حتى لا تصبح قضية خالد سعيد حصان طروادة للسياسين
أعلم ويعلم معي الجميع أن غدا موعدنا مع يوم طويل حار من أيام صيف بدأ ملتهبا جاثما برطوبته على الأنفاس فيزيد من عصبية الجميع ويجعلنا كمن نزع جلده وظهرت أطراف أعصابه على السطح يثيرها أي لمسة ويفجر عدوانها أي احتكاك
في وسط هذا الصيف الساخن جاءت قضية خالد سعيد لتزيد الجو اشتعالا وتجعل من هذا الصيف ضيفا ثقيلا على نفوس الجميع
ومن حق شباب مصر وأمهاته أن تحتج ومن حق الجميع أن يطالب بمزيد من العدل ومن حقنا جميعا أن نشك ونسأل ونقترح بل ونتضامن ولكن ما هو ليس من حقنا أن ننجر إلى تسيس قضية يريد أن يمتطيها البعض إلى أفاق البطولة ليحققوا مكاسب سياسية ولو على جثة مواطن شاء القدر أن يلفظ أنفاسه بهذه الطريقة
عندما أتخيل وصول البرادعي إلى الإسكندرية غدا وصلاة أيمن نور في جامع القائد ابراهيم تقفز إلى ذهنى صورة من التاريخ هي صورة حصان طروادة الذي دخل في باطنه الجند الى داخل الدولة الحصينة من أوسع الأبواب دون أن يتكلفوا جرحا واحدا ولا مشقة القتال نتيجة لسوء تقدير حادث وسوء تعامل أصبح واقعا نعيشه
ولا أدري منذ متى تحرك صرخات المعذبين في أقسام الشرطة وعلى يدها مشاعر البرادعي ولا منذ متى كان أيمن نور مهتما إلى هذه الدرجة بأمور تخرج عن صراعه على حزب الغد وقضاياه ضد الجميع ودفاعا أمام الجميع لكن السياسة لها قوانينها ولها طرقها ولها أهدافها
ما أخشاه أن تتحول قضية خالد سعيد الى طريقا معبدا أمام البرادعي وايمن نور والأخوان المسلمين يحققون من خلاله قفزة نوعية يستعيدون بها شارع يلفظهم وتواجدا مفقودا على أرض الواقع
أنباء أخرى تتواتر عن انضمام حمدين صباحي صاحب حزب الكرامة الى التظاهرة المنتظرة وبإنضمامه سيكون جميع ألوان الطيف السياسي قد مثلت في هذه المظاهرة وكل يمنى نفسه بتفاحة النظام ومقعد الرئاسة والخاسر سيكتفي بالوجاهة الإعلامية وأضواء الكاميرات وادعاء البطولة
أيمن نور والبرادعي وصباحي يعلمون علم اليقين أن شيئا لن ينالهم من عصي الأمن ولا سخافاته والمعادلة عندهم بسيطة وقابلة للتوقع فهم لن يخسروا شيئا سوى بعض الجهد وبعض الخطابات التى يعشقونها وفي النهاية أخشى أن يختطف هؤلاء ومعهم الإخوان المسلمين قضية خالد سعيد وتصبح معروضة في مزاد السياسة لمن يدفع أكثر ويتحول الأمر الى مجرد حصان طروادة الذي لم يفطن الجميع إلى ما يحمل داخله إلى أن سقطت المدينة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق