لن ينتقص منك أن يترشح نجلك لخلافتك كما لم ينتقص منك سماحك بتعدد مرشحي رئاسة الجمهورية من قبل
السيد الرئيس اسمح لي أن أذكرك بواقع دولة شبيهة في وضعها بدولتنا وهي الجزائر
بعد الثورة الجزائرية كان الجيش لا شك يحكم الدولة بشكل مباشر وعلنى وعندما أراد الجيش الجزائري أن يجمل وجهه ويسمح بإنتخابات أقل ما يقال عنها أنها دارت وسط نغمات البنادق ظهرت جبهة الإنقاذ كقوة يحسب لها حساب وبدأت سلسلة من أعمال الفوضي والحرب الأهلية في جميع أنحاء الجزائر
السيد الرئيس ، هنا في مصر لا يتشابه الوضع تماما فهو يختلف في نقاط جوهرية أولها أننا على عكس باقي البلدان التى تعرضت للقهر على يد جيوشها دون أية مكاسب وهو ما أورث شعوب هذه الدول كراهية لعسكريتها الوطنية لا تخفيه
هنا ..في مصر العسكرية المصرية هي الملاذ الذي يلوذ به الشعب عند كل طارئ وهي في النهاية أكثر جهة محببة لقلوب المصريين الذين يسعون كل عام للإلتحاق بها طواعية فعسكريتنا في عين شعبها مبجلة لا شك
محبوبة وتحظي بإحترام لا ينكره أحد وثقة تدفعنا دائما وعبر الجرائد وبرامج التليفزيون الى المطالبة بإسناد كل ما نراه صعبا لها ويجئ ذلك وسط مطالبة شعبية فلسنا من تلك الدول التى يعزل العسكريون انفسهم بعيدا عن الناس في مدنهم الخاصة المحاطة بالحراسات بل يعيش العسكريون المصريون بين شعبهم يفرحون بما يفرح ويتجرعون ما يتجرع
لكن هل ننكر أن هناك متربصين؟
والأدهي أنه رغم سنوات من السماح لكل الأحزاب المصرية بممارسة العمل السياسي لم تفرز لنا هذه الاحزاب سوى قيادات تتصارع على كراسي احزابها التى لا يعرف كثير من الشعب أنها موجودة أصلا
هذه الاحزاب لو كانت مارست عملا سياسيا حقيقيا لقلت أن من حقها أن ترشح من تراه مناسبا لحكم مصر لكن أراها لا ترشح إلا كل غث
حزب الغد رشح أيمن نور ثم ظهر من يقول أن أيمن نور مفصول من حزب الغد ..جميل ولكن هل هناك تواجد حقيقي لحزب الغد لا أقول خارج مقراته بل أقول خارج غرفة رئيس الحزب الذي وصل لمنصبه وسط نزاع قضائي وخناقات في الشوارع وكل ذلك لرئاسة حزب لا يتجاوز عدد اعضائه حي من أحياء شبرا
واحاول أن تسعفنى الذاكرة بأسماء باقي الأحزاب فأكاد لا أتذكر إلا حزب الأحرار الذي لا أدري أين ذهب بعد وفاة رئيسه وإنتهاء دور الحزب بإنتهاء جلسات العلاج بالقرآن التى كان ينظمها ولا أظنه قادرا على المنافسة على انتخابات نقابة وليس دولة
في حدود ما تسعفنى الذاكرة لدينا حزب الوفد وأنا كغيري من أهل هذا البلد نتذكره من خلال جريدته ونذكره بإعتباره جريدة لا حزب فأنا لم أقابل ناشطا وفديا من قبل بل قرأت عنهم في الجرائد التى تعود الى ما قبل الثورة وأقرب شئ قرأته عن حزب الوفد كان خاصا بالمعركة التى دارت بين د/نعمان جمعة ومعارضيه وحريق الحزب واعتقال البعض وشغب البعض الآخر ولا أظنك راغبا في أن يمارسوا حريقهم وشغبهم في طول مصر وعرضها
كان هناك حزب اسمه حزب العمل وكان يطلق على رئيسه (المجاهد) ابراهيم شكري ، وهذا الحزب كغيره من الاحزاب الساعية نحو التمويل قد تنجح في امتلاك الاراضي في السودان على يد الترابي لكنها لن تنجح في امتلاك قلوب المصريين وهي تخرج كل يوم تبث سمومها وتشعر بآلام كل الشعوب إلا الشعب المصري وتوجهات هذا الحزب تحديدا بدأت يسارية وعندما جفت المياه من الاتحاد السوفيتى تحولت الى صبغة اسلامية
معذرة فأنا اعرف أن عدد الاحزاب لدينا كبيرا ولا ادري هل اصبح الكرامة حزبا أم أنه يكتفي بلافتة تحت التأسيس أو بجريدته لكن بكل تأكيد يعد شيئا من العبث أن نعهد بأمرنا لمن لا يملك رؤية من الوضع القائم إلا بعض العبارات الطنانة عن القومية ونصرة غزة والقومية والاشتراكية بينما يباهي رجاله بأنه أحد (أشيك) رجال مصر
السيد الرئيس ، نعلم أن هناك من يتحدث في هذا الشأن بإملاءات خارجية ويحاول بكل شكل أن يضع العربة أمام الحصان ويصرخ : التوريث التوريث
هؤلاء لم يروا خطيئة في الشأن السوري ولا الليبي ولا باقي العرب فقط الخطأ عندنا ولكن نحن نعرف وأنتم تعرفون لماذا يصرخ هؤلاء في حملة لوأد الفكرة في مطلعها رغم أن جمال مبارك لم يعلن ترشيحه حتى الآن
لماذا يصرخ هؤلاء ؟ ببساطة وصراحة لأن وصول جمال للحكم يصطدم بمصالحهم التى أعلم أنكم تعلموها جيدا وأريد أن اقول أن التعفف عن ذكر هذه المصالح يعد حاليا من قبيل الترف فهؤلاء يريدون توريثنا بالفعل إما لتيار دينى متطرف يدين بالولاء لجهات خارجية تصطدم مصالحها مع مصر على مر العصور بحكم الجغرافية السياسية أو أنهم يريدون أن يصبحوا أبطالا وهم يهاجمون من يعلمون أنه لن يرد لهم الصاع صاعين ويرتدون مسوخ الأبطال وتاريخهم ملئ بشيكات صدام ومن جاوره ومن جاء بعده ولو شئت لذكرت بالأسماء ومن واقع ما نشر وليس من واقع تقارير سرية كم تقاضي كل منهم ومن أي جهة وكيف اغدق عليهم العراق سابقا ظنا منه بأنهم بأقلامهم سيحمون حياضه فانقلبوا مهاجمين رب نعمتهم السابق فور سقوط بغداده
لا أقول أن الحزب الوطنى هو غاية المراد و أنه ليس في الإمكان أحسن مما كان لكن المنطق يقول أن من تمرس السياسية الحق دون اضطرار لمداهنة أو منافقة أو التنطع على أبواب الدول والأفراد بائعا بضاعته هو الاجدر بتولي زمام الأمور
وإذا كان جمال مؤهلا بحكم ظرفه التاريخي من حكم مصر فهل نراه محجما عن الترشح تاركا المجال للدكتور البرادعي أو السيد عمرو موسي لسبب واحد وهو أنه إبن الرئيس؟
إننا حين نحذو حذو هؤلاء ممن يتدربون على استقبال البرادعي في المطار او منزله ايهما اقرب فإننا كمن يستعين بقاضي من الامم المتحدة لحل نزاع داخلي
وحين نخطو بخطى سريعة نحو السيد عمرو موسي فأننا كمن يخطوا نحو أعلى الأصوات في قاعة علت فيها أصوات كل من فيها
ثم لقد حكم السيد عمرو موسي جامعة الدول العربية على مر سنوات فماذا حدث ؟ الاجابة لا شئ
أيضا لا ننكر على البرادعي مكانته ولكن كم قضي من وقت في مصر أم أن مصر يجوز حكمها من خلف أبواب مغلقة؟
السيد الرئيس : دعه يترشح إن أردت لمصر خيرا
هناك أسئلة في هذا الشأن لابد من ذكرها : هل جمال تنقصه شهرة أو نفوذ كي يسعى وراء الرئاسة؟
هل هو آت بإرادة فوقية أم بإرادة شعبية؟
الإجابة عن هذين السؤالين فقط تحمل الإجابة عن كل الأسئلة: هو لا تنقصه الشهرة ولا النفوذ وهذا مفروغ منه
أما عن مجيئه فسيكون بإرادة شعبية فهو لم يعلن ترشيحه ورغم ذلك كلنا نناقش الأمر وندور حوله أو داخله ولو لم يكن مؤهلا لما دار حوله حوار فقد حكم مصر رؤساء سابقين لم نعلم عن أبنائهم شيئا
لست من مغرمي الحزب الوطنى ولا منتسبيه ولن أكون بل أزيد أننى أري فيه الكثير من العوار لكن أنا أجادل حول حقي في الحياة بعيدا عن وطأة هؤلاء المعتصمين بشعارات الستينات وما قبل
لست من مريدي الحزب الواحد ولا الفرد الواحد لكن هنا أنا أدافع عن حق أطفالي في أن يسيروا في شوارع لا يحكمها تيار يمينى متطرف وقد اعتصم بسلطة يصلها عبر مجموعة من اصحاب الحناجر والأقلام
نحن ننشئ في المواقع الاجتماعية مجموعات تدعو لترشح جمال مبارك دون أن نتلقي تمويلا من مشروع كافل اليتيم أو أموال الزكاة أو البترودولار ورغم ذلك نجد من يستكثر ذلك ويقوم بمهاجمة المواقع الكترنيا لإغلاقها ونحن نعلم أن هذه طريقتهم في ممارسة رأيهم الأوحد حتى على شبكة النت فهل تريد أن يمارسوا رأيهم الأوحد هذا على أرض الواقع؟
السيد الرئيس دعه يترشح ولا تدع قرابته منك تقف عائقا دون ترشحه فنحن الأغلبية الصامتة سنفرضه فرضا وإن أبي لأن بنا حاجة لوطن مستهدف حاليا من شماله وجنوبه وحدوده الشرقية
دعه يترشح لأن البديل يثير من الخوف أضعاف ما يثير من التعجب
دعه يترشح لأنه بديلنا الآن وبحكم أنه البديل فلا حق له في الانسحاب من المعركة التى سننزلها جميعا دفاعا عن ترشحه
أيها الرئيس بحق القسم الذي أقسمته أن تحفظ مصر وأرضها وأهلها دعه يترشح قبل أن تغتالنا أطماع من يستهدفونا من الداخل أو الخارج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق