلى أن وصل لما نراه عليه الآن(بصرف النظر طبعا عن أننا لم نكن نسمع له صوتا أو نعرف عنه جرأة قبل سقوط مبارك) لكنه على أي حال مثال للريفي المكافح الذي جاء للمدينة وذاكر على لمبة جاز ثم حول عمله تماما ليصبح شخصا له نفوذ وعمل يدر عليه دخلا وفيرا وهو هنا مثالا تقدمه جماعته لباقي أعضاءها صغار السن كدليل على من تريد الجماعة مساندته وكيف يمكن أن تمد له يد العون
لكن يبدو أن الرجل الذي جاء من أسفل السلم الإجتماعي وصادف في حياته رفضا من الطبقات الأعلي سواء من نساءها أو رجالها قرر وفقا لعقدة نقص لا مناص من الإصابة بها أن يمارس نوعا من الإنتقام يعرفه أطباء الأمراض النفسية تحديدا بأنه: تعويض زائد
الرجل قرر أن يخيف الجميع فتحدث عن تحكيم الشريعة وقرر أنه مثله كمثل رسول المسلمين وأنه مهدي من الله وأنه أيضا في حالة حرب ضد الكفر وأن الحملات التى تشن ضده هي حملات ضد الإسلام
المثير في الأمر أن الرجل لم ينطق بحرف إلا ووجد من يسجله له وينشره وبالتالي يجد على الفور من يطالب برأسه ثم تبدأ الحلقة المفرغة في الدوران وبين هذا وذاك يظل الرجل سعيدا بتحقيق وهمي وظهور إعلامي يرضي غروره
ويبدو أن بعض من سيدات الإسكندرية وجدت أنهن منحن الرجل أكثر مما يستحق وأن الأمر لا يعدو كونه إساءة أدب يجب أن يعاقب عليها أهليا وشعبيا ونسائيا لذلك دهشت عندما وجدت بعض السيدات يتحدثن ويتداعين لتنظيم مظاهرة (بالشبشب أبو وردة) للذهاب إلى الرجل في مكان عمله وتحقيق القصاص وقتيا ولحظيا وبيد الشعب وشبشبه الشهير وحتى اللحظة لا أعرف هل ستكتمل حلقات الأمر وتخرج المظاهرة الجديدة من نوعها أم أنها ستتوقف عند مرحلة الدعوة لها فقط خاصة أن هناك حالة من حالات الإشمئزاز التى أصابت الكثيرين سواء بسبب تصريحات الرجل أو حتى بسبب ضعف القبول الذي يعاني منه لكن يبدو أن مواجهات نساء الثغر لن تقتصر على المحاكم وساحاتها وإجراءاتها المعقدة والبطيئة وستصل إلى نوع أخر وجديد من التظاهر قد يكون فعالا ومؤثرا أيضا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق