الاثنين، 16 مايو 2011

من آل مبارك إلى آل سعود وصولا إلى آل صهيون


من آل مبارك إلى آل سعود وصولا إلى آل صهيون
صورة من الوثيقة الخطية التى تعهد فيها آل سعود بقيام وطن لليهود في فلسطين
بقلم:أحمد صالح
بعد مقتل السادات في حادث المنصة الشهير ادركت النخبة المرشحة لاستلام الحكم في مصر ان هناك قوي اقليمية صاعدة اصبح لها الكلمة العليا في المنطقة ، سواء اشتركت هذة النخبة في مؤامرة الاغتيال ام لا الا انها ادركتها وعرفتها عن قرب ومن ثم خضعت للاستسلام لهذة القوي   كان آل سعود في ذلك الوقت وبعد معاهدة كامب ديفيد بدأوا صعودهم كقوي اقليمية في المنطقة وبدأوا في ترويج مشروعهم السني الوهابي الذي يتيح لهم السيطرة علي المنطقة خصوصا بعد ظهور ايران كدولة دينية شيعية ، مما ادي الي توافر المناخ المناسب لفرض مشروع سني وهابي  ايدولوجي امام مشروع شيعي ايدولوجي ايضا


فرضت هذة الثنائية الايدلوجية نفسها علي المنطقة ولاقت رواجا وانصارا لها في كل البلاد العربية من حولها وبدأ كل معسكر في حشد انصاره في كل بلد . وصل هذا الامر في النهاية الي وجود تقسيم سياسي علي اساس طائفي / عرقي في لبنان والعراق بشكل واضح وفي بعض الدول العربية بشكل متخفي . هذا التقسيم الذي يحاول ان يبرز في مصر الان بقوة ومحاولة لتقسيم الساحة السياسية بشكل طائفي . لاقي هذا المشروع قبولا لدي حلفاء اقوياء كامريكا خاصة بعد الدعم الذي قدمه ال سعود اليها في مواجهة الاتحاد السوفيتي العدو الاول لامريكا انذاك . تمثل هذا الدعم في " الجهاد الافغاني " ضد الروس بالجنود والمال ...كما لاقي هذا الصعود قبولا لدي اسرائيل لانها بذلك لن تكون الدولة الدينية الوحيدة في المنطقة العربية



من هنا جاء تحالف ال سعود مع ال صهيون وبرعاية امريكية بامتياز. جاء مبارك وهو يعي هذة المعادلة الجديدة للمنطقة وصعدت معه نخبة حاكمة يفتقد معظمها الي الارادة الوطنية المخلصة . توجهوا جميعا تحت غطاء الاستقرار ومشروع البنية التحتية للانتقال من حكم يدير وطنا الي حكم يدير مايشبه شركة تجارية . هذا التوجه الذي بدأ يتضح شيئا فشيئا في طريقة تعاملهم في حكم البلاد الي ان وصل لذروته في بداية القرن الحالي . اكتفي مبارك واستراح الي ان يدير هذة الشركة لصالح توازونات اقليمية ودولية تلاقت مصالحها في المنطقة وتوفرت لها الظروف والامكانيات اللازمة . من هنا جاءت اهمية العائلة وشرعية الفساد ... لم يحدث هذا في مصر فقط بل تكرر في اليمن وليبيا وسوريا  والذي برزت فيه العائلة في جيلها الثاني متمثلة في بشار الاسد. وجاءت شرعية الفساد مع نخبة تحتكر معرفة التوازونات وادارتها لصالح هذة القوي الاقليمية فيما يشبه ادارة الشركة وتعاملت مع مواطنيها كموظفين وعمال لايدركون المصلحة العليا لهذة الشركة وبات من حقهم حصد غنائم هذة الشركة واحتكار مواردها وانتاجها من خلال العائلة الحاكمة وحلفائها من باقي العائلات المصرية التي كان للاب  في هذة العائلات دور سياسي او تنفيذي في عصر مبارك

أفضل الكتب التى تتحدث عن الثورة المصرية مبيعا في أمريكا
 

 كونت عائلات مبارك الحاكمة صلات قوية بينها وبين بعضها  وزينت نفسها بطبقة من الاعلامين والرياضيين ونجوم الفن واساتذة الجامعات  . كما احاطوا انفسهم بجيش من البلطجية ضم الكثير من العناصر من اعلي مستويات الدولة انتهاء بالبلطجي الصغير الذي لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره .    ليس من باب المصادفة او الحظ ان الساحة السياسية في الثلاثين عاما الاخيرة فرغت تماما لصالح جماعات الاسلام الوهابي التي سميت جماعات الاسلام السياسي من باب التقية المذهبية . هذة الجماعات وان دخل افرادها السجون او عذبوا الا انهم امتلكوا الشارع تماما تحت نظر وسمع نظام مبارك وتم تجاهل باقي الحركات السياسية بل ووصل الامر باتهامها بالتخوين والعمالة ووجهت لرموزها اتهامات متعددة وخربت تنظيماتها جميعا واقرب مثال الي ذلك ما حدث مع حزب الغد ورئيسه ايمن نور

هذة الجماعات وتحت تسميات متعددة ( الاخوان المسلمون – السلفيون – الجهاد – الجماعة الاسلامية ....الخ ) جميعها تنتمي الي المذهب السني الوهابي وليس الي الاسلام السني الازهري او ما يسمي بالمعتدل . ويغلب انتمائها المذهبي علي انتمائها الوطني وتعتبر ال سعود هم قادتها الطبيعيون . بالطبع لايريد ال سعود وتحالفهم ان تكون مصر دولة سنية كاملة علي المذهب الوهابي وذلك من اجل الا تضيع دولتهم التي تضع النموذج الكامل للعالم وحتي لا يتم تكفيرهم بعد ذلك لان المذهب الوهابي يقوم علي تكفير المسلمين غير المنتمين له وكذلك هو انقسامي بشكل كبير ، بل انهم يريدون ان يظل الوضع كما كان في عهد مبارك او كما يسعون الان الي تقسيم مصر سياسيا علي اساس طائفي كما نجحوا في العراق وفي لبنان . جاءت الثورة المصرية علي غير توقعات هذا التحالف وعلي غير هوى آل سعود بالتحديد . وبدا لهم صوت المواطنين في مصر وعودة الهوية الوطنية اليها وكأن وحشا عظيما قام من رقاد استمر سنين طويلة . كانوا يظنون من خلال حكم ال مبارك ومن خلال سيطرتهم علي الاعلام العربي ان هوية هذا الوطن قد ضاعت للابد جراء تلك الحملات المسعورة التي شنوها عليها ، لكن ما اظهرته هو العكس تماما وظهرت الهوية جلية في هذة الثورة من خلال حب المصرين لبلدهم ومن الاغاني التي رددوها اثناء الثورة ، هذة الاغاني جميعا قد انتجت في الفترات الوطنية في تاريخ مصر الحديثة .   ان دولة مدنية ديمقراطية  حديثة ذات هوية وطنية  تبعث علي ارض مصر من جديد هي الخطر الاكبر علي تحالف ال سعود وال صهيون في هذة المنطقة فسوف تبدو دولتيهم الدينيتين متخلفتين في نظر شعوبها وفي نظر باقي دول شعوب العالم الحر . وسيفقدون شرعيتهم التي صنعت حكمهم خلال عقود .   ان نظرية التاريخ والجغرافيا هي التي تقود هذا التصور وليس نظرية المؤامرة . فال سعود ينظرون الي الدولة المصرية الحديثة منذ ان انشأها محمد علي علي انها العدو  الاكبر لهم وانها هي التي قضت علي الدولة السعودية الاولي والثانية لكنهم يخشون مجرد الخشية بالمجاهرة بهذة العداوة . وال صهيون ينظرون الي مصر الحديثة علي انها عدو يهدد وجودهم ويجب تحيده واضعافة ومنازعته علي ممره التجاري "قناة السويس " وهو الممر الاهم في العالم . ان هذا التصور  يطرح اسئلة كثيرة حول المستقبل ؟ ويجيب عن الغاز الماضي والحاضر
مرفوع من الخدمة: أحمد صالح كاتب ومخرج مسرحي مهتم بالشأن المصري تجمعنا لقاءات مقاهي وسط البلد ويفرقنا زحامها لكن في كل الأحوال لأنه مصري حتى النخاع يؤمن بأن مصر للمصريين وللمصريين فقط دون نظر إلى عرق أو دين ويعرف مصر كما نعرفها ..مصر فقط دون أن نلتفت لكلمة (عربية ) الى ألصقها ثوار يوليو بإسم الدولة لذلك أحمد صالح ينضم لكتاب مرفوع من الخدمة ليواصل معنا رحلة بدأناها ونصر على أن لا تنتهي مهما كانت التحديات
ترقبونا غدا مع أسرار وخفايا تولي نبيل العربي منصب أمين عام جامعة الدول العربية 



ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا