مبارك يطلب زيارة قبر حفيده وسوزان تكتفي بالبكاء والأمريكان يغنون (صوت الحرية بينادي)
يبدو أن أحداث هذا الأسبوع تصر على أن تحمل المزيد والمزيد من المفاجآت وأيضا الكثير من المشاعر الإنسانية المتضاربة بينما تبقى مصر مرة أخرى مثار دهشة العالم أجمع فبينما تحدثت الصحف الأمريكية عن الثورة المصرية بأنها أول ثورة في التاريخ تسمح لرئيس النظام الذي ثارت عليه بأن يرحل في هدوء ليس إلى خارج البلاد ولكن إلى منتجع سياحي داخل نفس البلد وتمنحه الفرصة على مدار شهرين ليغادرها طواعية فإنها أصبحت أول ثورة في التاريخ لا تقدم الزعيم السابق لمحكمة إستثنائية وتصر على تقديمه لمحكمة مدنية عادية متهما بجرائم لا تخص الفساد السياسي على عادة الثورات
الصحف الأمريكية أيضا تحدثت عن حالة إنتابت المصريين من الفرح إلى جانب رصدها بدهشة وعدم فهم لكون بعض المصريين غير سعداء بمحاكمة الرئيس رغم كونهم أشخاص غير منتمين للحزب الوطنى الحاكم في مصر سابقا وتحدث الكثيرون في برامج تليفزيونية أمريكية عن أن المصريين مرة أخرى يثبتون أنهم شعب متحضر ربما بأكثر مما كنا نظن فلم يمارسوا أي أعمال قمعية رغم عمليات القتل المنظم الذي تعرضوا له على يد النظام السابق وأن الحديث الدائر في مصر الآن حتى بين التنظيمات الشبابية التى قامت بالثورة يدور حول ضمان أقصى قدر من العدالة لمحاكمة الرئيس وأركان نظامه
محمد علاء مبارك حفيد الرئيس السابق |
وفيما إنشغلت الصحف الأوروبية بما طلبه الرئيس السابق مبارك حول طلبه الملح في زيارة قبر حفيده محمد علاء مبارك الذي توفي عن عمر يناهز الثالثة عشر عاما منذ عامين والذي دفن بمقابر عائلة سوزان مبارك في مصر الجديدة فإنها توقعت أن تسمح السلطات الحاكمة لمبارك بزيارة قبر الحفيد رغم أن ذلك يتطلب إجراءات أمنية مشددة لوقوع المقابر داخل القاهرة لكن مصادر صحفية أوروبية توقعت أن يمارس المصريون قدرا كبيرا التحضر تجاه طلب الرئيس خاصة أن المصريون عرف عنهم احترامهم للموت وزيارة الموتى ومن الصعب أن تقابل رغبة الرئيس بالرفض
تأتي رغبة الرئيس السابق الملحة في زيارة قبر حفيده توافقا مع الذكرى السنوية لوفاته وهي الرغبة الوحيدة التى تحدث عنها في الأيام الماضية بينما أكدت تقارير أن الرئيس السابق كان غاضبا للغاية بعد قرارات الحبس المتلاحقة التى طالت أسرته وردد بصفة متلاحقة عبارة : ربنا كبير لأكثر من مرة بينما تنتاب سوزان مبارك التى مازالت خاضعة للتحقيق في غرفة مجاورة لغرفة إقامة الرئيس السابق في مستشفي شرم الشيخ حالات متكررة من البكاء
العديد من المراقبين تحدثوا أيضا حول مصير مبارك الذي أصبح في حكم المؤكد أن يقدم لمحاكمة مدنية خلال هذا الشهر في إتهامات تصل عقوبتها للإعدام وسط غموض حول من سيتولي الدفاع عنه بينما ترددت أنباء عن تولي المحامي الشهير (الديب ) مهمة الدفاع عنه إلى جانب عدد من المحامين الإنجليز فيما سخر بعض المصريون من الحديث عن تولي الديب مهمة الدفاع عن مبارك مؤكدين أن الديب بارع في الحصول على أحكام الإعدام
حالة التعاطف والإعجاب بالثورة المصرية مازالت تسيطر على المجتمع الأمريكي خاصة فئة الشباب للدرجة التى دفعت طلاب معهد الدراسات الشرقية بولاية بوسطن الأمريكية لإقامة حفلة خاصة غنوا فيها أشهر أغاني الثورة المصرية (صوت الحرية بينادي ) باللغة العربية ثم قدموا ترجمة تفصيلية للأغنية لجمهور المشاهدين بينما كانت شاشة سينمائية تعرض كليب الأغنية المصرية وهو ما تحدث عنه البعض عن أنه مرة أخرى يجد الأمريكان أنفسهم مدفوعين للإعجاب بجيفارا جديد
من جانبنا نرجو من المسؤلين عن الدولة المصرية الآن أن تسمح بالفعل لمبارك وأسرته بزيارة قبر حفيده إحتراما لرغبة لن تقدم ولن تؤخر في سير الأحداث وتتفق مع ميراث مصري طويل يحترم حرمة الموت كما أنها تقدم للعالم أجمع نموذجا على حالة الثورة المصرية التى تعاطفت معها شعوب العالم عندما دهشت لحضاريتها والقدر الكبير من التحضر الذي مارسته رغم أنها كانت ثورة تواجه نظاما قمع كل الشعب المصري على مدار ثلاثين عاما وأنتظر رأيكم حول السماح لمبارك وعائلته بزيارة قبر حفيده عبر تعليقاتكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق