الخميس، 17 فبراير 2011

بالتفاصيل : خطة نظام مبارك السرية لإسترجاع الحكم


بالتفاصيل : خطة نظام مبارك السرية لإسترجاع الحكم
ما هي الخلايا النائمة التى تحاول إنتزاع الحكم من ثوار 25 يناير

حتى اللحظة حقق شباب ثورة 25 يناير أكثر بكثير من المطالب التى خرجوا من اجلها يوم 25 يناير فالبداية كانت : عيش حرية كرامة وطنية ، البداية كانت نهايتها محاولة المبيت ليلة في ميدان التحرير وهي الليلة التى حددت باقي سيناريو الأحداث
مصور صحفي تربطنى به صداقة وطيدة تحدث معى من أحد الشوارع الجانبية لميدان التحرير بعد منتصف ليل 25 قائلا: خلاص أنا ماشي في الميدان والميدان زي الفل
عندما شعر أننى لا أدرك ما يقوله قال: إحنا إتكنسنا من الميدان وبقينا بنعمل حرب شوارع في الشوارع الجانبية
أردف بعد ذلك أنه فقد الكاميرا الأصلية التى كان يصور الأحداث بها لكنه إستعاض عنها بكاميرا مينى دي في صغيرة أنسب في هذه الأحوال ثم أكمل : خلاص النظام لازم يمشى.
لا أعنيه شخصيا لكن ما أعنيه أنه عندما خرج الشباب يوم 25 لم يكن الأمر واضحا أمامهم كما وضح بعد ذلك وإستطاعوا خلال 24 قضوها في الشارع في قتال متلاحم مع قوات الأمن من أن يختزلوا سنوات طويلة من الخبرة السياسية تمكنهم من صياغة مطالبهم وتحديد أهدافهم فلم يعد الأمر مظاهرة لكنه تحول إلى هدف له ما بعده: الشعب يريد إسقاط النظام

في اليوم التالي كان هناك شئ من محاولة الإحتفاظ بموطئ قدم على الأرض في إنتظار الأيام التالية وتحديدا في إنتظار مزيدا من طبقات الشعب التى تعطي الثورة التى بدأت بالفعل في هذه اللحظة جسدها الكبير ومطالبها التى يصبح من المستحيل التراجع عنها فيما يشبه حرق جميع المراكب وراءها وقد كان وعندما وصلنا إلى جمعة الغضب كانت الأمور قد تحددت تماما فنظام بوليسي كالذي واجهه هؤلاء يملك الكثير من السيناريوهات والسيناريوهات البديلة بداية من ضربة ميدان التحرير مساء يوم 25 يناير ومرورا بالأيام التالية إلى اللحظة التى إنتكس فيها الأمن وأيضا سيناريو إشاعة الفوضي الذي برز فيه تماما دور رجال أمن الدولة (أصر ربما على عكس الكثيرون على تحميل أمن الدولة مسؤولية ظهور سلاح البلطجية) عندما دفعوا بميليشيات مدنية مدربة على إثارة الشغب لحرق الأقسام والسجون وإطلاق النار حتى على رجال الشرطة النظامية أنفسهم فالخطة تحولت إلى سيناريو فوضوي محكم هدفه وضع الجيش الذي بدأ الدفع بوحداته أمام إشكالية تحقيق الأمن في مواجهة عدو مندس وسط المدنيين وأي طلقة سيطلقها الجيش على مدنى قد يساء تفسيرها أو هكذا أرادوا لها أن تحدث.
مبارك أمر قوات الجيش بضرب المتظاهرين والجيش رفض
يوم 30 يناير يعد نقطة فاصلة في الأحداث فمبارك أصدر أوامره في ذلك اليوم بفتح نيران الدبابات على المتظاهرين والمعتصمين في تحرك يزيد من حدة العنف ويؤسس لدولة تحكم بالحديد والنار مباشرة بعد أن كانت تحكم بالحديد والنار من وراء ستار أو مع مراعاة بعض الشكليات لكن الهدف الأول كان توريط المؤسسة العسكرية المصرية لهدفين أولهما هو إحباط المعتصمين والمتعاطفين معهم أمام قوة نيران شديدة والثاني هو تلطيخ المؤسسة العسكرية بأي شكل وتوريطها بإتخاذ موقف مناوئ لباقي الشعب وبالتالي يخرجها من معادلة القوة والنفوذ في الشارع المصري لكن تركيبة الجيش المصري التى تختلف جذريا عن تركيبة الشرطة المصرية تكفلت بإحباط المخطط فظلت فوهات الدبابات صامتة بل وكتب على أجسام الدبابات بخط واضح (الشعب يريد إسقاط النظام)

هنا نكون قد بدأنا رحلة عض الأصابع التى مارسها النظام على مدار 18 يوما كاملة فالنظام يدرك بعقله الجمعي أن مبارك قد سقط لا محالة لكن النظام مازال قائما وأصبحت الحركة في إتجاه إسقاط مبارك والإبقاء على النظام قائما فبدأت رحلة خطابات الرئيس تتخذ منحى مملا يحاول إبقاء مبارك دون سلطات لصالح رجل أخر من رجال النظام أو لصالح النظام نفسه أو إسقاط الإثنين معا لصالح النظام نفسه لكن حائط الصد في هذه المرحلة كان أبسط من أن تدركه العقلية الأمنية التى تحكم أداء نظام بوليسي يبحث عن خطط منظمة بدقة وموضوعة بعناية لذلك عندما واجه خطة بسيطة وليدة الشارع أصيب بالشلل والخطة على بساطتها كانت غير قابلة للإجهاض: الشعب يريد إسقاط النظام
حتى أحمد شفيق الذي كان يرى فيه البعض قبل ذلك وجها مقبولا أصبح مرفوضا تماما لأنه ببساطة صنيعة مباشرة لمبارك

وما بين تعالي سقف المطالب وتراجع النظام إلى الخندق الأخير أصبح من المحتم زوال النظام وهو ما شهدناه تماما في لحظة التنحي التى أعلنها عمر سليمان ليحتفل المصريون لكن دون أن ينسوا مخاوفهم : النظام لم يسقط ولكن سقط مبارك
النظام أيضا كان يعد العدة للعودة وهو أمر أظنه بات معروفا أو يتوجس منه البعض لكن الحقيقة أن النظام بدأ الآن في رحلة العودة بتفاصيل وأشكال قد تخدع الكثيرين وفقا لخطة موضوعة سلفا نعرضها كالأتي:

عناصر النظام المصري

النظام المصري أسس نظاما يقوم على مجموعة من العناصر التى يمكن أن نطلق عليها مثلث الرعب وهي كالآتي:

أولا : المعارضة المصنوعة: وهي معارضة جرى صناعتها إجمالا داخل مفرخة النظام وهو عمل قام به السادات في الأصل عندما تحرك في إتجاه تجربة حزبية مقننة تجمع اليساريين في حزب يحمل إسم التجمع والإسلاميين وقوى الرجعية في حزب الأحرار بينما تبقى المعارضة غير الرسمية ممثلة في الإخوان مسموح بها بقدر ما يفيد السلطة وقد خرج بعد ذلك حزب الوفد ليمثل شكلا من أشكال الإعتدال بين المتصلين دون أن يمثل أكثر من ظاهرة صوتية أو ورقية وكانت المنظومة على حالها إلى أن قرر مبارك أن يوظفها بطريقة أكثر ذكاءا فأصبحت إحدى ضماناته للبقاء فالأحزاب جميعها تحصل على دعم رسمي من الدولة الأحزاب كلها خاضعة لرقابة صارمة من جهاز أمن الدولة القادر على المنع والمنح وقادر أيضا على تسيير الأمور داخل الأحزاب عبر شبكة من الضغوط تبدأ من التجسس علي الحياة الشخصية للقيادات الوسيطة للأحزاب ولا تنتهى بتجنيد الكثيرين منهم ومن يخرج عن الخط يمكنه أن يواجه سيناريو تفكيك حزب العمل أو حزب مصر الفتاة والغد

الإعلام: هو ثاني أضلاع مثلث الرعب في النظام المصري وهو جهاز لا يقتصر على الإذاعة والتليفزيون فقط وإن كان الشكل الرسمي يقول ذلك لكنه في معناه الأشمل يضم ضمن حدود نفوذه الجرائد و المؤسسات التابعة لوزارة الثقافة و اجهزة السيطرة على المراسلين والصحفيين وهو في النهاية يمارس شكلا من أشكال العنف الفكري المضاد على طريقة أكثر براعة من طريقة جوبلز فهو عبر جهاز التليفزيون بقنواته الكثيرة يتيح فرص ربح و(أكل عيش) للكثيرين كما انه قادر على ذكر نصف الحقائق ونصف الأكاذيب لينتج لك في النهاية حقيقة يتبناها النظام وتكون هي المتاحة لك عبر الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وحتى المتواتر بل ويمكن أن تري نفس الحقيقة عبر مسرحيات تنتجها وزارة الثقافة لشبان من الأقاليم وعبر مطبوعات بسيطة وفي النهاية فهو يمارس شكلا من أشكال السيطرة على الحياة الفكرية لقطاع كبير من مثقفي البلد وفنانيه


الأمن: الأمن لدي مبارك يختلف تماما عن الأمن لدي غيره من رؤساء مصر السابقين ورؤساء المنطقة الحاليين ويمكن أن نقول أن مبارك كان أكثر من غيره إستفادة من دروس ثورات أوروبا الشرقية لذلك فقد أرسل كثيرا من البعثات للقاء أقطاب الاحزاب التى حكمت أوروبا الشرقية ومناقشة سيناريوهات القيادة والسيطرة لديهم محاولا إعادة إنتاج نموذج يتلافي مساوئ وعيوب النماذج الشرق أوروبية وكان أكثر النماذج تأثيرا في من أرسلهم مبارك هو نموذج تشاوشيسكو الذي رغم سقوطه الدامي في رومانيا إلا أنه مارس قدرا من الضبط والسيطرة إلى أن وصل المعارضون إلى جسده شخصيا
تشاوشيسكو لم يعتمد على أجهزة الأمن بمعناها المعروف في العالم لكنه صنع جهازا كبيرا من ميليشيا شبه عسكرية لا يمكن أن تدين بالولاء لغيره وإعتمد في كثير من الأحيان على أطفال الملاجئ مجهولي الوالدين عبر تجنيدهم في جهاز أمنه صانعا منهم ابناء مباشرين لنظامه الحاكم (وهم في النهاية من قاوم ثوار رومانيا إلى أن وصل الثوار إلى القصر) ولكن مبارك لم يكن يملك العدد الكافي من أطفال الملاجئ لذلك جرى تمصير التجربة على نحو معقد لكنه فعال:
مبارك صنع جيشا من جنود الأمن المركزي رقيقي الحال والفكر تلقوا تدريبا شبه عسكري وخضعوا لعملية بسيطة من عمليات التلقين (أشبه ما تكون بعمليات غسيل المخ لكنها في حالتهم ومع متوسط ذكائهم I Q   ) فقد أصبحوا أشبه بالدمى الموجهة التى لا تدرك سوى أنها تحارب أعداء الله والوطن ممن يشير إليهم قادتهم عليهم لذلك كثيرا ما أتت معاملة جنود الأمن المركزي لمعارضي النظام عنيفة بصورة شخصية لأنهم استندوا إلى فكرهم الخاص النابع في النهاية من موروث دينى يقوم على رفض (أعداء الله والوطن) ويجعلهم هم أيضا يمارسون الديمقراطية على طريقتهم
أحد مستندات أمن الدولة بها قائمة من العملاء في أجهزة الدولة المختلفة
مبارك كان يحتاج إلى جهاز أمن فاعل مثلته في النهاية (أمن الدولة) لكن التفكير في أن يكون هؤلاء قد تعرضوا لعمليات تلقين وغسيل مخ يعد تبسيطا مخلا خاصة أنهم يحتاجون قدرا كبيرا من الذكاء لإدارة جهاز بكفاءة عالية لكن البديل كان أن يصنع من ضباط جهاز أمن الدولة أبناء مباشرين له أو لنظامه وكان الحل في جعل هذا الجهاز منفصلا تماما حتى عن باقي أجهزة الداخلية المصرية لكنه بصورة أو بأخرى يرأسها جميعا فأصبحت الإمتيازات المادية لرجال أمن الدولة هي الأعلي بين باقي أجهزة الأمن كما أن باقي أجهزة الأمن تأتمر بأمرها للدرجة التى يصبح فيها مدير أمن محافظة ما هو في النهاية مأمورا فعليا من جهاز أمن الدولة في محافظته بل ويدرك أن من أتى به لمقعده كمدير أمن هو ضابط صغير في أمن الدولة وهو أيضا قادر على تغييره عبر تقرير صغير يمرره ويؤخذ به دائما
جهاز أمن الدولة وضباطه مارسوا أيضا سيطرة مباشرة على الجامعات عبر توصيات تعيين رؤساء الكليات والجامعات ومارسوا دورا كبيرا في السيطرة على الوزراء أنفسهم عبر توصياتهم الأمنية التى أتت بوزراء وأخرجت آخرين وبعثت بقلة منهم للسجون كأحد وزراء المالية الذي خرج من الوزارة للسجن في قضية مطاطة لخلاف مع جهاز أمن الدولة
جهاز أمن الدولة مارس أيضا دورا كبيرا في تشكيل الحياة السياسية فهو اخترق كل الأحزاب دون إستثناء وجند فيها من جند ومارس ذلك على جميع الصحف دون إستثناء أيضا بل وإخترق القضاء عبر توصياته المباشرة وتقاريره عن القضاة ووكلاء النيابة العامة وربما كان المشهد الذي شهدناه جميعا من ضرب للقضاة وسط العاصمة المصرية ليس سوى رسالة للجميع أن من يحكم هذه الدولة ليس القانون بقدر ما هو اليد الخفية والظاهرة للنظام
جهاز أمن الدولة نفسه هو من حدد في كثير من الأحيان من هو قادر على الحصول على منح المساعدات الخارجية لمنظمات المجتمع المدني فكان الأمر في النهاية لافتا للنظر أن تحولت منظمات المجتمع المدنى التى تحصل على إعانات ومنح من الخارج هي جزء من أدوات الحكم التى يسيطر عليها جهاز أمن الدولة
وفي هذا السياق أصبحت المباحث الجنائية هي نفسها خاضعة فعلا لا شكلا لجهاز أمن الدولة الذي أصبح قادرا على الصعود بضابط من ضباط المباحث الجنائية إلى عنان السماء كما هو قادر إذا أراد على إدخاله السجن في قضايا التعذيب والإنحراف والرشوة
هنا أصبحنا أمام جهاز يملك ضباطه وأفراده القدرة على كل شئ وأصبحوا هم والنظام شيئا واحد بل وارتبط مصير منتسبي الجهاز والمتعاونين معه بمصير النظام نفسه فكان أن حدثت علاقة (الأبوة المباشرة ) التي حققها نظام تشاشيسكو في رومانيا ولكن بطريقة أكثر ذكاءا بالقطع فأصبح النظام لديه أبناء مكونين من ميليشيا كبيرة شبه عسكرية هي الأمن المركزي وجهاز يمسك بالأعصاب الحساسة للدولة هو أمن الدولة
إذا أضفنا إلى ذلك باقي عناصر الدولة العادية من أحزاب ومصالح ووزارات نجد أننا أمام عدد كبير من المرتبطين عضويا بالنظام ويمثلون حزبه الحقيقي ناهيك عن الحزب الوطنى الذي كان يدرك مبارك ونظامه قبل غيره أنه مجرد حزب وهمي يحصل على الكثير مقابل القليل لكنه يمثل مجرد مفرخة لمزيد من المتعاونين لا أكثر ولا أقل

نصل الآن للنقطة الجوهرية التى إضطررنا للتمهيد الطويل لها وهو فن صناعة الثورة المضادة لثورة 25 يناير وهي في النهاية أحد سيناريهوات القيادة والسيطرة التى خضعت دائما وعبر الساعات والأيام الماضية لمزيد من التغيير وفقا لمقتضيات الحال حتى أصبحت قادرة على الحدوث

سيناريو وتفاصيل الثورة المضادة لعودة النظام للحكم

الثورة إلى هذا الحد تكون قد نجحت بصورة أو بأخرى فمبارك كشخص بما مثله من رمز للنظام جرى تنحيته أو الإطاحة به أو سم ذلك ما تشاء من الأسماء لكن النظام مازال قائما وإن كان يواجه ضغوطا في سبيل التفكيك منها الإصرار على تفكيك الرموز الظاهرة مثل وزارة أحمد شفيق وملاحقة بعض رجال النظام سواء كانوا رجال أعمال أو رجال سلطة أو غيرهم لكن النظام الذي قام بعمليات إعادة صياغة لخططة البديلة على مدار ثلاثين عاما ووفقا لخطط تجدد على مدار الساعة لن يكون سقوطه بتلك السهولة التى يتمناها الثوار بل وإن خطة الثورة المضادة تكاد تكون محكمة للدرجة التى قد تذهب فعلا بثورة شباب 25 يناير إلى إعادة إنتاج نفس النظام في شكل آخر أكثر قبولا وأكثر قسوة وأكثر قدرة على البقاء وهو ما بدأ فعلا

قبل كل شئ لابد أن نحدد من الذي سيقف خلف إعادة إنتاج النظام السابق أو النظام المتواري عن الأنظار حتى الآن لأن إعادة إنتاج النظام ستحتاج إلى دعم مالي كبير إضافة إلى دعم إعلامي خارجي وداخلي وعندما نتحدث عن دعم إعلامي خارجي فإننا نتحدث عن واقع يقول أن المصريين تحديدا ينظرون إلى ما يكتب في صحف الخارج بإعتباره واقعا لا يقبل الشك وخبر في نيوزويك مثلا أكثر مصداقية من ألف خبر في الصحف الناطقة بالعربية ونسوق مثالا تخيليا فلو فرضنا أن النظام نجح في ثورته المضادة ووجدنا أخبارا تتالي في صحف إسرائيل وأمريكا فتبدي إسرائيل خوفها من النظام الجديد بينما تصف الصحف الأمريكية رئيسا أو نظاما جديدا في مصر بأنه يقف ضد مصالحها فإن هذا النظام سيكتسب الشرعية الشعبية خلال لحظات في وقت قد يكون فيه هذا النظام هو مجرد واجهة جديدة لنظام ظن الشعب أنه قضى عليه منذ وقت قصير
من سيمول الثورة المضادة:
سوءال الإجابة عليه أسهل من السؤال نفسه على النحو التالي:
إسرائيل ستكون أكثر من سعيدة بتمويل إعادة إنتاج النظام في شكل جديد لأن ذلك يحقق لها أهداف لا غنى عنها مثل:
تأمين واردات الغاز بأسعار تحقق معدل تنمية مستدامة للإقتصاد الإسرائيلي وفي أسوء الأحوال فإنها توفر الغاز بصورة آمنة ومستديمة حتى لو تغير سعر توريد الغاز
تأمين الجبهة المصرية يمثل لإسرائيل هاجسا مزمنا فإما أن تضع ما يقرب من ثلث جيشها في حالة تأهب لا يحتملها إقتصادها على الحدود المصرية فقط أو أن تساعد نظاما يقوم على فرض طوق أمنى مأمون على هذه الحدود
إسرائيل في كل الأحوال تدرك أن أي نظام يحكم مصر قادر على الحصول على تنازلات وتحقيق مكاسب في الداخل الفلسطينى أكبر بكثير مما يستطيع قادة فلسطين أنفسهم أن يمنحوه لإسرائيل

أمريكا أيضا ستكون أكثر من مرحبة بمساعدة نفس النظام على العودة للحكم من جديد في شكل جديد بصيغة تنكرية لأن ذلك يحقق لها:
القضاء على خوف أمريكي من قيام أي نظام وطنى في مصر بإستزراع مصر البديلة (رقعة واسعة من الصحراء الغربية تعوم على نهر نيل جوفي ) وهذه الرقعة قادرة على إنتاج محصول قمح أكثر من كافي بالنسبة لمصر وقادر على التصدير للخارج بكميات وأسعارت تنافسية مع المنتج الأمريكي وأيضا دون ربط منتج القمح بإملاءات سياسية أمريكية وهذه البقعة من الأرض جرى حولها كثير من الدراسات كان أفضلها ما قام به الدكتور ممدوح حمزة حول زراعة وإستصلاح مصر البديلة عبر طاقة نظيفة تنتج من الرياح والشمس وطرق نقل بسيطة وقليلة التكاليف عبر المناطيد الهوائية العملاقة وهو مشروع قليل التكاليف عظيم العائد قادر على إعادة توزيع السكان بصورة تحقق أمنا قوميا أفضل ونهضة إقتصادية غير محدودة  تخل بميزان المدفوعات لمصر وكثير من دول العالم في مواجهة الإقتصاد الأمريكي

أيضا أمريكا تدرك أن عدوى (الحالة المصرية) قادرة بصورة أو بأخرى على الإنتقال إلى منابع النفط التى استثمرت فيها ماليا وإقتصاديا وأن ما يحدث في مصر لو استطاع أن ينتج تجربة ناجحة فإن هذه التجربة ستصبح مجال جذب في عديد من دول النفط بل ودول المنافذ المائي مثل اليمن وغيرها لذلك اشتهرت عبارة now is now  التى طالبت مبارك بالتنحي فورا ليس لأن البيت الأبيض أراد الرأفة بمتظاهري مصر ولكن لأن البيت الأبيض بجانب ما كان يعانيه من ضغوط من شعبه الذي يرى متظاهرين سلميين يجري قمعهم من نظام صديق لأمريكا وهذا يهدد كثيرا فرص أوباما في فترة رئاسة ثانية ، البيت الأبيض كان يدرك أن رحيل مبارك السريع سيضمن لباقي عناصر نظامه القدرة على عودة أسرع وأكثر سهولة من لك لحظة يصر مبارك فيها على البقاء في السلطة وأن كل لحظة يقضيها مبارك على رأس السلطة هو خصما من قدرة نظامه الخفي من إستعادة السيطرة في وقت مناسب

دول الخليج أيضا ستكون سعيدة لو استطاع النظام القديم أن يعود للسلطة متنكرا أو قافزا على ثورة الشباب لأنها وعلى رأسها السعودية تدرك أن قوة الجذب التى تنشأ بين نظام مصري شعبي في مصر وبين عناصر المجتمع السعودي قد تفوق قدرتها على الإحتمال والقمع والسيطرة وهي قد مارست كثيرا من قبل ضد نظام عبد الناصر رغم أن نظامه كان في النهاية موروطا في العديد من المشكلات وكان يحمل صبغة ثورية علنية بمعنى أنه كان عدوا ظاهرا لكن الثورة المصرية تمثل نقطة ضغط أكبر لانها تغازل طموح قواعد كبيرة من المجمتمع السعودي تصبوا إلى الحرية وتمثل فيها المرأة السعودية جزءأ كبير من القطاع القادر على التحريض والحركة وهنا فإن أي تحرك سعودي سواء عبر ضخ الأموال أو عبر الإستعانة باليمين الإسلامي المصري الذي تجيد السعودية إستخدمه داخل مصر سيكون أمرا مطلوبا بل وملحا لحماية مصالح العائلة المالكة السعودية عبر توجيه تحرك إستباقي ضد الحدث المصري

طبقة رجال الأعمال المصريين سيكونون أكثر من مؤيدين لأي شكل إنقلابي خفي على الثورة المصرية ببساطة لأن كثير من هؤلاء إما تعامل مع النظام ويخشى التوصل إليه عبر ملاحقات تحدث أو أنهم بحكم تكوينهم يجيدون التعامل مع هذا النظام دون غيره الذي في حالة نجاح الثورة في تفادي سيناريو الثورة المضادة سيكون على رجال الأعمال هؤلاء الدخول في حالة تنافسية حقيقية هم أكثر من راغبين عنها وطبقة رجال الأعمال هذه لا يمكن الإستهانة بها فأمثالهم في إيران كانوا داعما وعنصرا أساسيا في إزاحة شاه إيران من قبل وسيكونون عنصرا أساسيا في إزاحة أحمدي نجاد عن قريب

في تونس نجح المخطط تماما حتى الأن وجرى إختزال الثورة التونسية في فكرة الإطاحة ببن على بل ويمكن القول أن المخطط نجح رغم أنه مورس بكثير من السذاجة فمن اللحظة الأولي وضع الجيش التونسي رجلا من النظام السابق على رأس الدولة ورئيس وزراء من النظام القديم ولم يجري حديث فعلي عن تغييرات تأسيسية لدولة جديدة وتم إلهاء الشعب التونسيى بعملية إفقار وغلاء أسعار قد تفدعهم للتباكي على عهد بن علي

سيناريو الإنقلاب في مصر والخلايا النائمة

في مصر سيناريو الإنقلاب على الثورة جاهز تماما ومعد بدقة بل ويمكن القول أنه بدأ وأن كثير من تحركاته أصابت نجاحا
إحدى الحركات بدأت عبر سلاح الثورة الرئيسي وهو الفيسبوك تجمع أفرادا لتكوين حزب أو تجمع لشباب 25 يناير وبتتبع المنظمين وتوقيت فتحهم لحسابات على موقع الفيسبوك توصل كثير من الشباب لأن هؤلاء من شباب الحزب الوطنى وكودره بمعنى أن هؤلاء يجندون شبابا لإعادة النظام القديم للسلطة والحياة من بين الشباب المتعاطفين مع الثورة وحتى في حالة فشلهم وعدم قدرتهم على تنفيذ المخطط فإنهم يكونون قد حققوا حالة من حالات التشكيك وشق الصف وإثارة البلبلة

أيضا التليفزيون المصري وهو يمثل ذراع النظام (الأمنية) مارس بعض التغييرات الشكلية لكن الرسالة لم تتغير وإن تغيرت مفرداتها فبدأ الضغط على أعصاب الشعب المصري مرة أخرى في إتجاه الهدوء كما يقوم التليفزيون المصري بعملية تشتيت متعمدة لشكل الثورة وأهدافها وإن كان التليفزيون المصري يكاد يفقد تأثيره شيئا فشئ نتيجة لرداءة عرضه وشك الكثيرين فيه فإنه يبقى ملازما للبسطاء ممن لا يجدون القدرة على مشاهدة الفضائيات وقراءة الجرائد

الجرائد القومية هي الأخري تمثل جيبا من جيوب النظام السابق سواء عبر القيادات التى يجري إزاحتها من قبل الصحفيين بالمؤسسات الصحفية أو عبر القيادات الوسيطة التى يمكن أن تقفز لقيادة هذه المؤسسات الصحفية والتى من الممكن أن تمثل خلايا نائمة للنظام السابق يجري تفعيلها وتنشيطها في لحظة محددة ووفقا لآلية تشغيل أكثر ذكاءا من الدعاية المباشرة وقد تمثل جهازا خطرا في المرحلة القادمة

المعاضة المصرية: بالطبع هي وبكل حق أسوء أنواع المعاضة على مدار تاريخ الشعوب فحزب مثل حزب الوفد جرى إختزال تماما في شخصية رئيسه الذي أعلن أنه لن يشارك حزبه في تحرك 25 يناير ثم خرج بعد أن لاح له شكل من أشكال التغيير ليعلن قائمة من المطالب بإسم الأمة أو بإسم شباب 25 يناير كما لو كان يملك تحريك أي شئ على الأرض ثم جري محاولات حثيثة منه للتجمع مع بعض الأحزاب الورقية الأخري ليعلنون مطالب جديدة ثم سعدوا جميعا بصورة أو بأخرى بأن عمر سليمان نائب الرئيس بجتمع بهم لتوزيع الكعكة عليهم وحتى الخارجين عن الحوار مثل حزب التجمع لا يمكن تبرأته من الحدث فهو في النهاية جزءا من الشكل السخيف والمتآمر الذي ظهرت عليه المعارضة المصرية فهو وغيره لا يملكون على أرض الشارع أكثر من ذاتهم بينما يقدمون أنفسهم بإعتبارهم ممثلين لماذا لا ندري
هم بهذا يمارسون شيئا يدور في فلك النظام السابق ومحاولة إعادته للحياة ثانية ولا يمكن أن نغفل إرتباطا وثيقا على سبيل المثال بين مصالح حزب مثل الوفد ورئيسه بالمصالح السعودية كما لا يمكن أن نغفل حقيقة الدعم الحكومي سواء كان قليلا أو كثيرا الذي تلقاه الناصري كما أيضا لا يمكن أن نتعامي عن إختراقات حدثت داخل باقي الأحزاب مثل التجمع ناهيك عن حالة أحزاب مثل الغد الذي يتصارعه فصيلان أحدهما حكومي وثانيهما يحتاج إلى توضيح الكثير عن حياته وتاريخه الحقيقي قبل أن يطمأن إليه أحدا إضافة إلى أن الحركات التى لا نعرف عنها الكثير مثل كفاية تقدم نموذجا مثيرا للشك عبر منسقها العام جورج إسحاق

أما الأمن المصري فلا شك أنه يمارس دورا هو الآخر في هذا الإتجاه فرغم أن الخطأ واضح والعلاج أيضا واضح إلا أن شيئا لا يحدث سوى رسائل الإس إم إس التى يبعث بها تحمل شعار الشرطة وبعض المظاهرات هنا وهناك وحديث ساذج لوزير الداخلية الجديد الذي يبدو أنه تأكد أنه سيظل وزيرا للداخلية حتى في ظل حكومة إنتقالية تخلف حكومة أحمد شفيق في الحكم
ورغم أن الشرطة في حاجة إلى أن تفصل جهاز أمن الدولة عنها تماما وتعتبره جهازا قائما بذاته يجري حسابه من خلالة لجنة الأمن القومي وتخضع حساباته لمحاسبات دقيقة وعملياته أيضا فإن جهاز أمن الدولة مازال يمارس عمله على أرض الواقع
ورغم الحديث عن غياب الأمن الجنائي من الشارع المصري فإن الحديث العجيب عن الحاجة لدفعة من الأمن المركزي يثير الكثير من الشك سواء عن النيات أو الفهم وسوء الفهم
أيضا يجب أن نعلم لماذا لم يقدم أحدا للمحاكمات ولم تعلن أسماء وتفاصيل ما حدث رغم أن كثير من المتورطين في عمليات القتل والتهريب من السجون والأقسام تكاد تكون موثقة بشكل لافت للنظر
الأمر مثير لأقصي درجة فإما أننا أمام جهازين للداخلية جهاز يتحكم فيه وزير الداخلية الشرعي وجهاز يمارس عمله لمصلحته الخاصة خارج الشرعية أو وفقا لجدول أعمال وضع سلفا وإما أننا أمام شيئا يحاك لنا جميعا عبر سيناريو الفوضى والقيادة والسيطرة وهو ما يخيفنا حتى اللحظة خاصة أن عناصر من أي من هؤلاء قد تحدث شرخا بين الجيش والشعب عبر عمليات نوعية ضد تجمعات قواتنا المسلحة على الأرض وهي موجودة في النهاية وسط الشعب ووقتها سيكون من الصعب تفادي تضييق وإجراءات أمنية مبررة في هذه الحالة ولا مجال للحديث عن سرية التحقيقات وأن وزير الداخلي وأجهزته أعلم منا بالمصلحة العليا فقد أثبتت الوزارة بالكامل أنها خارج نطاق الخدمة منذ وقت طويل والدفع بذلك يكون كمن يدفن رأسه في الرمال إلى أن يدفن جسمه بالكامل

مواجهة الثورة المضادة

هل معنى ذلك أننا أمام حالة قدرية من تسليم أنفسنا وثورتنا إلى نفس النظام في (نيو لوك ) جديد أم أن هناك حلول للأزمة؟
بالقطع هناك حل للأزمة وهو بنفس البساطة التى حيرت عقول أمن نظام مبارك فالثورة قامت مطالبة بمطالب واضحة لذلك يجب أن ندرك أننا نبحث عن مطالب وليس أشخاص وكل بحث عن أشخاص في هذه المرحلة هو مساعدة حقيقية لمن يحاولون إعادة النظام السابق للحكم
نحن نتحدث عن تأسيس جمهورية برلمانية لذلك يصبح أي حديث عن أي شئ آخر هو ومن تحدث به جزء من محاولة إعادة النظام
نحن نتحدث عن إنتخاب بالرقم القومي لذلك فأي حديث عن البطاقات الإنتخابية التى تصدرها أجهزة وزارة الداخلية يصبح توطئة لتزوير إرادة شعب فقد 500 شهيد وأكثر من 500 آلاف جريح
نحن نتحدث عن إسقاط دستور ويمكن أن نفهم أن مادة 2 من الدستور تمثل لغما متفجرا بالفعل في الدستور المصري لكن أيضا فإن أي شكل يقصر المشاركة السياسية على أحد ويقصى أحدا أو أي شكل من أشكال الإنقضاض على فكرة الدولة المدنية هو شكل من أشكال الدفع بإتجاه عودة النظام عبر خلاياه النائمة
نحن نتحدث عن ضمانة للديمقراطية قادرة على إنزال أي فصيل سياسي يصل للحكم عبر صناديق الإقتراع ثم يرفض النزول والحالة ممثلة في حالة حماس على سبيل المثال لذلك يجب أن ينص دستورنا على وجود الجيش ضامنا لعدم حدوث ذلك والديمقراطية التركية قامت وفقا لهذا المبدأ
نحن نتحدث عن فترات رئاسية قصيرة ومحددة العدد والحديث عن الست سنوات قد يكون من الأفضل أن يكون أربع سنوات فقط قابلة للتجديد لمرة واحدة خاصة أننا نصبوا وبسرعة لرؤية أول رئيس سابق في مصر
نحن نتحدث عن أمة هي مصدر للسلطات وبالتالي الحديث عن المعينين في وظائف تمس الشعب يشكل خرقا لذلك ووجود محافظين معينين يعد إنقضاضا على الأمر برمته لأن محافظا واحدا في محافظة يملك أجهزتها يستطيع التلاعب بدفة الأمور كما يشاء فإذا كان من حقنا على المستوى العام أن ننتخب رئيسا للجمهورية فلا أقل من أن يكون المحافظ أيضا بالإنتخاب
نحن نتحدث شرطة من أجل الأمن فلا أقل من يكون الأمر كذلك ويقلص حجم الداخلية في حدود عملها فلا يلحق بها أجهزة الدفاع المدنى وغيرها لتبقى الشرطة خاصة فقط بالأمن الجنائي
نحن نتحدث عن إرادات شعبية لذلك لا يمكن القبول بأن أتحمل من جيبى الخاص مسؤلية دفع مرتبات العاملين في الجرائد القومية والتليفزيون خاصة أننى لا أكن لهم إحتراما ولا أعتمد عليهم ويجب أن يجري التعامل مع الوضع على هذا الشكل فإما أن هذه الأجهزة قادرة على البقاء بحكم الآلية الإقتصادية إما لا دون حديث عن خرافات الأمن القومي وحق المشاهد وكل تلك الأحاديث التى لم تستطع أن توفر الأمن ولا أن تحقق حق المشاهد في مشاهدة مباراة في كأس العالم إلا تفضلا من شبكات أحدث في السن منها
أيضا لابد أن تكون هناك إرادة على ممارسة عزل سياسي حقيقي على كثير من أقطاب الحياة السياسية السابقة معارضة كانت أو حاكمة فكلهم كانوا جزءا من النظام وإن اختلفت أماكنهم ودون تحقيق شيئا من ذلك سواء عبر قانون أو عبر توعية شعبية وحملة فتح ملفات وبحث في السير الذاتية فنحن نقدم لهم خدمة سيحسنون إستغلالها جيدا

الثورة فكرة والفكرة لا تموت لكن من الممكن قتل من يحملها بإعتباره قائدا ونحن من اللحظة الأولي وجدنا إصرارا من الدولة على أن تخاطب قيادات للثورة وهو لم يكن إصرارا على الحوار بقدر ما كان إصرارا على الإمساك بأحد ما يمكن إفساده أو خداعه لذلك مازلت أصر على أن الثورة يجب أن تظل فكرة دون قيادة يمكن الإلتفاف عليها
أما بالنسبة لأذناب النظام وتنظيمة وخلاياه النائمة فمهما كانت المغريات للعودة إلى الحكم وإمتيازاته فلا أظنهم سيصيبون مرادهم لسبب بسيط أننا كشعب استطعنا أن نتجاوز حاجز الخوف مع سقوط هيبة الأمن واستطعنا تخطي حاجز حجب المعلومة وتحولنا إلى شعب من المتربصين يبحث دائما عمن يحاول خطف أحلامه منه لذلك أظن أنه ما من أحد قادر على خداع شعب مثل هذا يبحث بكل السبل في تاريخ الجميع ومصر مرة واحدة وإلى الأبد على جعل حكامه خدما له لا أسيادا عليه وقد ظهر ذلك واضحا في لهجة الخطاب التى يشكوا منها الجميع متحججين بأن الشباب ينزع ألقاب الساسة بينما لا أجد في ذلك سوى شعاع من نور يقول أن أي من الساسة القادمين سيكون عليه أن يتعامل مع شعب لا يدين له بالقدسية ولا يسمح له سوى بالعمل وفقا لإرادته ولا يمنح ثقته لأحد لأن الثقة المطلقة أثبتت أنها مفسدة مطلقة



هناك تعليق واحد:

fox_moves يقول...

الكلام دة لو حقيقى هتقوم الدنيا ومش هتقعد وستكون مجازر وقودها جثث رجال الفساد فى مصر او اى مكان يوجدوا فية

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا