الثلاثاء، 10 مايو 2011

السعودية وتمويل حرق الكنائس في مصر


السعودية وتمويل حرق الكنائس في مصر
مصر أيضا يمكنها أن ترد داخل الأراضي السعودية

خمسة مليارات دولار رصدتها السعودية لإحداث الفتنة الطائفية في مصر ، ليس فقط الفتنة الطائفية لكن السعودية تهدف تحديدا إلى تفتيت مصر إلى دويلات صغيرة تقيها شر النفوذ المصري للأبد
السعودية التى عرضت على مصر الكثير من العروض المغرية لقاء الإفراج عن مبارك وجدت ضالتها أخيرا في ثلاثي الأقنعة الإسلامية في مصر : الإخوان المسلمين الذين يمثلون رأس جبل الثلج ، الجماعات الإسلامية التى تمثل شكلا إرهابيا يمكن إستخدامه لتهديد المصريين دائما، السلفيين وهم جماعة تمت صناعتها وصياغة عقيدتها في عملية مشتركة بين الإخوان والسعودية وأمن الدولة


ولكن لماذا الآن؟
ببساطة لأن هذا هو المنطق وهذه هي المصلحة العليا للسعودية ولا يمكن إلا أن نحترم نظاما يعرف مصلحته جيدا فكل حديث عن الدولة المدنية في مصر يستدعي في أذهان حكام السعودية الكثير والكثير من مطالب الدولة المدنية في السعودية وحق النساء في قيادة السيارات وحق سكان المنطقة الشرقية في السعودية في تقرير مصيرهم وهي المنطقة التى تحتوى معظم آبار النفط السعودي الذي يمثل المورد شبه الوحيد للإقتصاد السعودي
السعودية لا تجد بالطبع أمامها فصيلا يمكن التعامل معه داخل مصر سوى الإسلاميين الذين مثلوا دائما نقطة ضعف في النسيج المصري فهم دائما ميالين بحكم نشأتهم الفكرية نحو العنف الطائفي ونحو فرض فكرة الحاكمية لله وتنفيذ الحدود وإختصار الدولة في ملابس المرأة التى يشتقونها من ملابس النساء في السعودية بصرف النظر عن نشأة فكرة النقاب الأسود للنساء في تلك المنطقة من العالم
بالنسبة للسعوديين الأمر يستحق التكلفة المالية والسياسية وبالنسبة للإخوان والسلفيين والجماعات فالأمر ليس غريبا عليهم فقد مارسوا أدورا لصالح الغير على مدار تاريخهم وهذه المرة فإن جائزة السباق هي دولة كاملة قد يملكونها بما عليها على طريقة غزاة عمرو بن العاص
ولكن هل يمكن لمصر أن ترد ؟
بالطبع يمكن لمصر أن ترد الصاع صاعين لو أرادت وبتكلفة أقل كثيرا من الخمسة مليارات دولار التى رصدتها السعودية فالسعودية تعاني من هشاشة الدولة التى قامت على أنقاض مجموعة من الإمارات الموحدة بقوة سيف الإسلام الوهابي المشكوك في نزاهة تفسيراته ونزاهة القائمين عليه
أيضا فإن السعودية ليست نسيجا واحدا لكنه فسيفساء عرقي وطائفي ومذهبي من سنة وشيعة وقبائل ونحل وشيع وعائلات
ولا ينسى السعوديون للحظة بالطبع أن كلمة الرعية هي الكلمة التى يفضل حكامهم أن ينادوهم بها بينما تستمد الدولة إسمها من إسم مؤسسها لتصبح الدولة الوحيدة على مستوى العالم التى سميت على إسم فرد
داخل السعودية نفسها هناك طبقات تتوق إلى شكل من أشكال الدولة المدنية وفي فترة الستينات ظهر إنقسام واضح حتى بين أعضاء الأسرة الحاكمة عبر تنظيم الأمراء الأحرار والذي لم يلق حظا وافرا من الدعم الناصري بعد تورط مصر في حرب 1967
مصر يمكنها أن ترد أيضا عبر نشر المعلومات التى لديها عن ثروات آل سعود وعبر نشر الكثير عن تصرفات العائلة المالكة السعودية في الخارج كما يمكنها أن تنشر الكثير مما لديها عن خفايا قصور السعودية
مصر بالقطع يمكنها أن ترد وبصورة فاعلة ومؤثرة (إذا أرادت) لكن بالطبع حتى هذه اللحظة مصر مازالت تتعافي وربما يكون لزاما عليها الإنتظار لبعض الوقت قبل أن تمر من المؤامرات الإسلامية ذات الدعم السعودي قبل أن تقرر التخلص من نظام حكم سيرى في القصر الرئاسي الجديد في القاهرة تهديدا مباشرا له ليس على صعيد النفوذ فقط ولكن على صعيد البقاء سواء في الحكم أو على قيد الحياة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا