الخميس، 12 مايو 2011

إخلعوا الحجاب


إخلعوا الحجاب

من يتذكر مصر في خمسينات وستينات القرن الماضي لابد أنه سيتذكر أن الدولة التى إمتلكت مشروعا وطنيا بصرف خلافنا في الرأي مع صاحب المشروع وأهدافه لكنه هذه الدولة كانت دولة مدنية بالكامل إنحسر فيها دور الدين إلى داخل المسجد والكنيسة بينما أصبحت مصر رغم كل الظروف التى مرت بها ورغم أداء سياسي معيب في أحيان كثيرة شامخة تتحرك فتتحرك منطقتها بالكامل وفي ظل هذه الأجواء كانت مصر سافرة الرأس حليقة اللحية تتذوق فنون الموسيقى والمسرح دون ملل وتعشق السهر إلى جانب النيل
وإذا عدنا لفترة سابقة على ذلك لوجدنا أن مصر البرلمانية الملكية كانت تعرف كيف تقدم للعالم كتابا ومفكرين ومطالبين بالحريات وبرلمانات ناضجة تولي فيها المدنيين وزارات الداخلية كما مثل المسيحيين نسبة حقيقية داخل البرلمان والوزارات المتعاقبة ليس من خلال كوتا للإستهلاك الإعلامي ولكن لأن مصر كانت وهي بكامل وعيها تختار وفقا للأصلح وليس وفقا للأطول لحية وألصق صلة بالعربية السعودية


مصر في هذا الوقت كانت تختزل كل موضات العالم في أزياء نساءها ورجالها وتنتج للعالم كله ما يكفيه من القطن وتقدم نموذجا لدول كانت حديثة عهد بالوجود وليس بالإستقلال وبينما كان رعايا ممالك الخليج يخشون النطق بإسم مليكهم كان في مصر ملك يستأذن برلمانه ليكمل نفقات زواجه مع كل ما قيل عن فجور فاروق سواء بحق أو بباطل بينما كانت ومازالت ميزانيات الدول التى ترعي الإسلام تذهب في معظمها لنفقات الأسر الحاكمة التى تدعم الإسلام الوهابي نهارا وتلهوا به على موائد البوكر في المساء
مصر التى كانت لا تفضل نساءها إرتداء الحجاب على الرأس ولا يفضل رجالها الإقتضاء بالسلف ووضح الطرحة الرجالية على رأسهم بينما يطلقون لحاهم الكثة التى تحتاج منظفات العالم كله لوقايتها من الجراثيم العالقة بها
مصر التى كانت لا تعطي الدين سواء المسيحي أو الإسلامي أكثر من حجمه الطبيعي بإعتباره علاقة بين المصري وربه دون أن يمنح كهنة الدين أنفسهم الحق للتدخل لتقريب وجهات النظر لم تشهد حرق كنيسة أو مواجهات على الأرض في جهاد لا يعلم أحد لماذا تسكت عنه دولة أدمنت تقبيل اللحى وسياسة المواءمات والإعتماد على مجموعة من كهنة الإسلام يغذون من خلال تقاعس وزارة ندرك حاليا أن من يجلس على رأسها أحد أقطاب التيار الدينى المتبعين للتقية كالخلايا النائمة ويأبي أن يحال المتهمين في حدث إرهابي إلى القضاء العسكري بينما يرحب بسن قوانين ضد متظاهري التحرير الذين أجلسوه على مقعده ويصدق على إحالة طلبة وثوار إلى المحاكم العسكرية بينما يستأذن إرهابيون في قنا في إستضافته بصوته الضعيف ونغمته المتخاذلة وحديثه الذليل
مصر التى كانت اليونان تقدم دعايتها لشواطئها قائلة : (فصل الصيف في اليونان كأنك في مصر ولكن بأسعار اليونان) لم تكن نسائها ترتدي خيام البدو فوق أجسادهن ولم يكن رجالها يرتدون السراويل القصيرة ويظهرون وجوه الشياطين ذات اللحي الكثة والعيون النافرة ويلوكون السواك بينما يتناحرون على فتاة ساقطة إتخذت الدين مطية لفراش رجل آخر
مصر التى لم تعرف فكرة حجاب الرأس ولا حجاب العقل كانت أفضل من كل ما قدمه لنا الإسلام الوهابي وحملة ألويته من إخوان وسلفيون وجماعات بينما طابوره الخامس وصل حتى إلى رئيس إتحاد الإذاعة والتليفزيون الذي وضعه عصام شرف على رأس الإعلام كما وضع رئيس البيت الفنى ليتعاون الإثنان في تفصيل حجاب كبير يكفي مصر كلها تمهيدا لدولتهم الإسلامية التي لان نعترف لها أو لهم بشرعية وسنكون أول الخارجين عليها مهما حاولوا إقناعنا بأن صندوق الإنتخابات المدعوم من خمسة مليارات دولار مبللة بالنفط هو مقياس مقبول ووقتها سيكون عليهم الإختيار إما المواجهة بكل أشكالها أو الرحيل إلى جزيرة الملح الواقعة بين البحر والصحراء ليمارسوا هناك ما أرادوا من طقوس التخلف والرجعية بينما مصر ستسقط الحجاب 

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا