تستضيف مدينة بنجيلا الأنجولية في الرابعة مساء الاثنين بتوقيت جرينتش مواجهة وصفت بالنهائي المبكر بين المنتخب المصري حامل اللقب ووصيفه في البطولة الماضية المنتخب الكاميروني في ربع نهائي كأس الأمم الافريقية بأنجولا.
كما أن المنتخب المصري هو الوحيد الذي فاز في جميع مبارياته بالدور الأول وبرقم قياسي في بطولات أفريقيا حيث خاص 15 مباراة دون هزيمة في نهائيات كأس الأمم منذ بطولة عام 2006.
معروف أن مصر فازت على الكاميرون مرتين في البطولة الماضية بغانا وكان ذلك في الدور الأول بنتيجة كبيرة بأربعة أهداف مقابل هدف والثانية في النهائي بهدف محمد أبو تريكة الذي يغيب عن هذه البطولة.
المنتخب المصري الفائز بكأس أفريقيا ست مرات يسعى لتعويض فشله في التأهل إلى نهائيات كأس العالم وليس هناك أفضل من هذه البطولة لتعويض الجماهير المصرية
وإذا كان البعض يردد أن التوفيق يكون دائما لصالح المنتخب المصري في مواجهاته مع الكاميرون إلا أن المدرب حسن شحاتة يرفض هذه المقولة وأكد في تصريحاته بأن المباراة صعبة للغاية خاصة أمام فريق مثل الكاميرون يمتلك بدائل كثيرة ودفع بعدة عناصر جديدة في مبارياته بالدور الأول.
وخلال الأيام الماضية عكست تصريحات كبار اللاعبين مثل محمد زيدان وأحمد حسن ثقة كبيرة في قدرة الفريق على إحراز اللقب، وتحدث زيدان عن أن المنتخب المصري وصل إلى حالة كبيرة من التركيز.
ومن المستبعد أن يجري شحاتة تغييرا كبيرا على تشكيلته الأساسية أو طريقة لعبه في الدفاع والهجوم، وإن كانت الشكوك تحيط بمشاركة المدافع هاني سعيد، أما العناصر الأساسية الأخرى مثل حسني عبد ربه وأحمد فتحي وعماد متعب وسيد معوض فلا خلاف عليها ومعهم الحارس عصام الحضري.
الكاميرون
على الجانب الآخر اتفقت تصريحات الفرنسي بول لوجوين مدرب الكاميرون وبعض كبار النجوم مثل صامويل إيتو نجم إنترميلان وجيرمي لاعب نيوكاسل على وصف المباراة بالثأرية.لاعبو الكاميرون يرغبون في وقف مسلسل التفوق المصري عليهم خلال السنوات الأخيرة ومدربهم يؤكد ثقته في قدرة لاعبيه على تشكيل خطورة دائمة على المرمى المصري رغم إقراره بصعوبة المباراة.
وكان الكاميرون لقي هزيمة مفاجئة في أول مباراة له أمام الجابون بهدف، ولكنه تدارك الموقف وفاز على زامبيا بثلاثة أهداف لهدفين بعد أن كان متأخرا بهدف، وأخيرا منح التعادل مع تونس بطاقة التأهل الثانية للكاميرون عن المجموعة الرابعة بعد حسابات معقدة جعلت المركز الأول من نصيب زامبيا.
ووعد المدرب الكاميروني بأن يظهر فريقه بشكل أفضل، وكان بول لوجوين قد صرح قبل البطولة أن تركيزه على نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا في يونيو/ حزيران المقبل ويبدو أن ذلك أثر على مستوى الفريق في البداية.
يذكر أن الكاميرون فازت بكأس أفريقيا أربع مرات أعوام 1984 و1988 و2000 و 2002 ومازال نجمها صامويل إيتو يتصدر لائحة هدافي النهائيات برصيد 18 هدفا حتى الآن كما أنها تأهلت للمرة السادسة في تاريخها إلى نهائيات كأس العالم.
وإلى جانب إيتو يعتمد المدرب الفرنسي على تشكيلة متميزة من اللاعبين المحترفين في أقوى الأندية الأوروبية مثل المهاجم مامادو إدريسو لاعب فرايبورج الألماني وبيير ويبو لاعب ريال مايوركا الإسباني ولاندري نجيمو لاعب سيلتيك الاسكتنلدي صاحب هدف التعادل في مرمى تونس الذي ضمن تأهل الكاميرون.
ومن المنتظر أن يعالج مدرب الكاميرون الأخطاء الدفاعية التي ظهرت خلال مباريات الدور الأول الذي مني فيه مرمى إدريس كاميني حارس إسبانيول بخمسة أهداف في ثلاث مباريات.
من ناحية أخرى حفلت مباريات الدور الأول لنهائيات كأس الأمم الأفريقية بأنجولا بالعديد من المفاجآت بل والمتناقضات ولكن في النهاية تأهلت أكبر فرق القارة إلى ربع النهائي مع مفاجأة وحيدة فقط هي وصول زامبيا إلى ربع النهائي.
فمنذ بطولة مصر عام 2006 لعب منتخبها حتى الآن 15 مباراة دون هزيمة، وحتى نهاية مباريات الدور الأول سكن هدف واحد فقط مرمى الحارس المصري عصام الحضري ما يجعله أفضل حارس في البطولة حتى الآن.
اللافت أيضا أن الفرق الأفريقية الخمسة التي تأهلت إلى كأس العالم في جنوب أفريقيا تعثرت جميعا في أول مباراة لها فقد هزمت الجزائر على يد مالاوي وتغلبت الجابون على الكاميرون وفازت مصر على نيجيريا وتعادلت ساحل العاج مع بوركينا فاسو ثم تداركت الموقف وفازت على غانا.
"دون مستوى 2008"
ولكن في النهاية تأهلت الفرق الخمسة إلى ربع النهائي، ويرى المراقبون انخفاض مستوى البطولة بشكل عام مقارنة ببطولة غانا 2008 يرجع إلى أن الفرق الأفريقية خرجت نهاية العام الماضي من جولة التصفيات المشتركة لكأس العالم وكأس افريقيا بحالة من الإرهاق الشديد.بعض المتناقضات حملها الدور الأول نتيجة تباين أداء ونتائج بعض الفرق، وكان أبرز هذه التناقضات في المجموعة الأولى فقد خرج منتخب مالي رغم تسجيله سبعة أهداف بينما تأهلت الجزائر التي سجلت هدفا واحدا فقط في ثلاث مباريات ولكن كون الهدف سجل في مرمى مالي فقط تأهلت الجزائر.
في المجموعة الأولى أيضا كانت أعلى نسبة تهديف بواقع 18 هدفا منها ثمانية أهداف في مباراة الافتتاح التي انتهت بالتعادل بين أنجولا ومالاوي بأربعة أهداف لكل منهما.
أما أقل نسبة تهديف فكانت في المجموعة الثانية بسبب مشاركة ثلاثة منتخبات فقط بعد انسحاب توجو وانتهاء مباراة ساحل العاج وبوركينا فاسو بالتعادل السلبي.
مفاجآت
من المفارقات أيضا ان فرقا حققت الفوز في أول مباراة لها وتصدرت مجموعتها ولكنها خرجت في النهاية مثل مالاوي التي تغلبت على الجزائر بثلاثة أهداف نظيفة والجابون التي هزمت الكاميرون بهدف.يتصدر الأنجولي أمادو فلافيو قائمة الهدافين برصيد ثلاثة أهداف وهو نفس رصيد سيدو كيتا نجم مالي ولكن خروج منتخب بلاده من البطولة يجعله عمليا بعيدا عن المنافسة على لقب الهداف.
واشتعلت المنافسة على لقب الهداف أيضا بوصول رصيد الكاميروني صامويل إيتو إلى هدفين متساويا مع لاعبي مصر محمد ناجي وعماد متعب والمهاجم الأنجولي مانوشو ولاعب زامبيا جاكوب مولينجا.
أما الموزمبيقي داريو خان فقد سجل هدفين أيضا ولكن على سبيل الخطأ في مرمى فريقه أمام بنين ومصر، وسجل الكاميرون أورلين شيدجو لاعب ليل الفرنسي هدفا في مرماه بطريق الخطأ أيضا مما كاد يطيح بالكاميرون من البطولة.
بعد البداية الغير مقنعة بلغت الإثارة ذروتها في الجولة الأخيرة التي شهدت تنافس 13 دولة على التأهل إلى ربع النهائي بفرص متساوية أحيانا، وضمن فقط منتخبان هما ساحل العاج ومصر التأهل إلى ربع النهائي وفي صدارة مجموعتيهما بعد انتهاء الجولة الثانية.
ولم يمنع نظام إقامة مباريات الجولة الأخيرة في كل مجموعة بنفس التوقيت من أن يتأثر كثيرا أداء الفرق بالاخبار الواردة عن نتيجة المباراة الأخرى وهو ما ظهر جليا في المجموعة الأولى في الشوط الثاني من مباراة منتخبي الجزائر وأنجولا.
اما أكثر المشاهد درامية وإثارة فكان في المجموعة الرابعة التي تصدرتها زامبيا رغم انها كانت في المركز الأخير قبل مبارتها الأخيرة مع الجابون التي ظل لاعبوها غير مصدقين بعد المباراة أنهم خرجوا رغم فوزهم على الكاميرون في مباراة الافتتاح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق