شرفاء الداخلية يقودون مبادرة الحل مع ناشطي خالد سعيد
من الحوار إلى التقارب إلى مكالمات التليفون بعيدا عن البيانات الرسمية
تحية لكتيبة الشرفاء من ضباط الشرطة التى قادت المبادرة : محمد أبو العز، سمير مراد ، محمد مصطفي فرغلي ، محمد نصار
اعتدنا أن يكون الفيسبوك والمواقع الإجتماعية ساحة لتصفية الحسابات التى لم ننجح لتصفيتها على أرض الواقع
اعتدنا أيضا أن يكون الفيسبوك في الفترة الأخيرة حزبا فاعلا في العمل السياسي يقود الرأي العام في غياب إعلام رسمي لا يردد سوى ما يستشعر أن المسؤولين يريدون سماعه وهو بطبيعة الحال إعلام ينتحل صفة المعارضة من باب إنتحال الشخصية لكنه في النهاية يمارس شكل من أشكال الديكور السياسي
الجديد هذه المرة هي المبادرة التى يقودها مجموعة من الضباط الشرفاء بوزارة الداخلية قرروا في البداية أن يبدأوا حملة غير رسمية لتحسين صورة ضباط الشرطة بعد قضية شهيد الإسكندرية خالد سعيد لكنهم قادوا حوارا بينهم وبين ناشطي الفيسبوك والمتعاطفين مع قضية خالد سعيد ثم تركوا تماما فكرة تحسين الصورة إلى فكرة الإقتراب من مواطنيهم
الأمر لم يكن سهلا فقد تحملوا والحق يقال تجاوزات لا حد لها وصلت أحيانا إلى مستوى الشتائم وتحملوا غضبا فشل الناشطين في توجيهه نحو آخرين على أرض الشارع فوجهوه إلى هؤلاء الضباط ، غضبوا أحيانا ومارسوا الحوار أحيانا لكن في النهاية حدث ما كان يجب أن يحدث وما يجب أن يحدث وهو ...التقارب
بعد سيل من الرسائل الغاضبة وسيل من الإعتراضات على أداء أمناء الشرطة والضباط تحول الأمر إلى سيل من الشكاوي من سوء المعاملة والأن أصبح الأمر قبولا من الضباط بأن يقوموا بواجبهم في حماية المواطنين من سوء المعاملة عبر توضيح سبل الشكوى من سوء المعاملة وتوعية الشباب الغاضب بحقوقه ومن يحق له تفتيشه وطلب أوراق هويته وغيرها من السخافات التى كان الشباب الغاضب يشكوا منها
في البداية ظننت مثلي مثل آخرين أن الأمر تحرك من العلاقات العامة بالوزارة بشكل خفي في إطار تفكير تغلفه نظرية المؤامرة لكن وأنا أنقل عن تجربة شخصية سرعان ما تبخر هذا الشعور والإستنتاج وبدأ الأمر يأخذ شكل العلاقات الخاصة جدا والشخصية جدا وحتى عبر المكالمات الهاتفيه المتبادلة بينى وبين بعضهم
في البداية كان كثيرا من الشباب والمنضمين للحوار يخشون من محاولات تقوم بها الشرطة لتتبعهم لذلك كانت المشاركات تتم بأسماء مستعارة ومازال كثيرون حتى اللحظة يصرون على المشاركة من خلف ستار ثم تحول الأمر لدي البعض إلى الرغبة في المشاركة بالأسماء الحقيقية بعد أن زال كثيرا من ستار الخوف الذي يغلف تعامل المواطنين مع ضباط الشرطة
إحقاقا للحق أعترف أنني حاولت استفزازهم كثيرا رغبة في الوصول الي هدف المبادرة ومع الوقت أدركت أنهم جادون بالفعل فيما يقومون به متطوعون فبينهم من يرفض استعمال الإهانة ليحصل على قضية متكاملة ومنهم من يشعر أنه من هذا الشعب وإليها
أدرك تماما أن ما يقومون به قد يعرضه لحرج مع وزارتهم وقد يفقدون حظوة حصلوا عليها أو موقعا جيدا يشغلونه وهم أيضا يدركون ذلك لكنهم قبلوا المخاطرة وقبلناها معهم فليس من مصلحة أحد أن تصبح الشرطة في جانب وكل الشعب في جانب آخر وليس من مصلحة أحد لا نحن ولا هم أن يفلت فاسد من عقاب فيسئ بفعلته لشرفاء
أما ما جعلنى قادرا على التواصل معهم رغم مشاعر الغضب التى فجرها قتل خالد سعيد فهو أنهم التزموا جانبا لا يناقش قضية خالد تحديدا فبطبيعة الحال هذه القضية عصب حساس قد يفجر أي محاولة للحوار كما لم يحاولوا الإساءة إلى شاب أصبح بين يدي ربه لكن الحوار تركز على مفاهيم العدل وحق المواطن على الشرطة والحقوق التى لا يعرفها المواطن قانونا وهي كثيرة والجهل بالحق هو أول دعم نقدمه للفساد ثم نشكوا من انتشاره
شخصيا أقول لوزير الداخلية أن وزارته بخير طالما فيها شرفاء مثل هؤلاء وأدرك أن وزارة كاملة جرى توريطها عبر معلومات مغلوطة وناقصة وأدرك أنه لن يرضى إفلات مخطئ من العقاب كما أدرك أنه سيكون سعيدا بمبادرة هؤلاء الشرفاء الذين يدفعون عن كل الشرفاء ما قد يلحق بهم من أثار فساد البعض وعنف البعض الآخر وأملي أن يساعد جهدا يقوم به بعض ابناءه الضباط ويتعهدهم بحمايته التى أدرك أنهم يحتاجونها الآن لأن الواقف ضد فساد لا يتواري ويقبل بكل ما يأتيه به القدر
أخيرا تحية لكتيبة الشرفاء من ضباط الشرطة التى قادت المبادرة : محمد أبو العز، سمير مراد ، محمد مصطفي فرغلي ، محمد نصار
حتى تظل مصرنا وطنا لكل مواطنيها وتظل شرطتها درعا وسيفا ونبحث عن رجال الأمن حينما نفتقده لديكم كان لابد من الحوار وها هو قد بدأ وسيتواصل فلن نسمح بأن يقفز أحدا فوق الأحداث ويمتطى موجة الغضب لحرق مصر كلها ووقتها فكلنا خاسرون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق