كل سنة وإنتم مش طيبين
نعم أعنى ما أقول فقد مللت من العبارة الأثيرة :كل سنة وانتم طيبين
لا أدري هل هي من باب التمنى أم من باب المجاملة أم من باب الإحتياط فكل عام عندما يحل رمضان كريما نستبدل عبارات صباح الخير (التى تم استبدالها بالفعل بالتحية الرسمية السلام عليكم) نستبدلها بعبارة بلهاء:كل سنة وانتم طيبين
لو كانت العبارة من باب تمنى البقاء للعام القادم ورمضان القادم فهذا أمر غريب فلا أظن أنه من مصلحة عاقل على أرض الوطن أن يحيا لرمضان القادم في ظل القطع المتعمد للإنارة عن شوارع كثيرة لتوفير الكهرباء وليس من العقل البقاء على قيد الحياة انتظارا لما سيجود به علينا السيد نظيف بعد اجازته في مطروح من أفكار حول حمايتنا من المجاعة المنتظرة بعد قرار روسيا حظر تصدير القمح وبكل تأكيد ليس من الحصافة البقاء على قيد الحياة في إنتظار موجة جديدة من موجات ضرائب وإفتكاسات وزارة المالية لصاحبها ومديرها بطرس غالي الذي يعشق الضرائب عشقه للحياة
كل سنة وانتم طيبيين...فقط لماذا ؟ وهل تشمل هذه العبارة الصائمين والمفطرين أم انها حكرا على الصائمين فقط والمفطرين يمتنعون ؟
كل سنة وانتم طيبيين عبارة مراوغة لا تعبر عن واقع الحال الذي يسير من سئ لأسوء وفي العبارة نفسها كثيرا من العبث فالمصريون ليسوا (طيبين) وهم على هذه الحال من فترة طويلة يتشاغلون بهموم الطعام الرمضاني عن أحوالهم المعيشية تماما كما يتشاغلون بإنتصار في مبارة لكرة القدم عن هزائمهم اليومية أمام رغيف الخبز وإهانات المواصلات و تعنت الشرطة وأزمة المياه المنتظرة وتجاهل المسؤولين
هل من الحكمة أن ندعو له بطول العمر على هذا الحال؟
كل سنة وانتم طيبين فقدت معناها منذ زمن لكننا كشعب اعتاد الحفاظ على العبارات دون تنقيحها ونحن كشعب لنا الريادة في إضافة الإحتفاليات للمناسبات الدينية مازلنا مصرين على أننا (طيبين) في حين أننا وبالفعل لسنا كذلك سواء بالمعنى العامي للكلمة فنحن في أسوء حال ، ولا بالمعنى الإصطلاحي للكلمة فنحن لم نعد طيبين مسالمين يؤمن جانبنا فكل خطوة بعد مغيب الشمس قد تحمل لك مفاجأة من عينة السرقة بالإكراه والإختطاف والإغتصاب والتعرض لسطوة البلطجية كما أننا وبين أنفسنا نمارس كل ما حرمته الأديان السماوية والوضعية فزنا المحارم في العشوائيات (التى هي منطقة نفوذ شيوخ الزوايا وأئمة الإخوان) على أشده ، والسرقة والنصب أصبحت مهنة لا بديل عنها لقطاع كبير من المجتمع وشرف البنت لم يعد مثل عود الكبريت وتحول إلى ولاعة صينى في ظل شظف العيش والحاجة إلى الطعام وكل ذلك أصبح له مسمي كبير يجمعه هو : أكل العيش
ولأن أكل العيش بهذه الطريقة قد يصيب من بقى به شئ من ضمير بالأمراض النفسية أصبح غسيل الذنوب والتطهر طقس يومي عبر الحفاظ على الصلاة في مساجد بعينها عند العشاء والفجر لكن يبدو أن ذلك لم يعد كافيا فأصبح الجميع ينتظرون رمضان من العام إلى العام للحصول على صكوك الغفران عبر ختم القرآن وقيام الليل وليالي الإعتكاف والإصرار على جعل رمضان شهرا خالصا للعبادة والطعام ثم ينتهى الشهر ويعود كل شئ كما كان في إنتظار العام القادم
أما ما يميزنا عن شعوب الأرض فهو أن هذه الشعوب تحترم عقيدتها التى اختارتها بإرادتها الحرة لكننا نمارس التقية أناء الليل وأطراف النهار فنستخدم اللحية والمسبحة كأدوات مساعدة للنصب على من يثق في مظاهر الإيمان ونغادر المساجد بعد تمام الصلاة للذهاب إلى جلسات الدخان الأزرق ونعيد عصر أصحاب الرايات الحمر بالزواج السري وننتهى من هذا كله لنعيد الكرة مرات ومرات
زينة رمضان في العشوائيات ماذا أضافت؟
كل سنة وأنتم طيبين عبارة لا تحمل جديدا تماما مثل حالنا الذي يغرق في الجمود ولا يناله التجديد إلا في شكل الحجاب و نوع البخور وموقف الإخوان من الإنتخابات ، ونحن نمارس الجمود إقتداءا بالسلف الصالح الذي لن تجد أحدا يعرف أسمائهم في ظل دروس الزوايا التى لا يبخل بها أئمة لا يجيدون من العربية سوى الدعاء على اليهود والنصاري والتباكي على مجد الأمة الإسلامية التى يتحدثون عنها كما لو كانوا قد عاصروا ملوكها بحديث ممجوج ساذج أقصى ما يحققه هو تسلية الجهلاء وحثهم على ممارسة مزيد م الإرتداد إلى الخلف بحثا عن الحل السحري : الإسلام هو الحل
أيها السادة العام القادم لا أظن انكم ستكونون (طيبين) لانكم لم تفعلوا ما يستوجب ذلك فمازلتم على جهلكم وعلى سذاجتكم تائهين بين العبارات الفخيمة للإخوان وأحاديث الزوايا ونوادر السلف الصالح تنتظرون رمضان وتدبرون ثمن عمرته من نقود يعلم الله كيف أتت وتقطرون على أنفسكم للحصول على لقب (حاج) وفي سبيل ذلك يهون كل شئ
بمنتهى الصراحة أقول: كل سنة وأنتم مش طيبين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق