السبت، 7 أغسطس 2010

أسوء عام في الإسكندرية


أسوء عام في الإسكندرية
20 نفق ماتزال حبيسة أدراج المحافظ و 9 ضحايا يوميا على الكورنيش
البلطجة والسرقة بالإكراه وقطار أبو قير شكوي مستمرة دون مجيب
الصينيون يتهمون أهل الإسكندرية بالعنصرية والسكندريون يرفضون المصطافين


لا شك أن هذا العام كان أسوء الأعوام التى مرت على الإسكندرية في كل شئ ، المرور والأمن والكساد وموسم الصيف المختزل وغير ذلك الكثير
والمتابع لأحوال الإسكندرية يتعجب من كم المشكلات التى تعاني منها وحالة الضيق والغضب التى تسيطر على مزاجها العام
لا ننكر أن طبيعة شعب الإسكندرية مثله مثل شعوب سواحل المتوسط كثيرة التقلب سريعة الغضب لكن هذه المرة يبدو أن الأوضاع قد ساءت في كل شئ إلى الدرجة التى جعلت شعب الإسكندرية شعبا محتقنا نافذ الصبر

9 ضحايا متوسط حوادث الكورنيش يوميا

في ظل كثرة المشاة وقلة السيطرة الأمنية و المرورية ارتفع متوسط الضحايا إلي 3 قتلي و 6 مصابين يوميا وتمثل ندرة الأنفاق علي الكورنيش أحد أبرز أسباب زيادة معدلات حوادث الكورنيش حيث يبعد كل نفق عن الآخر بمسافة كبيرة وهناك 13 نفقاً موزعة علي 22 كيلومتراتقريبا بطول الطريق مما يضطر أهل الإسكندرية لخوض مغامرة عبور طريق الكورنيش الفسيح في وجه عشرات السيارات المسرعة والنتيجة معلومة مقدما
وبينما أعلن عادل لبيب محافظ اسكندرية عزمه إنشاء 20 نفقاً علي طريق الكورنيش للحد من الحوادث  لم يتم سوي إنشاء نفق واحد في سبورتنج  لم يتم افتتاحه حتي الآن.

شارع أبوقير

بصفة عامة حالة الطرق في الإسكندرية لا تبشر بخير فطريق الحرية ( شارع أبو قير) الذي يمتد بطول المدينة بموازاة الكورنيش لا يوجد به سوي 4 كباري لا يعمل منها إلا كوبري واحد فقط هو كوبري سيدي جابر بينما هناك العديد من الكباري المعطلة مثل كوبري مصطفي كامل وكوبري سبورتنج.
منطقة مصطفي كامل يشكو سكانها من أن الكوبري الموجود بها مغلق بسبب الشروخ والمشاكل الإنشائية الموجودة بهيكله والتي تشكل خطرا كبيراً علي مرتاديه في حين تكثر الدورانات بها مما أدي إلي زيادة معدل حوادث السيارات عليه

قطار الموت في الإسكندرية

وإذا كنا نتحدث عن الحالة المرورية والمواصلات في الإسكندرية فلابد أن نتطرق إلى قطار أبو قير صاحب الصيت الذائع والذي مازال ضحاياه يتساقطون في مشهد متكرر رغم أنه استهلك أكثر من 600 مليون جنيه من ميزانية المحافظة
فرغم حجم الإنفاق غير المسبوق إلا أن القطار مازال على حالته من  عدم انتظام مواعيد القطارات وسوء حالتها، فعلي الرغم من إعلان هيئة السكك الحديدية البدء في مشروع تحديث وتطوير قطار أبو قير بتكلفة تصل إلي 600 مليون جنيه وشراء 200 عربة حديثة للعمل علي هذا الخط بداية من العام القادم، وزيادة سرعة القطارات وتقليل فترات التقاطر التي تصل حاليا إلي ربع الساعة والتى يبدو أن كل ما تحدثنا عنه مازال حبرا على ورق فيما عدا الإنفاق فقط
أما تذكرة قطار أبوقير فتعد لغزا يحتاج إلى أساتذة في الإقتصاد لشرحها فتذكرة قطار أبو قير تتعرض للرفع بصفة مستمرة
وآخرها فرض بعض البنود الوهمية والإجبارية المتمثلة في 5 قروش «تأمين» و20 قرشا علي سبيل «الغرامة» بالإضافة إلي 75 قرشا تكلفة الأجرة
أما محطات القطار(16 محطة) فهي مجرد أرصفة سيئة الحالة  تعاني إهمالاً شديداًَ أدي إلي تصدع سور المحطات مثل محطة غبريال، أو تحطيم مقاعد الانتظار كما في محطة المنتزة في حين أصبحت أغلب المظلات آيلة للسقوط وانتشرت علي جانبيها أكوام القمامة، ما أدي إلي وقوع عدد من الحوادث كان آخرها خروج القطار عن القضبان عند محطة باكوس نتيجة لوجود جسم صلب علي القضبان.

أما مزلقانات قطار أبو قير التسعة أومزلقانات الموت فيبدو أن هناك قرارا بالحفاظ عليها بإعتبارها ميراثا أثريا رغم ما تحصده من دماء  رغم ما  تشهده تلك المزلقانات من حوادث أودت بحياة عشرات الأشخاص في غضون السنوات القليلة الماضية وهو ما دفع عددا من النواب للتقدم بطلبات إحاطة يطالبون فيها هيئة السكك الحديدية بإعطاء مزيد من الاهتمام لهذه المزلقانات وضرورة العمل علي تطويرها بعد ما وصلت إليه من حالة متردية، حيث تفتقر هذه المزلقانات لجميع عناصر الأمان بينما اكتفت إدارة المرور بتكليف عسكري بتنظيم الحركة المرورية في بعض المزلقانات دون الإستعانة بحواجز حديدية تمكنه من ممارسة دوره
المحافظة قامت بإنشاء 9 كباري لعبور المشاه لكن هذه الكباري مغلقة في وجهة المشاه بصفة مستمرة وهو ما يدفع المواطنين باستمرار للعبورغير الآمن من المزلقانات.

البلطجة والسرقة بالإكراه

الحالة الأمنية هي الأخري تمثل هاجسا لدي المواطنين بالإسكندرية وهو ما دفع المجلس المحلي بالمحافظة إلى اصدار تقرير رقابي كشف عن العديد من الشكاوي التي تؤكد انتشار البلطجة بشوارع وميادين منطقة العجمي، والذي يهدد أمن المواطنين بحسب وصف التقرير الذي لفتت بياناته إلي حوادث السرقات، خاصة بفيللات العجمي فضلاً عن تفشي ظاهرة السرقة باستخدام الكلاب البوليسية وانتشار تجارة المخدرات في الشوارع والسرقة بالإكراه، خاصة لبنات المدارس، وكذلك انتشار الكلاب الضالة

فساد الأحياء وراء أمراض الصدر بالإسكندرية

البيئة أيضا لها نصيب من هموم الإسكندرية فهناك 150 ورشة رخام توجد وسط منطقة بمحرم بك المكتظة بالسكان مما أدي لإصابة أغلبهم بأمراض الصدر والربو
وبينما يطالب البعض محافظ الإسكندرية بممارسة ما عرف عنه من حزم عندما يتعلق الأمر بنقل أو هدم ويطالبونه بنقل هذه الورش خارج الكتل السكانية أكد آخرون نية أصحاب الورش لاحتلال المنطقة وإخراج السكان منها وذلك من خلال إقناع بعض سكان الأدوار الأرضية ببيع شققهم لتتحول مساكن المنطقة بالكامل في النهاية إلي معارض وورش رخام
المثير للشكوك في الأمر هو ما يؤكده الأهالي من أن هذه الورش غير مرخصة من الحي، وقالوا إنها تفتقد لعوامل الأمن الصناعي، ومع ذلك فإن الحي لا يتحرك لأسباب تخص مصالح موظفيه

المصاروه والفلاحين مصطلحات إسكندرانية أفرزها مناخ عصبي المزاج

بالطبع عندما تضيق الحال ويسود المزاج العصبي فإن كل شئ يصبح قابلا للحدوث وفي محافظة مثل الإسكندرية تميزت عبر تاريخها بأنها تحتضن الجاليات الأوربية ببساطة بينما يطلق أهلها على سكان القاهرة (مصاروة) وعلى أهالي الأقاليم (فلاحين) ويشعرون بتميز واضح عن الجميع ، في مثل هذه الأحوال الخانقة والمثيرة للأعصاب يصبح من الطبيعي أن تسود بعض النغمات العنصرية وكان أكثر الفئات تضررا من تفشي النغمة العنصرية هو فئة المصطافين وفئة الصينيون

الصينيون يتهمون أهل الإسكندرية بالعنصرية

وعلى صعيد شعور الصينيون ببعض العنصرية تجاههم من سكان الإسكندرية تقدم عدد من الصينيين الوافدين إلي الإسكندرية بالعديد من الشكاوي للقنصلية الصينية بالإسكندرية وسفارتهم بالقاهرة بسبب ما سموه الاعتداءات التي يتعرضون لها من أهالي الإسكندرية بينما في المقابل أطلق شباب سكندريون «جروب» علي الفيس بوك يدعو إلي مقاطعة البضائع الصينية وعدم التعامل مع الصينيين رافعين شعار «هو إحنا ناقصين بطالة لما تشغلوا صينيين وأجانب» رافضين أن يحصل الصينيون علي فرص العمل المتاحة للشباب المصري.
أما الصينيين فيصرحون بأنهم يتعرضون يومياً لاعتداءات من أهالي الإسكندرية بالسب والقذف بالحجارة خاصة من الأطفال

كارهي المصيفين بالإسكندرية

أما المصطافين فكان من نصيبهم أن أنشأ عدد من شباب الإسكندرية جروب (كارهي المصيفين بالإسكندرية على الفيسبوك والذي يطالب بتوقيع عقوبات على المصطافين تعبيرا عن غضبهم من المشاكل التى يسببها المصطافون بالإسكندرية مع عرض الحلول التى وجدوا أنها مناسبة للحفاظ على مدينتهم من أطنان القمامة وسخافات المصيفين والتى يصل بعضها إلى حد توقيع عقوبات على المصطافين
المصطافين منذ زمن بعيد يشكلون هما سكندريا خالصا فهم يصيبون المدينة بحالة من حالات الشلل المروري كما أن عدد شواطئ الإسكندرية الذي تقلص كثيرا بعد توسعة الكورنيش أصبح لا يكفي أهل المدينة ومصطافيها وبالتالي يضطر السكندريون لتأجيل موسم الصيف الخاص بهم إلى ما بعد رحيل المصطافين لكن هذا الصيف تحديدا كان قصيرا بشكل إستثنائي بسبب ظروف إمتحانات الثانوية العامة وتنسيق الجامعات ثم حلول شهر رمضان
وعندما تتكامل كل هذه الأسباب فإن مواطنى الإسكندرية المشهور عنهم قلة الصبر وصعوبة تقبل الواقع يصبحون كالوتر المشدود ويوجهون سهام النقد في كل إتجاه ويزيدون الصيف الساخن حرارة بينما يطلبون العديد من الطلبات التى لا تجد أحدا يجيبهم إليها

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا