معتز مطر مرشح الأغلبية الصامتة لرئاسة الجمهورية
معتز مطر مع والدة جيفارا الثورة المصرية لحظة النصر في التحرير |
كنت أظنه موقفا شخصيا أن أرفض كثيرا كل من بادر إلى ترشيح نفسه للرئاسة خلال الأيام الماضية ولم يكن ذلك رفضا للرفض فقد كان الكثير من المرشحين يستفز المشاعر بمجرد ترشيحه فعندما شاهدت حمدين صباحي يتحدث عن برنامجه للرئاسة أدركت أننا أمام نموذج يعود بالخطاب السياسي لفترة الخمسينات والستينات على أفضل تقدير ، مجرد شعارات إشتراكية لا نعرف كيف يطبقها ولم يقدم لنا هو إجابات ناضجة حول السؤال
وعندما شاهدت واحدا من أبعد المرشحين للرئاسة عن الفوز وهو عبد الله الأشعل أدركت أننا إزاء مجرد معركة لتصفية الحسابات بين موظفين بالخارجية المصرية سواء عبد الله الأشعل ذاته أو عمرو موسي الذي بدأ يقدم نفسه كمرشح للرئاسة مستندا إلى إنجازات تقتصر على تصريحات عنترية عندما كان وزيرا للخارجية إلى أن أصدر شعبان عبد الرحيم قراره بخروجه من الوزارة ، ويستند لإنجازات خلال الفترة التى شغلها أمينا عاما لجامعة الدول العربية ولا ندري هل كان تقسيم السودان ومشاكل البحرين وكثير غيرها يعد من ضمن إنجازاته أم ماذا ، ومن ناحية أخرى لم أقتنع بأن يكون مرشح الرئاسة الذي أميل له في السبعين من عمره
ومرورا بأيمن نور الذي تميز بقدرة على تقديم برنامج مدروس لكن تاريخ أيمن نور نفسه وتحالفه مع الإخوان يجعلنى غير قادر على التواصل الرجل ، وإذا تركته إلى المستشار البسطاويسي فقد أشعر أن الرجل يمكن أن يتحول بحق إلى مرشحا للإجماع لكن فكرة أن نستعين برجل من داخل السلطة عوضا عن رجال آخرين من داخل السلطة قد لا تلقي قبولا ولكن يبقى السؤال مطروحا لماذا لا نجرب أحدا لم ينتسب يوما للسلطة ولماذا لا نجرب أحد منتسبي الإعلام بكل ما أثبت أنه قادر على القيام به خاصة أن الإعلاميين أثبتوا أنهم أقدر على الإحساس بنبض الشارع عن غيرهم
هنا أجد نموذجين لا ثالث لهما بحكم الإلتصاق بالشارع والإنحياز للشارع حتى لو كان الثمن هو الوظيفة و(أكل العيش)
الإعلامية بثينة كامل التى واجهت بنادق العسكر في أول أيام الثورة وهي تتمنى أن تقضى نحبها كي (على حد قولها ) تفضحهم
بثنية كامل كانت الوحيدة التى نزلت إلى التحرير في الجمعة الماضية وهي الوحيدة من مرشحي الرئاسة التى تواصلت معنا عبر تويتر لتطلب الإستغاثة لمعتصمى التحرير وقت إقتحام الشرطة العسكرية للميدان وهو ما يعنى أن تلك السيدة المصرية كانت هي (الرجل ) الوحيد على أرض الواقع كما أنها من ناحية أخرى لا تميل لمغازلة الإتجاهات الدينية جريا وراء منصب الرئاسة وهو ما يقوم به كل المرشحين دون إستثناء حاليا فهي تعلن موقفها صراحة
إعلاميا لا أجد أحد آخر من الرجال سوى معتز مطر مقدم برنامج محطة مصر ، ومعتز مطر تحديدا لم يطبق مبدأ (أكل العيش) فهو انحاز مغامرا ببرنامجه ووظيفته إلى شهيد الإسكندرية خالد سعيد حتى فقد البرنامج والوظيفة ورغم ذلك أصر على حضور جلسة محاكمة خالد سعيد بينما كان في (أجازة مفتوحة) بقرار من القناة نفسها ظاهريا ومن النظام الحاكم فعليا وكان على معتز مطر تقريبا أن يجد لنفسه أي مهنة أخرى فقد غضبت عليه أركان النظام بعد مواجهات ساخنة بينه وبينهم بسبب أيمن نور وبسبب فضائح لوزراء لا يستطيع أن يمنع نفسه عن إذاعتها وفي النهاية وضع رأسه على كفه وقرر أن يصبح ببرنامجه المناصر الوحيد لشهيد الإسكندرية خالد سعيد وكان يسبح ضد التيار لكن الحكمة الصينية تقول أن السمك الميت وحده من يسبح مع التيار
وحتى لا أكون قاصرا في عرضي فقد جمعتنى بمعتز مطر مناسبات مختلفة لكن ما أستطيع قوله أن الرجل حتى على مستوى عمله يمارس عمله بديمقراطية غريبة تجعل لأصغر مراسل للبرنامج حقا في الإقتراح
نموذجين يستحقان التأييد في حملتهما للترشح للرئاسة والنموذجين من خارج نطاق السلطة سواء السلطة القضائية أو التنفيذية أو التشريعية والنموذجان مارسا حق النقد حتى نهاية المطاف والإثنان دفعا ثمنا غاليا لإيمانهما بقضية شعب مصر كله والنموذجان لا يميلان لمجاملة أي تيار بعينه طمعا في الفوز بالرئاسة
بثينة كامل أعلنت ترشحها بينما معتز مطر لم يعلن ذلك ومعركة الرئاسة معركة مرهقة تحتاج إلى الكثير من الجهد للحصول على حق الترشح بداية ثم تحتاج إلى معركة أخرى للفوز بها لكن هل يمكن أن تفعلها بثينة كامل أو معتز مطر
لا أدري ما هو رأيكم وهل تدعمون أي منهما لمنصب الرئاسة أم لا خاصة أننى في حالة معتز مطر تحديدا أجزم أنه سيكون مرشح الأغلبية الصامتة التى لا تنتمى لفكر بعينة لرئاسة مصر والمفاجأة أننى وجدت من يؤيد ترشحه ويقسم أنه سيكون ضمن أعضاء حملته الإنتخابية وما أثار دهشتى أكثر أننى في لقاء عابر وجدت من يدعوني للإنضمام للحملة التى لا أدري متى انطلقت وهل كان نقاش عابر وراء انطلاقها أم ماذا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق