عماد الدين أديب بائع التوك شو الذي لم يقفز من السفينة الغارقة
عماد الدين أديب أو الرقم الصعب في الإعلام المصري والذي يجبرك على أن تظل تستمع إليه ليس بسبب صدق ما يقوله لكن لأن الرجل يملك أو كان يملك كما من المعلومات ينفرد بها عن غيره من الإعلاميين بحكم اتصالاته بصانعي القرار في مصر والتى أحيانا ما يمررها هي أو بعضها لشقيقه عمرو أديب لكن في النهاية الرجل يتعمد في كثير من الأحيان خلط السم بالعسل في خلطة إعلامية يحسد عليها كان أصدق مثال عليها ما قام به وقت تظاهرات ميدان التحرير التى طاف خلالها بكل البرامج الفضائية محاولا التخويف وفض الإعتصامات بالكلمات بعد أن فشلت الرصاصات في فض الإعتصامات
عماد الدين أديب إحتفظ بالسبق في طرح الخروج الآمن للرئيس مبارك ليعود بعدها (وربما بعد رفض الرئيس شخصيا للتجول على الفضائيات حاملا بضاعته التى غلفها دائما بإعلان ودباجة يسبق كلامه بإيمانه بثورة 25 ينايرقبل أن يخلط السم بالعسل على طريقته في وصم بعض المشاركين بالثورة بحمل أجندات خارجية مؤكدا أنه (وفقا لمصادره ) تأكد من ضبط مجموعات غير مصرية عربية وأجنبية في المظاهرات تحمل أجهزة اتصالات ثبت أنها مرسلة من الخارج مؤكدا أن هذه المجموعات متحفظ عليها الآن وهو ما لم نراه بعد ذلك
لكن يبقى أننا يمكن أن نجل لعماد الدين أديب في النهاية أنه كان أكثر وفاءا للرئيس من شقيقه عمرو أديب وربما كان السبب عائدا إلى أن الشقيق عمرو أديب وضع بين المطرقة والسندان بين جناحي السلطة المتمثلة في الحرس القديم ويرأسه مبارك شخصيا والحرس الجديد الذي تكون حول جمال مبارك وكان نتيجة ذلك فترة الستة أشهر القاتلة التى قضاها عمرو أديب دون ظهور إعلامي
عماد الدين أديب لم يتورط بين طرفي السلطة وحرسها القديم والجديد لذلك يبدو أنه ظل حتى النهاية على وفاءه للرئيس شخصيا الذي تربطه به علاقة تعود إلى الفترة التى كان ما يزال فيها الرئيس مبارك نائبا للرئيس السادات بينما كان أديب وقتها صحفيا في قسم شئون الرئاسة بالأهرام وتوطدت علاقات الصحفي بنائب الرئيس من خلال أوقات كثيرة قضياها معا أثناء الرحلات الخارجية وهي العلاقة التى تواصلت رغم إنتقال عماد أديب لصحيفة الشرق الأوسط
العلاقة الخاصة بين عماد أديب والرئيس مبارك ظهرت جلية في حوار تليفزيوني أجراه مع الرئيس في 27 أبريل 2005 تحت اسم "كلمة للتاريخ" تم عرضها على مدار ثلاثة أيام ظل خلالها المصريون يتابعون الحوار بترقب مع إعلان الأهرام أن اللقاء سيحمل مفاجآت لكن كعادة الرئيس جاء اللقاء مجرد (دردشة) ورغم طول الحديث الذي أذيع على ثلاثة أيام متعاقبة لم يحمل أي شئ يمكن تصنيفه تحت بند (الخبر)
علاقة عماد أديب بمؤسسة الرئاسة سهلت له فيما بعد إجراء عدة لقاءات مع العديد من الملوك والرؤساء العرب وحتى مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يتحدث كثيرا ولا يقول شيئا بنيامين نتنياهو
ويبدو أن عماد الدين أديب ناله ما ينال المقربين من الرئيس فقد أصبح أديب صاحب أكبر إمبراطورية إعلامية مصرية وهى جود نيوز التى تضم مجموعة شركات متنوعة لكنها في النهاية كلها تعمل بالإعلام وكان قمة نجاحه هو الفيلم الأكبر تكلفة في تاريخ السينما المصرية (عمارة يعقوبيان) الذي أتبعه بفيلم آخر لا يقل عنه تكلفة هو (ليلة البيبي دول)
ورغم ما يمكن أن نقوله في ما أتى به عماد أديب من محاولات لم تتحر الصدق سواء جهلا أم عمدا أثناء تناوله للأحداث وقت أن كان التحرير يعج بالثوار فإننا لا نجد أمامنا سوى أن نعجب بالرجل الذي قرر أن يطفو مع الرئيس أو يغرق معه وهو موقف لابد أن نذكره له في النهاية عندما نتابع الإعلاميين الراقصين على النار ممن أطلق عليهم المصطلح الجديد (المتحولون) الذي يذكرك بأفلام الخيال العلمي بأكثر مما يذكرك بأنك أمام لحظة يكتب فيها التاريخ
عماد أديب رغم كل شئ إختار الجانب الذي يقف إلى جانبه حتى النهاية وحتى عندما أشرفت السفينة على الغرق لم يقفز منها مثل البقية راضيا بأن يذهب إلى الأعماق مع الرجل الذي إلتصق به منذ أن كان نائبا وحتى صار مخلوعا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق