السبت، 4 سبتمبر 2010

لما أحب أكلم الشعب المصري أكلم مين


لما أحب أكلم الشعب المصري أكلم مين
عرابي لم يكن ممثلا للشعب المصري وحسن البنا كان مفتونا بنفسه وناصر صدق نفسه
من أيمن نور إلى البرادعي كلهم يحاولون الحصول على توكيل لتسلم الميراث


كلنا تقريبا نذكر هذه العبارة التى خاطب بها الممثل محمد صبيح أحد رموز الأفلام التاريخية المصرية الراحل أحمد مظهر وكان مبرر العبارة أن التتار عندما أتوا ليعرضوا على مصر التسليم التام لهم ودفع الجزية قطعة من أرض مصر وبعض النقود لم يجدوا من يمثل مصر ليتفاوضوا معه فسأل ممثل التتار هذا السؤال : لما أحب أكلم الشعب المصري أكلم مين
وبقيت العبارة تقريبا خالدة على مر العصور فالشعب المصري يمارس منذ الأزل رفاهية موروثة تقوم على تجاهل السياسة والساسة تاركا للجميع الحديث بإسمه دون أن يعترض حتى لو ظهرت مظاهر للإعتراض فإن هذه المظاهر تكون شكل من أشكال الصراع بين المتهافتين على التحدث بإسم الشعب المصري
وقبل أن يمطرني الكثيرون بحديث ممجوج عن الزعماء الشعبيين اذكرهم بأن محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة لم يكن ممثلا للشعب المصري لكنه كان ممثلا لأراء مجموعة من شيوخ أعمدة الأزهر الساعين للحفاظ على مكاسبهم


أيضا لم يكن الثائر أحمد عرابي ممثلا للشعب المصري لكنه كان ممثلا لمطالب فئة من ضباط الجيش المصري المنضمين للجيش المصري والقادمين من القرى والنجوع بحثا عن تميز طبقي ومصالح شخصية جرى دمجها في عبارات فخيمة كانت تلقى الإستحسان وقتها لذلك عندما قمعت (هوجة عرابي) إنتهى كل شئ
أما الحديث عن زعامة النحاس وبيت الأمة وغيره فالقارئ المحايد للتاريخ المصري يمكنه أن يلمس بسهولة شديدة أن مجموعة الأحزاب في هذه الفترة التى شهدت شكل قريب الشبه من الحكم الدستوري كانت في حالة صراع مصالح وكانت تجيد اللعب على وتر الملك أو الإنجليز لكن الوفد تحديدا كان أذكاها لأنه اختار دائما أن يلعب دور الوطنى المصطدم مع الملك بما يضمنه ذلك من إعجاب في نفوس البسطاء على طريقة إعجاب العوام بالفتى المشاغب الذي يعادي ضابط شرطة المركز
الأمر يبقى على حاله فيما يخص الإخوان المسلمين فحسن البنا المفتون بذاته إلى أقصى حد والذي وجد في العلاقة بين الكاهن والفرعون التى تحكم الفكر المصري منذ الأزل مفتاح النجاح أدمن تكوين الجمعيات السرية والعلنية سواء متبعا مبدأ التقية في بداية التكوين أو مبدأ المواجهة عندما يصل لمرحلة التمكين لكنه في كل الأحوال كان يبذل كل ما يستطيع ليحافظ لنفسه على ما يصبو إليه من البداية وهو الزعامة التى ترضي غروره فكون جماعة فاشية على النسق السائد في هذا الوقت سواء كان ذلك استلهاما لتجربة النازية في أوروبا أو التجربة الإيطالية لكنه في كل الأحوال نزل إلى الناس في المقاهي تماما كما نزل هتلر إلى الناس في حانات البيرة مع اختلاف بسيط وهو أن هتلر كان يخاطب شعبا يعرف القراءة فخاطبهم بطموحات وأمال أما حسن البنا فكان طريقه أكثر سهولة لأنه تحدث بالدين ومن يتحدث بالدين في مصر يجد دائما مستمعين وجمهورا
وإذا كنا نأخذ على مؤسس الإخوان المسلمين أنه خدع الشعب المصري بأقواله التى تناقضت كثيرا مع أفعاله وخدعهم ثانية عندما دفعهم دفعا أو بالأحرى دفع جماعته التى لم تكن تمثل غير نفسها وراء فكرة الدولة الإسلامية متنازلا عن حدود الدولة الوطنية فإن جمال عبد الناصر لم يخرج عن السياق فالرجل العائد من نكبة حرب فلسطين أدار ثورة هي في الأصل فئوية بحتة كل مطالبها كانت تخص الجيش في البداية لكن ظروف تحلل الدولة في ذلك الوقت فاجأته هو شخصيا بأن ثورته الصغيرة تحولت بحكم الظرف التاريخي إلى دولة وكان عليه أن يجد لها هدفا وسرعان ما تلمس طريق من سبقوه لكنه اختار أن يكون نبيا للقومية العربية وهي فكرة هشة من الأساس لا يجمعها بفكرة الدولة الإسلامية للاخوان سوى نفس التنازل عن حدود الدولة الوطنية ومرة أخرى كان الزعيم لا يمثل سوى نفسه لكنه أجاد تسويق الوهم عبر موجات صوت العرب والمطبوعات الكثيرة والمظاهرات المعد لها جيدا لكن بسقوطه هو أيضا بعد أن فشل في تحقيق الهدف المعلن في بداية ثورته وهو تكوين جيش قادر على إلقاء إسرائيل في البحر سقطت الفكرة وبقى منها بعض المتمسكين بما حققوه من مصالح في ذلك العهد
وما أشبه الليلة بالبارحة فمصر مرة أخرى ينطبق عليها القول الخالد: لما أحب أكلم الشعب المصري أكلم مين
الجميع يتحدث كما لو كان يحمل توكيلا بالحديث نيابة عن الجميع فأيمن نور يصر على أنه مرشح الرئاسة وممثل الشعب المصري بينما حمدين صباحي يبدو أنه عدل عن الفكرة بعد أن وجد ان طرحه الناصري لم يقابل لا بالرفض ولا بالقبول وكأنه لم يكن فيما يصر البرادعي على ممارسة الجهاد عبر تويتر والفيسبوك فقط مع فشل التحرك على أرض الواقع وكل ذلك في النهاية لا يلفت نظر أحد من الشعب لأنه ببساطة يشبه ما يقوم به مجموعة من محامين التعويضات الباحثين عن توكيل شرعي للحصول على الميراث وهم في ذلك يمارسون ما مارسه أحمد عرابي وناصر والبنا وكلهم دون إستثناء طالبى شهرة ومجد ذاتي دون أن يكون احدهم ممثلا للشعب المصري فلم نجد ما يدل على ذلك ولعل في حادثة خالد سعيد ما يثبت ذلك فالتحرك الشعبى الوحيد خلال الفترة الماضية كان ضد تجاوزات الشرطة في قضية شهيد الإسكندرية خالد سعيد وهو التحرك الذي مازال مستمرا دون كلل أو تقاعس حتى مع قدوم شهر رمضان الذي يفضل فيه المصريون الفراش على الشارع لكن لأن الأمر يخصهم ويتلامس مع واقعهم المعاش فقد تحركوا ومازالوا لكن من يتحرك ليدعم المطالبين بالتوكيل الرسميى العام لحكم مصر؟
ويبدو أننا سنظل نردد مع التتار : لما أحب أكلم الشعب المصري أكلم مين
لكن لا أظن أن هناك ردا سيأتى وزعيما يرفعه الشعب على الأعناق كما حدث في الفيلم القديم فقد مل هذا الشعب من رفع الزعماء على الأعناق ومن ترديد هتافات بالروح بالدم نفديك يا إسمك إيه فالأكتاف التى حملت فوق طاقتها غير قادرة على تحمل المزيد وفيما يخص من يريد أن يحكم فها هي مصر أمامكم ويمكنكم أن تربحوا الجولة سواء بالقرعة أو الإتفاق أو التزكية فلم نعد نبالي ففي النهاية وطبقا للقول المأثور: أحمد زي الحاج أحمد وعندما لا يجد أحد من يستطيع أن يكلمه عندما يحاول التكلم مع الشعب المصري فيمكن أن يترك له رسالة مسجلة أو ميسد كول

هناك تعليقان (2):

cuteman1510 يقول...

انا مش عايز اكلم حد اللى مات مات والحي ابقى بس ربنا يرحمهم

cuteman1510 يقول...

مين مالك المدونه دى؟

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا